أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (مار أحمد عمر)

نحتفل هذه الأيام بالطفل التركي, لكننا ارتأينا هذه السنة بأن نشرك الطفل السوري أيضا باحتفالاتنا كونه أصبح مكونا من مكونات مجتمعنا ولقد رأينا أننا استطعنا إدخال الفرح لقلبه وهذا ما يجعلنا فخورين اليوم.

اضطر كثير من السوريين للجوء إلى دول الجوار طلبا للأمن بعدما طالتهم صواريخ النظام وقاذئفه. في تركيا يحاول الأطفال السوريون التعايش والتأقلم مع وضعهم الجديد بعدما أذهب عنف النظام الفرحة عن وجوهم. من جانبها تحاول الحملات التطوعية التي تُعنى باللاجئين، إخراج الأطفال من عزلتهم التي فرضتها الظروف عليهم. مار احمد عمر والتفاصيل من اسطنبول. 

النص:
على بعد ما يقارب الخمسين كيلو مترا من مركز مدينة اسطنبول التركية وفي إحدى المناطق النائية وجدت بعض العائلات السورية ملجأً لهم من جحيم الحرب التي تنهش في البلاد,,بيوت خشبية هرئة ومتناثرة هي ما استطاعوا دفع إيجاره بعيدا عن غلاء المدينة.

وإليهم كانت وجهة فريق إنعاش التطوعي برفقة جمعيتيّ النور السورية وإنسان التركية واضعين نصب أعينهم الأطفال القاطنين تلك المنطقة لإخراجهم من عزلة فرضتها عليهم ظروف كانت اكبر من أحلامهم.

وما هي إلا دقائق قليلة من المرح حتى بدأت تتعالى أصوات ضحكاتهم التي أسكتتها يوماً هدير الطائرات الحربية وبراميل الموت المتفجرة, العاب جماعية وهدايا ومسابقات شاركها المتطوعون و لعبوا فيها مع الأطفال أزاحوا بها عنهم رماد الوحدة التي يعيشونها يوميا في مجتمع جديد عليهم بكافة المقاييس.

تقول إيمان إحدى أعضاء جمعية النور: "لقد أتينا إلى هذه المنطقة بسبب ما رأيناه من إهمال للحالة النفسية لدى الأطفال الذين تعرضوا مبكراً لحياة قاسية,أتينا إلى هنا علنا نستطيع إدخال شيء من الفرح إلى قلوبهم ونرسم البسمة على شفاههم".

ولأن هؤلاء الأطفال هم عينة صغيرة من شريحة كبيرة تعتبر الخاسر الأكبر بلعبة لم يعد لهم فيها لا ناقة ولا جمل,فلم يكن اثر الحملة ايجابياً على نفوسهم فحسب هو من ادخل الفرحة إلى قلوب القائمين على الحملة,إنما برؤية البسمة على وجوه الأهالي الذين جلسوا يراقبون بحسرة أطفالهم الذين  كبروا قبل أوانهم وحملوا عبئا لربما أثقل من أوزانهم.

وتضيف إيليف عضوة جمعية "إنسان"التركية: "نحتفل هذه الأيام بالطفل التركي, لكننا ارتأينا هذه السنة بان نشرك الطفل السوري أيضا باحتفالاتنا كونه أصبح مكون من مكونات مجتمعنا ولقد رأينا بأننا استطعنا إدخال الفرح لقلبه وهذا ما يجعلنا فخورين اليوم".

ويقول محمود الطويل وهو متطوع ضمن فريق "إنعاش": "سوف يشعر الأطفال جراء اهتمامنا بهم اليوم بان لهم كيان وبان هناك من يهتم لأمرهم وخصوصا في العزلة التي هم بها بسبب حاجز اللغة,ولذلك أحبذ وجود مجموعات تطوعية سورية توجه طاقاتها إلى المناطق الريفية والنائية ومساعدة الأطفال السوريين المتواجدين لترسيخ فكرة التعاون,فهو سيكبر ويساعد غيره كما وجد عند صغره من ساعده".