أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

رغم برودة الطقس في ريف اللاذقية المحرر، لم تهدأ حرارة الاشتباكات المتواصلة التي يخوضها الثوار ضد المحاولات المستمرة لقوات النظام وحلفائه من الميليشيات الشيعية والقوات الروسية؛ التي زودت النظام مؤخراً بالأسلحة الثقيلة الحديثة بدلاً من آلياته.

حيث يشهد محور جبل الأكراد اشتباكات عنيفة ومحاولات مستمرة لجيش النظام، بشكل شبه يومي للسيطرة على عدد من النقاط الإستراتيجية الهامة بهدف تشتيت الثوار من جهة، وتأمين عدد من القرى الموالية خلف خط النار من جهة أخرى، وتأمين القمة الأهم، وهي قمة النبي يونس.

الطيرن الروسي يزيد من وتيرة القصف الجوي

لم تهدأ سماء ريف اللاذقية من أزيز الطائرات الحربية حاملةً معها المئات من القنابل العنقودية التي ترميها بشكل عشوائي أحياناً، وأحياناً أخرى حسب الأهداف -مدنية كانت أم عسكرية- والتي حددتها لها طائرات الاستطلاع الصغيرة التي لا تفارق سماء المنطقة، حيث سجل يوم أمس 6-12 أكثر من ثماني غارات خلال أقل من نصف ساعة على جبلي "الأكراد والتركمان".

وشاركت الراجمات الحديثة التي استوردها النظام مؤخراً من روسيا في القصف، حيث تم بتثبيتها في عدد من المراصد والقرى الموالية للنظام، وسجل أكثر من مائة قذيفة خلال أقل من ساعة واحدة؛ استقرت في تراب الجبلين، مسببةً بتهجير ما تبقى من العائلات المدنية التي صمدت خلال الفترة الماضية.

يقول الناشط الميداني "أبو خليل" لأخبر الآن: "لم أشهد منذ بداية تحرير ريف اللاذقية مذ أكثر من أربعة أعوام، قصفاً عنيفاً كاليوم! لن نسلم جبلنا إلا على جثثنا، رغم استخدامه للقذائف العنقودية المحرمة دولياً التي يواري العالم أنظاره عنها".

جبل النوبة صديق بالكامل بعد معارك طاحنة

يشهد "جبل النوبة" الإستراتيجي محاولات مستمرة من قوات النظام للسيطرة عليه، حيث قام يوم أمس 6-12 بالسيطرة على عدد من المحارس بعد الكثافة النيرانية العنيفة التي اضطر الثوار للانسحاب على إثرها حفاظاً على أرواحهم، ثم قاموا بهجمة معاكسة وهجوم مباغت على النقاط التي فقدوها.

وقام النظام باستقدام العديد من التعزيزات العسكرية الحربية من مدينة اللاذقية، تضمن إرسال تعزيزات من مفرق البصّة إلى الريف المحرر، مكونة من ثماني سيارات دفع رباعي مجهزة برشاشات ثقيلة، وصهريج محروقات، و أربع دبابات حديثة.

يقول القائد العسكري "أبو جمال" في إحدى الكتائب المقاتلة في جبل النوبة لأخبار الآن: "بعد فقداننا السيطرة على عدد من المحارس في جبل النوبة نتيجة التغطية النيرانية والغارات الجوية العنيفة، جرت اشتباكات عنيفة بيننا وبين قوات النظام، قُتل على إثرها العديد من قوات النظام وحلفائه، ووصلنا أن سيارات الإسعاف في مدينة اللاذقية لم تهدأ وهي تقوم بنقل الجرحى والقتلى إلى مشافي المدينة".

ويُكمل أبو جمال: "تم تسجيل مقتل ما لايقل عن ثماني ضباط من قوات النظام خلال الأسبوع المنصرم، والعديد من القتلى والجرحى من الجنود، مما دفعه إلى زيادة الطلب على الاحتياط، وتطويع العديد من الشباب بين صفوفه برواتب مغرية".

استمرار موجة النزوح نحو الشريط الحدودي

بعد موجة التصعيد العسكري والناري على قرى ريف اللاذقية المحررة، خرجت معظم العائلات المتبقية في الجبلين، مع استمرار القصف العنقودي الذي لا يفرق بين عسكري أو مدني، حيث امتلأت المخيمات باللاجئين الذين يطلبون الأمن والاستقرار بعيداً عن أصوات الطائرات التي تقض مضاجعهم.