أخبار الآن | اسطنبول – تركيا (جابر المر)

نظمت مجموعة من النشطاء السوريين اليوم اعتصاما في شارع الاستقلال في اسطنبول من أجل التضامن مع المدنيين المحاصرين في بلدة مضايا في ريف دمشق، والذين بدأوا يموتون جوعا تباعا كما كان الحال منذ فترة ليست بالبعيدة في مخيم اليرموك. الحصار الذي تفرضه قوات النظام وميليشيا حزب الله بكل بربرية هو أقسى أشكال الحرب عبر التاريخ "التجويع حتى الموت".

بدأت الوقفة الصامتة في ساحة "غالاطا" المعروفة بأنها المركز السياحي والسياسي في شارع الاستقلال، حيث تقام هناك معظم الاعتصامات المماثلة إن كان الاعتصامات السياسية التركية، أو الاعتصامات السورية. وفي الوقت ذاته أعلن النشطاء القائمين على الحملة في صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن اعتصاما مشابها سينظم في منطقة الفاتح في اسطنبول التي تسكنها نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين.

شعارات واهتمام من الأتراك

وخلال الحملة رفعت لافتات وشعارات تندد بحصار حزب الله وإيران والنظام السوري لبلدة مضايا بالدرجة الأولى، كما تضمنت لافتات تطالب بفك الحصار عن كل المدن السورية المحاصرة كدوما وبلدات الغوطة الشرقية وغيرها.

"سارة الشيخ علي" إحدى المنظمات للحملة تقول: "الهدف من هذه الوقفة التضامنية هو أن يعرف العالم ما الذي يحصل في سوريا، أتمنى من السوريين في كل الدول تنظيم وقفات مشابهة لتسليط الضوء على ما يجري في مضايا والمدن السورية المحاصرة، ومن ناحية أخرى هي رسالة لأهلنا في مضايا أن قلوبنا معكم". وبالفعل فالعديد من الأتراك والسياح الأجانب المارين في شارع الاستقلال، كانوا مهتمين بمعرفة ما الذي يجري وما الذي يريده المعتصمون.

علم الثورة والعلم الفلسطيني

رفع أثناء الوقفة علم الثورة دون أعلام الفصائل والتنظيمات والمؤسسات وشعاراتهم، وبين أعلام الثورة كان العلم الفلسطيني حاضرا، وعندما سألنا أحد المشاركين عن سبب رفعه للعلم الفلسطيني بجانب علم الثورة السورية أجاب: "يدعي حزب الله والنظام أنهم الوحيدون المكلفون بالمقاومة والدفاع عن فلسطين، بينما الآخرون هم العملاء الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية وواقع الحال هو عكس ذلك، نحن كثوار نعرف ما الذي عاناه الشعب الفلسطيني، ونحن عانينا من فجور النظام وتجارته بنا وبقضايانا، أي مقاوم ذاك الذي يرى أن طريق القدس يمر عبر بطون أطفال مضايا؟ وتستبيحه إسرائيل ليل نهار وهو مطأطئ الرأس".

الوقفة الصامتة التي اقتصرت على رفع شعارات وأعلام، والتي تمت بالموافقة من الأمن التركي وبالتنسيق معه، شهدت حضورا خجولا مقارنة بأعداد السوريين في اسطنبول. "أحمد" أحد السوريين الذين سمعوا بالحملة ولم يفضلوا الذهاب يلخص موقفه كالتالي: "أنا لست ضد الحملة ولا أقلل من قيمتها لكن الحملة التي تريد أن تبعث برسالة لمضايا أننا معكم لا يمكن أن تكون مع مضايا في الواقع، حملات التعاطف لا تكفي، الجائع ليس بحاجة تعاطف بل بحاجة إطعام، أُفضل لو كان الموضوع يتجسد بجمع التبرعات مثلا".

يشعر جميع السوريون اليوم بالعجز جراء ما تتعرض له مضايا والمدن المحاضرة في الداخل السوري، فيقرر كل فرد منهم آلية التعبير التي تقارب حجم الألم، من الناس من يتبرع، ومنهم من يعتصم ومنهم من لا زالت كلمة الحق سلاحه الأخير.