أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (هيام النشار)

يشهد القطاع التعليمي السوري في تركيا، في مراحله التحضيرية، إرباكات متعددة تبدأ من دوام الطلاب في المرحلة الابتدائية ولا تنتهي بالجدل حول المناهج التعليمية ومدى موائمتها لاستيعاب الطالب السوري وما تحمله من اختلافات ثقافية بالضرورة.

إرباكات إدارية وتعليمية

في مدينة "غازي عنتاب"، يبدأ دوام الطلاب السوريين في المدارس في فترة بعد الظهيرة "بعد نهاية دوام الطلاب الأتراك"، وذلك في نفس المدارس التركية تحت إدارة من وزارة التعليم التركية و"الوقف التركي" في بعض الحالات.

الأستاذ "علاء" مدرس في إحدى مدارس عنتاب التي تتكفل هيئة "الوقف الديني" بصرف رواتب لهم على شكل مكافآت تطوعية، يرى أن: "غياب التخطيط من قبل المهتمين بالشأن التعليمي السوري أفرز حالة من الخلل وعدم الوضوح بالنسبة للجميع، الطلاب والمدرسين والأهالي"، وهو ما أثر على التزام الطلاب بالدراسة ومطالبتهم كذلك بالوظائف اليومية".

"أبو عبدو" لديه طفلين في المدرسة "في منطقة بازار إيران"، يقول: "تراجع مستوى ابنتي الكبرى "في الصف الثالث" كثيرا، فالمناهج لا تعلمهم سوى القراءة والكتابة، وعودنا أن تكون المدارس في السنة القادمة على المنهاج التركي".

المناهج التركية .. بين مؤيد ومعارض

وحول المناهج التي تُدرس للطلاب السوريين، يقول الأستاذ "علاء": نحاول في المناهج للطلاب في المراحل الدراسية الأولى إبقائهم في جو التعليم عن طريق دروس القراءة والحساب حتى لا يدخلون في مرحلة الأمية، على أن يكون هناك في السنة القادمة خطة مناهجية جديدة للتدريس".

وبينما تعتمد المدارس السورية "مناهج التعليم السورية" بعد التعديل عليها، فإن المدارس التركية قد أجّلت التزام الطلاب بالمناهج التركية إلى السنة القادمة.

السيد "محمد عبد الخالق" أحد المدرسين في المدارس "التركية-السورية" يقول أنهم أُبلغوا بأن السنة القادمة سوف يقومون بتدريس المنهاج التركي بعد تعريبه، وهو يرى في ذلك خطوة إيجابية.

وعند سؤالنا له عن فائدة دراسة الطالب السوري للتاريخ والجغرافيا التركية أجاب: "الحرب في سوريا ربما لا تنتهي في المدى المنظور، تدريس المناهج التركية يعطي فرصة للجيل الجديد للاندماج في المجتمع التركي، وربما نناقش موضوع إدخل مواد متعلقة بسوريا في المستقبل".

وإذا كان بعض المدرسين والأهالي يحبذون هذه الفكرة، فإن لها بعض الاعتراضات من قبل المختصين والأهالي كذلك، فقد يؤدي ذلك، حسب رأي من استطلعنا رأيهم حول الموضوع، إلى ابتعاد الطالب عن ثقافة وطنه وجهله بتاريخ وجغرافيا سوريا، بحيث يمكن أن يؤدي إلى زعزعة مفهوم الانتماء للوطن.

حلول مقبولة تحتاج إلى تنفيذ

وسط كل هذا، يقترح بعض المختصين من أصحاب الشأن بعض الحلول المقبولة، منها أن يتم الاتفاق مع وزارة التعليم التركية على إدخال بعض المقررات الخاصة بالطلاب السوريين "على الأقل اللغة العربية والتاريخ". وعن آلية تنفيذ ذلك المقترح، يرى الأستاذ "علاء" أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التعليم في الحكومة المؤقتة وبين الجانب التركي، وإلا "فإننا مضطرون للالتزام بما تراه الجهة التركية مناسبا في ظل اهتمام واضح منها بهذا الموضوع".

وبين إرباك الوضع التعليمي وضعف المسؤولين السوريين في الخارج عن مواكبته وتنظيمه، يبدو أن الأهالي والمدرسين على حد سواء، باتوا ينظرون إلى تنفيذ الهيئة التعليمية التركية لقراراتها خاصة وهم يرون إلى تطور التعليم بشكل كبير في تركيا.