أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

مع استمرار هدنة "وقف إطلاق النار" التي تم الإعلان عن سريانها في السابع والعشرين من شهر فبراير الفائت بموجب الاتفاق "الروسي-الأمريكي" ومجموعة العمل الدولية حول سوريا، شهدت عدة مناطق في سوريا اليوم الجمعة عودة للمظاهرات السلمية التي تطالب بإسقاط نظام الأسد ومحاسبة رموزه، حيث استغل السوريون خلو سماء بلادهم من الطائرات الحربية التي طالما قصفت تجمعاتهم على مدار السنوات الماضية ليخرجوا من جديد مؤكدين على إستمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها.

في درعا جنوب البلاد خرج مئات المتظاهرين في مدينة "بصرى الشام" الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر للمطالبة برحيل الأسد، حيث رفع المتظاهرون لافتات دعت إلى توحد الفصائل العسكرية ونبذ الفرقة فيما بينهم، جاء ذلك بعد دعوات للخروج في جمعة أطلق عليها الناشطون إسم جمعة "لن نقبل إلا برحيل الأسد".

كما امتدت التظاهرات أيضا إلى مناطق أخرى في درعا حيث شهدت كلا من بلدات "الجيزة والحراك واليادودة ونوى ونصيب" تظاهرات مماثلة نادت بالحرية وباستمرارية الثورة على الرغم من هشاشة الهدنة التي تخللها عدة خروقات من قبل قوات النظام خلال الأيام الماضية.

الناشط الإعلامي "محمد العبد الله" مدير مؤسسة شاهد الإعلامية تحدث لمراسل أخبار الآن عن عودة الحراك السلمي للثورة قائلا: "إن عودة  المظاهرات السلمية إلى الساحة في حوران هو إظهار لروح الثورة التي كانت في البدايات، ولتثبت للعالم أجمع بأن ثورتنا مستمرة وهي ليست عصابات مسلحة كما يظهرها النظام للعالم".

كما أكد "العبد الله" بأن هذه المظاهرات تعيد للأهالي ركائز الثورة الأساسية في إسقاط نظام الحكم ورفض أية مصالحات بعد تشرد وقتل الشعب السوري.

ويرى "العبد الله" بأن فترة وقف إطلاق النار هي فرصة للأهالي للتعبير عن آرائهم وأفكارهم التي حاول النظام قتلها بالقصف وإطلاق النار.

كما دعى بدروه جميع المدنيين لإعادة الثورة إلى مجراها الصحيح لكي يظهروا للعالم أجمع عبر الإعلام المحلي ماهية الثورة ورسالتها المستمرة إلى كافة منابر الإعلام عبر المظاهرات السلمية.

فيما يرى "معاوية الزعبي" مدير مؤسسة يقين الإعلامية العاملة بريف درعا بأن: "خروج الحاضنة الشعبية بعد عدة أعوام من المعارك والقصف يؤكد على سطوة الثورة واستمرارها، وعلى الرغم من هشاشة الهدنة التي أعادت قليلا من الأمان إلى المناطق المحررة، فإن الأهالي الذين خرجوا قد أكدوا بأن السلمية هي الأساس وأن عسكرة الثورة كان بفعل النظام الذي قتل واعتقل الآلاف من المتظاهرين".

جدير بالذكر أن محافظة درعا كانت قد شهدت تصعيدا عسكريا ضخما إبان التدخل الروسي في سوريا حيث شنت الطائرات الحربية أكثر من 1500 غارة جوية استهدفت مناطق متفرقة في المحافظة، أسفرت عن قتل وجرح مئات المدنيين  وتسببت بنزوح ما يناهز 100 ألف عن قراهم خلال الفترة الممتدة من الثامن والعشرين من شهر ديسمبر 2015 وحتى سريان هدنة وقف إطلاق النار منتصف ليل السابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.