أخبار الآن | بغداد- العراق (متابعات)

 

تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين في "ساحة التحرير" وسط العاصمة (بغداد) بعد ظهر اليوم مطالبين بالتغيير وتطبيق الاصلاحات محاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة، استجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر وسط إجراءات امنية مشددة فرضتها قوات الجيش والشرطة العراقية وتحليق متقطع لطيران الجيش المروحي في سماء المدينة.

ورفع المتظاهرون أعلام العراق بأحجام مختلفة، اضافة التحاف شبان عراقيين بالعلم ذي الألوان الأحمر والبيض والأسود وتتوسطه عبارة "الله أكبر" بخط كوفي، ورفعوا شعارات باللهجة المحلية تطلب التغيير "شلع.. قلع" .. فيما ردد آخرون شعار"لبيك ياعراق" و"إخوان سنة وشيعة.. وهذا الوطن مانبيعه".. ورفعوا لافتة كتب عليها "نستبشر خيرا بالسفارات العربية والأجنبية".. فيما تجاذب المشاركون في المظاهرة علما كبيرا للعراق ليطوف ساحة التحرير تتلقفه الأيادي ليمر فوق رؤس الجميع، كما انتظم شبان في حلقات يرقصون رقصات فلكورية عراقية مطالبين بالحرية والديمقراطية مرددين" عيش.. حرية.. دولة مدنية". 

ووقف المتظاهرون دقيقة صمت حدادا على شهداء العراق، وبدأت التظاهرة بترديد النشيد الوطني العراقي"موطني" وتلا ذلك كلمة وجهها زعيم التيار الصدري الى المتظاهرين.

وحيا مقتدي الصدر- في كلمة متلفزة عرضت بساحة التحرير- المتظاهرين الذين تمكنوا من هز عروش الفاسدين القابعين في المنطقة الخضراء، وان التظاهرات قطفت أولى ثمارها باعلان رئيس الوزراء العراقي عن حزمة الاصلاحات الشاملة، والتي نأمل أن تكون هذه المرة حقيقية وليست مجرد وعود كلامية.

ودعا الصدر المتظاهرين إلى مواصلة التظاهر والضغط على الحكومة لتطبيق الاصلاحات الشاملة، وقال "انكم تمثلون سلطة الشعب وهي أعلى من أي سلطة" ولن نقبل باصلاحات ترقيعية بعدما وصل الفساد الى مرحلة خطيرة.. مطالبا باصلاح شامل للوزارات ومفاصل الدولة، وان يشمل القضاء العراقي الذي سيسته وأفسدته الحكومة السابقة التي كان يترأسها نوري المالكي وباعت الوطن للإرهاب وقدمته له على طبق من ذهب.

كما طالب باصلاح مفوضية الانتخابات والمؤسسات المالية والبنوك العراقية بعد ان استشري الفساد في كل مفاصل الدولة ، داعيا إلى بتعاون الحكومة والبرلمان وتحمل المسؤولية ، حيث تتوجه لهم انظار الشعب والمرجعية الدينية من أجل انقاذ العراق من الفساد والعمل على ملاحقة الفاسدين دون استثناء واسترجاع الأموال المنهوبة والحقوق المسروقة وإعادتها للشعب صاحب الحق.

ودعا مقتدي رئيس الوزراء العراقي باعادة توزيع الأراضي التي سرقت على مستحقيها من العراقيين وفق شروط ومعايير محددة، وجعل الكهرباء مجانية لأصحاب الدخل المحدود أو بأجور رمزية لاترهق الفقراء من المواطنين، وأن تعود الأموال المسروقة وتلك التي تم توفيرها من تخفيض الرواتب إلى الفقراء ومن يشاركون في ساحات القتال، داعيا العبادي ألا يخشي ضغوطا من أحد طالما الشعب معه. 

وفرضت قوات الأمن أطواقا لتأمين موقع المظاهرة كما أغلقت شارع السعدون بدءا من ساحة الأندلس حتي ساحة التحرير أمام حركة السيارات حيث تدفق المتظاهرون عبره عقب خضوعهم لعمليات تفتيش، وكذلك الشوارع المؤدية لساحة التحرير، كما أغلقة جسري الجمهورية والسنك المؤديين للمنطقة الخضراء حيث مقر السفارات العربية والأجنبية والحكومة والبرلمان والرئاسة العراقية. 

وكان مقتدى الصدر دعا العراقيين إلى التظاهر اليوم في ساحة التحرير، وليس على أبواب المنطقة الخضراء، كما حدث الجمعة الماضية، لمنح رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة لتنفيذ الإصلاحات التي أعلن تفاصيلها اليوم، مؤكدا ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر والمطالبة بالإصلاح..وقال الصدر إنه "تغليبا للعقل والحكمة وتقديما للمصلحة العامة، وبعد خطاب العبادي الذي أعلن فيه أنه عازم على الإصلاح الشامل دون الميول إلى حزب السلطة وسلطة الحزب، وبعد أن أعلن حقكم المشروع في التظاهر السلمي وأنه معكم في خندق واحد هو خندق الإصلاح، صار لزاما علينا إعطاءه فرصة لاستكمال إصلاحاته".

ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.