أخبار الآن | المفرق –  الأردن (محمد المسالمة)

يقدر عدد اللاجئين السوريين في الاردن "937.830" لاجئا، حسب تقارير صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بينهم 330 ألف طفل، منهم 230 ألف طفل بسن الدراسة تتراوح أعمارهم من 6 – 18 عاما، منهم 142 ألفا مسجلين في المدارس الحكومية ومدراس المخيمات، إضافة إلى 90 ألف طفل خارج التعليم.

الأطفال السوريون والتسرب المدرسي

أسباب كثيرة لظاهرة "التسرّب المدرسي" للأطفال السورين في الأردن، منها اختلاف المنهاج وطريقة إعطاء الدروس، تكاليف المدرسة والمواصلات وصعوبات الوصول إليها، دخول الأطفال في سوق العمل لمساعدة الأسرة، وضعف المبادرات المدنية المعنية ذات الشأن.

وعلى هذا، فقد عملت وزارة التربية والتعليم الأردنية وبالتعاون مع عدد من المنظمات والهيئات جاهدة للحد من هذه المشكلة. فاعتبارا ً من سبتمبر/ أيلول 2013، تلقت 96 مدرسة في الأردن دعماً لزيادة قدرتها التعليمية عن طريق توفير دوامين وترميم المدارس وإنشاء فصول جاهزة في محاولة لاستيعاب العدد الهائل من الطلاب الذين يتوافدون إلى المدارس، بالإضافة إلى توزيع القرطاسية واللباس المدرسي مجاناً لعدد كبير من الطلاب.

لكن ذلك لم يكن كافياً للحد من هذه الظاهرة ولا سيما أن أعداد اللاجئين تزداد يوماً بعد يوم والتي تكون نسبة الأطفال فيها مرتفعة.

مشاريع غير حكومية

وبعيداً عن المدارس الحكومية التي لم يعد بإمكانها استقبال أعداد إضافية من الطلاب السوريين، عملت بعض المنظمات الدولية والمحلية لإنشاء مراكز تعليمية وتوعوية تستهدف الطلاب المتسربين من المدارس وغير القادرين على ارتياد المدارس الحكومية.

ووفقاً لمسؤول الإعلام والاتصال في "يونيسيف" سمير بدران في تصريح سابق له أن "يونيسيف" تمكنت من إعادة  نحو 30 ألف طفل إلى مقاعد الدراسة غير النظامية، تتراوح أعمارهم من "6 – 18 عاما" عبر مبادرة "مكاني" والتي أطلقتها مطلع 2015.

وتهدف "مكاني" للوصول إلى الأطفال الذين يتعذر إعادة دمجهم في التعليم النظامي، من خلال 200 مركزا منتشرا في الأردن. وتسعى المبادرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الأردنية إلى توفير آلية للاعتراف بشهادات الطلبة في هذه المراكز.

التسرب المدرسي للأطفال السوريين في الأردن .. مشكلات وحلول

مشروع منظمة "رياح الأرض" الإيطالية

ومن ناحية أخرى عملت العديد من المنظمات على فتح مراكز تعليمية غير رسمية هدفها المساعدة في التقليل من ظاهرة التسرب وتعويض العجز في المدارس الحكومية التي اكتظت بالطلاب.

تدير منظمة "رياح الأرض" الإيطالية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الأردنية، مركزا تعليميا في محافظة "المفرق"؛ يهدف إلى توعية الأطفال في مدينة المفرق والمخيمات العشوائية فيها. يضم المركز أكثر من 200 طالبا وطالبة من الأطفال السوريين والأردنيين ممن لم تسنح لهم ظروفهم إكمال التعليم.

كنا على موعد مع زيارة لأحد المراكز التعليمية الذي تديره المنظمة الإيطالية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الأردنية.

وفي حديثنا مع "نوار أبو رومي" أحد اعضاء إدارة منظمة "Vento di Terra الإيطالية" أكدت أن المنظمة مهتمة بالجانب التوعوي للأطفال بشكل كبير، وجوانب وأنشطة الدعم النفسي والاجتماعي، وأن المتطوعين في المدرسة يبذلون قصارى جهدهم لإعطاء أكبر قدر من المعلومات للأطفال الذين يعانون من المستوى التعليمي الضعيف جداً بسبب انقطاعهم الطويل عن الدراسة.

وأضافت "نوار" أن المركز لا يقتصر على تعليم المواد العلمية المعتادة، فالمتطوعون في مجال تقوية الأطفال في المركز يركزون بشكل كبير على الأنشطة التوعوية للأطفال في محاولة منهم إيصال المعلومة بأبسط شكل ممكن.

ومن جانب آخر عمدت عدة منظمات إلى اتباع أسلوب مختلف عن المراكز التعليمية في محاولة للتقليل من ظاهرة التسرب من المدارس، فهنالك العديد من المنظمات تعمل على برامج معينة تزور من خلالها عائلات سورية في مناطق نائية في الأردن ممن لم تتوافر لهم فرص التعليم لأبنائها، يجلسون هناك مع الأطفال سواء كان في المنزل أو خيمة يجمعون فيها طلاب التجمع أو المخيم العشوائي ويبدأون حملات توعوية عن أهمية المدرسة والأضرار الناجمة عن ترك الدراسة بالإضافة لنشاطات ترفيهية وتعليمية تساعد في تنمية عقل الطفل وزيادة فهمه للمجتمع من حوله.

التسرب المدرسي للأطفال السوريين في الأردن .. مشكلات وحلولالتسرب المدرسي للأطفال السوريين في الأردن .. مشكلات وحلول