أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

لم يعد حزب الله وحيدا الآن في القلمون، فها هي الوفود الروسية تدخل بشكل رسمي لمدن وبلدات القلمون وخاصة مدينة "يبرود"، التي باتت تعتبر المركز الرئيسي لمعاقل قوات النظام وحزب الله المستقر مع عوائله فيها.

فقد كثرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للأنظار الأنباء الإعلامية الواردة على صفحات موالية للنظام عن زيارات لوفود رسمية روسية للقلمون وزيارتها لمعالم أثرية ودينية فيها وتركيزها على الجوانب "المسيحية" من كنائس وأديرة وخاصة كنيسة يبرود التاريخية ودير مارتقلا في مدينة "معلولا" لتحط رحال الوفود دائما في كنيسة يبرود لأيام مع تركيزها على لقاء خوري المدينة وعدة شخصيات ووجوه بارزة من مسيحيي المدينة.

وفد روسي

يقول "د. منذر بركات" أمين الهيئة العامة ليبرود، أن آخر زيارة لوفد روسي كانت منذ أيام قليلة، حيث أن وفد روسياً رفيع المستوى زار مدينة يبرود يوم الإثنين الفائت برفقة المسيحي ابن يبرود ورجل سوريا الأول "جورج الحسواني"، الذي طبقت عليه عقوبات دولية كونه وسيطا بين داعش والنظام السوري وروسيا في بيع النفط والغاز.

ويشير "بركات" أن الوفد قام بزيارة كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة التاريخية في يبرود، ثم توجها إلى مكان إقامة الراهبات أثناء فترة احتجازهم في منزل جورج الحسواني في أيام معركة يبرود، بالإضافة لزيارة عدة وجهاء مسيحيين في المدينة قبل التوجه لزيارة تمثال سيدة السلام ودير مارتقلا في معلولا.

ويرى "بركات" أن الروس بهذه الحركة يرسلون إشارة قوية لكل القوى الموجودة في القلمون أنهم يعزمون تثبيت موقعهم في المنطقة، وأن باب حماية الأقليات هو العنوان الرئيسي لها وذلك كمفتاح للبدء بإدخال قوات عسكرية للمنطقة لتقاسم قوات حزب الله والدفاع الوطني والنظام السوري السلطة،  الأمر الذي يرى فيه أنه يفتح بابا آخرا لصراع من نوع آخر بين القوى المسيطرة في القلمون.

أطماع ومصالح خفية

من جهة أخرى، يقول الإعلامي "أبو أحمد اليبرودي" أن للظهور الروسي المفاجئ أبعادا خفية، ويعتقد أن اكتشاف "الكنيس اليهودي" الأثري في جبل مرمرون والتنقيب المستمر عن الآثار في المنطقة هو من أحد الأسباب الخفية لتواجد الروس، لاسيما أن الوفد قد قام بزيارة جبل مرمرون ضمن جولته الأخيرة، إضافة لأن الروس من مصلحتهم التواجد في منطقة إستراتيجية وحساسة كالقلمون تتحكم بالأوتوستراد الدولي بين دمشق وحمص، ومحاذاتها للحدود اللبنانية بشكل مباشر.

وينوه "اليبرودي" إلى أن الزيارة الأخيرة للروس كانت نقطة تحول خطيرة بالنسبة لتواجد حزب الله في القلمون، وأن تحركات كثيرة لهم ظهرت عقب زيارة الوفد لاسيما في الاجتماعات الكثيرة التي عقدها ضباط وقيادات من الحزب مع مسؤولي النظام في يبرود، مع تعزيز مستمر لنقاطهم في البلدة واستقدام عدد أكبر من العناصر والآليات وذلك استباقا لأي تواجد عسكري للروس في المنطقة، فمنطقة القلمون تعتبر هي الأهم بالنسبة لحزب الله وخاصة أنها المنطقة الملاصقة لمعاقله في داخل لبنان وخروجها عن سيطرته يعني عودة التهديد الأمني مجددا للبلدات اللبنانية المجاورة للحدود السورية، والتي كان جلّ هدفه من معركة القلمون حمايتها وتأمينها من العمق السوري.