أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بعد أكثر من شهرين على الحملة العسكرية الشرسة التي تقوم بها قوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية له، تحت غطاء جوي روسي، تراجع الثوار عن بعض المناطق في أطراف جبلي الأكراد والتركمان تحت وطأة الكثافة النيرانية، حيث حاولت قوات النظام يوم أمس وبعد سيطرتها على برج القصب الإستراتيجي، منذ أسبوع، التقدم نحو قرية الدّرة "ضغضغان" في جبل التركمان.

وقام النظام منذ الصباح الباكر بقصف مدفعي وجوي مكثف على المنطقة، ومن ثم حاول التقدم بريّاً عبر قوات المشاة التابعة لجيش النظام المدعمين بقوات الشبيحة والدفاع الوطني، وقام الثوار بالتصدي لهم بالرشاشات الثقيلة والمواجهات المباشرة، مما أسفر عن قتل وجرح العديد من قوات النظام.

أخبار الآن التقت مع القائد العسكري "أبو بكر" للحديث عن آخر تطورات اشتباكات قرية "الدرة" في جبل التركمان: "يحاول النظام في الفترة الأخيرة التقدم والتمدد نحو داخل الجبل، حيث قام اليوم بعملية اقتحام بري وقمنا بالتصدي لهم وقتل ما لا يقل عن 12 جندياً وعشرات الجرحى، وأسر أحد عناصر الشبيحة، وأنباء عن مقتل قائد الحملة العسكرية عن المنطقة".

بينما تقوم قوات النظام وبشكل يومي بقصف قرى ريف اللاذقية بالطيران الحربي الروسي، واستهداف المناطق المدنية التي تبقى فيها عدد من العائلات، حيث سجل اليوم قصف قرى وبلدات "مصيف سلمى، ربيعة، برج حياة، بيت ابلق" مما أدى إلى خسائر مادية دون إصابات بشرية، وكان رد الثوار بقصف محيط "برج زاهية وبرج السيرياتل وعطيرة" بقذائف الهاون.

موجة برد تجتاح ريف اللاذقية .. وأوضاع سيئة للمخيمات الحدودية

بعدما حطت الثلوج رحالها على مخيمات ريف اللاذقية، وتأثرت المنطقة بموجة صقيع قاسية لم يشهدها ريف اللاذقية منذ أعوام، مما أثر بشكل كبير على الظروف المعيشية لسكان المخيمات الحدودية التي بُنيت من "القماش والنايلون" والتي لا ترد البرد عن ساكنيها.

حيث ينتشر الخوف من الأمراض الشتوية التي قد تصيب سكان المخيمات وخصوصاً "الأطفال والرضّع"؛ الأمر الذي دعا العديد إلى تدعيم خيمهم بعيدان خشبية رغم البرد القارس خشية سقوطها على رؤوسهم، أو تسرب المياه والطين إلى داخل الخيم، كما حصل في بعض المخيمات الأخرى، ويشهد الريف موجة إقبال على وسائل التدفئة بالحطب كبديل عن المحروقات المرتفعة الثمن.

التقت أخبار الآن "أبو اسماعيل" أحد سكان "جبل التركمان" الذي نزح مؤخراً مع عائلته نحو المخيمات الحدودية بُعيد سيطرة قوات النظام على برج القصب: "رغم القصف المدفعي والطيران العشوائي على المنطقة لم أنزح من بيتي، لكن سيطرة النظام على القصب دعتني إلى ترك منزلي والجمل بما حمل، قد يكون الموت برداً أهون من الإصابة بقذيفة أو صاروخ يخترق المنزل، سأبقى هنا إلى أن يشاء الله".