أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (خليل يونس)

على الرغم من تراجع حدة المواجهات على جبهات الريف الحموي، إلا أن العديد من المتابعين والناشطين يراه الهدوء الذي سينتهي ببركان، فجميع الأطراف فيه تحشد لقواتها: الثوار وداعش والنظام، وهو ما ينبئ بأن معارك كبرى يمكن أن تستأنف قريباً.

اشتباكات وقصف روسي .. وتحركات مريبة لداعش

يتحصّن الثوار والنظام في مواقعهما في الريف الشمالي، ودائماً ما تتبادل هذه المواقع النيران سواء بالأسلحة الرشاشة أو القصف المدفعي والصاروخي، ولكن لا مواجهات مباشرة من كلا الطرفين. في الوقت الذي تداوم فيه طائرات روسية وطيران مروحي تابع للنظام على قصف قرى وبلدات الريف الشمالي. "محمود" ناشط ميداني يتحدث لأخبار الآن: "قصفت مروحيات تابعة للنظام بلدة اللطامنة ليلاً بالألغام البحرية، ومن جهته فتح حاجز الزلاقيات (شمال حلفايا) نيران رشاشاته الثقيلة، ليل أمس، نحو مواقع الثوار في عملية تمشيط تحسباً لأي تحرك محتمل من طرف الثوار".

ومنذ أمس تم رصد سرب من طائرات السوخوي الروسية متجهة نحو شمال الريف الشرقي الذي تتعرض بلداته منذ أيام لقصف عنيف بالطيران. ويضيف "مراد" الناشط الميداني لأخبار الآن: "قام الثوار اليوم باستهداف عدة حواجز للنظام في لحايا بالمدفعية والهاون. واستهدف فيلق الشام حاجز الحماميات بقذائف الهاون وقذائف المدفعية عيار 120. ومن جهتهم أقدم مقاتلو أحرار الشام على استهداف مطار حماه العسكري بقذائف عيار 130. كما قام الثوار بقنص اثنين من جنود النظام في حاجز العبود الواقع في بلدة مورك".

ولدى سؤالنا عن صدى الأخبار حول حشود داعش في الريف الشرقي، عند ثوار ريف حماه الشمالي، أجاب مراد: "وصلت أخبار تفيد عن استقدام داعش لأرتال من عناصرها وآلياتها إلى بلدتي عقيربات وقليب الثور، وحتى الآن لم تفصح عن مرادها من وراء ذلك. هناك مخاوف أن يتزامن تحرك هذه الحشود من بدء معركة تحرير حماة التي أعلن الثوار عنها، وأن تلعب داعش ذات الدور الذي لعبته في ريف حلب مؤخراً حيث كانت على الضد مع الثوار وسنداً لقوات النظام التي تقدمت على ذات المواقع التي أخذتها داعش من الثوار".

حشود للثوار والنظام وداعش .. ريف حماة على وشك الانفجار

الريف الشرقي .. اشتباكات وقصف بالطيران الروسي والمروحي

يفيد "حازم" ناشط في ريف حماة الشرقي: "تتعرض القرى المحررة التابعة لناحية السعن التي تقع تحت سيطرة قوات النظام وشبيحته، منذ فترة لاستهداف بالطيران الروسي والبراميل من المروحي السوري، وكذلك للقصف المدفعي من حواجز النظام المنتشرة في المنطقة. ربما لأجل هذا قررت الفصائل المتواجدة هناك الهجوم على ناحية السعن التي تعد التجمع الرئيسي لقوات النظام في تلك المنطقة. بدأ الهجوم مساء أمس، واستطاع الثوار إيقاع خسائر بالنظام، ولكن هذا الأخير سرعان ما استقدم تعزيزات إلى المنطقة واستنفر نيران مدافعه، مما اضطر الثوار إلى التراجع".

من ناحية أخرى استمر مسلسل استهداف قرى الريف الشرقي بالطيران. "عبد العزيز" ناشط يحدثنا عن ذلك: "استهدف الحربي الروسي ليل أمس، كل من الرهجان ورسم الحمام وجبيس. أما اليوم، فقد استهدف الطيران الروسي قرية طوال الدباغين التابعة لناحية الحمرا. كما قامت حواجز النظام في ناحية السعن باستهداف مواقع للثوار بالمدفعية والأسلحة الرشاشة كضربة استباقية بعد الهجوم الذي نفذته فصائل الثوار من تلك المنطقة على مواقع النظام في السعن. ووردت أنباء عن استهداف تجمعات للشبيحة والنظام في قرية تل عبد العزيز الواقعة شمال شرق الريف الحموي".

وكان اتحاد ثوار سلمية قد أعلن اليوم، نقلاً عن المركز الإعلامي في مدينة السلمية، أن مجموعة من الثوار قامت بقطع طريق سلمية-حمص وقاموا باستهداف حواجز النظام المنتشرة على الأوتوستراد بقذائف الهاون.

تراجع حدة الاشتباكات في الريف الغربي

بعد تقدم الثوار يوم أمس على محور المنصورة، تراجعت طوال نهار اليوم حدة الاشتباكات والمعارك في سهل الغاب. وقد أقفل مونديال أمس على تدمير ثلاثة دبابات لقوات النظام ومدفع بالإضافة إلى خسائر في جنود النظام. وعن التطورات يحدثنا أبو العبد المتواجد في المنطقة: "نهار اليوم الخميس اقتصر على استهدافات بين الطرفين دون اشتباكات، لكن هذه الأخيرة تجددت إثر هجوم بدأته قوات النظام على محور المنصورة بغية تعويض خسائرها ليوم أمس. الاشتباكات عنيفة جداً والنظام يحاول التقدم وسط تغطية كثيفة من نيران المدفعية والرشاشات الثقيلة. وقد ترافق مع بدء الاشتباكات قصف عنيف لكل من المنصورة وتل واسط وأماكن أخرى في سهل الغاب. وكان الطيران المروحي قد استهدف اليوم صباحاً كلاً من قريتي التوينة (غرب قلعة المضيق) والكركات المحاذية لريف إدلب الجنوبي، وكذلك قصفت قلعة المضيق بالبراميل اليوم. ومن جهتهم قام الثوار اليوم باستهداف قوات النظام في خربة الناقوس، وتمكنوا من قتل بعض العناصر وتدمير مدفع 23 بصاروخ تاو".