أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (بلال الفارس)

على مدار السنتين الماضيتين، والآن مع وجود مستجدات يومية، وظهور مجموعات تتغول في التطرف، لم تعد خسائر الحرب مقتصرة على الأرواح والمنازل والآلام، بل تجاوزتها لتطال آثاراً تُوثِق تاريخاً يمتد عمره قروناً عدة. هذا التاريخ الذي يخص البشرية جمعاء، وليس فقط سكان سوريا والعراق، هو محط تركيز عدد من المنظمات والعلماء حول العالم. 

لم يكتف داعش بارتكاب الجرائم بحق الأرواح في العراق وسوريا وباقي نقاط احتلاله، إنما شمل منهج بث الرعب الذي يتبعه تدميراً للشواهد الحضارية والثقافية من مخطوطات نادرة وقديمة، وآثار ونصب تذكارية ومبان ضاربة في عمق التاريخ.

في العراق وفي أواخر سبتمبر أو مطلع أكتوبر العام الماضي دمر داعش الكنيسة الخضراء التي تعود إلى نحو 1300 عام في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمال بغداد. 

أما في مكتبة الموصل فقد أُحرق داعش الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة في فبراير الماضي، ولم يتضح حجم الدمار الذي تعرض له مبنى المكتبة. ووصفت "اليونيسكو" حرق الكتب كمرحلة جديدة في عملية "تطهير ثقافي" يقوم بها التنظيم. 

في سبتمبر 2014 اضافت مجاميع داعش الارهابية جريمة اخرى لجرائمها بحق آثار العراق وتاريخه الانساني؛ اذ فجّرت "قلعة تكريت" الأثرية. قلعة تكريت مسقط راس القائد العربي صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس قبل ما يقرب من ألف سنة .. وتؤرخ القلعة لمراحل ما قبل التاريخ. 

في شهر مارس آذار الماضي جرف داعش مدينة النمرود الأثرية الآشورية جنوب شرق الموصل، وكانت المدينة مرشحة للإدراج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. يعود تاريخها للقرن الـ13 قبل الميلادما دعا اليونسكو الى اعتبار تجريفها جريمة حرب. 

متحف الموصل هو ثاني أهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد. نشر التنظيم المتطرف في 26 من شهر فبراير الماضي شريطا مصورا يظهر قيام عناصره بتحطيم آثار وتماثيل بعضها من نمرود وأخرى من مدينة الحضر الأثرية، التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني، والمدرجة على لائحة التراث العالمي.
وبحسب مسؤولين في قطاع الآثار، دُمرت نحو 90 قطعة وتمثالا، غالبيتها قطع أثرية أصلية. وقارن خبراء آثار بين عملية التدمير الواسعة، وإقدام حركة طالبان الأفغانية على تدمير تمثالي بوذا في باميان في العام 2001. 

في مارس الماضي دمر مسلحو داعش آثار مدينة الحضر القديمة الواقعة الى الجنوب من الموصل بمحافظة نينوى. ويرجع تاريخ مدينة الحضر إلى أكثر من 2000 عام في عهد الدولة السلوقية التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد وحكمت منطقة غرب آسيا، وامتدت من سوريا وتراقيا غرباً وحتى الهند شرقاً. 

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا في يناير الماضي 2015 تظهر ضررا كبيرا في جدران قلعة تلعفر، المدينة الواقعة غرب الموصل، والخاضعة لاحتلاله. ويُعتقد أن الأضرار وقعت في نهاية ديسمبر أو مطلع يناير الماضيين. 

في نهاية سبتمبر الماضي 2014، تعرض مرقد الأربعين في مدينة تكريت للتفجير. وكان المرقد يضم رفات 40 جنديا من جيش الخليفة عمر بن الخطاب خلال الفتح الإسلامي لبلاد ما بين النهرين في العام 638. 

في 24 من شهر يوليو العام الماضي، سوى أفراد داعش مرقد النبي يونس بالأرض. وقام المتطرفون بتفخيخ المرقد ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس. 

وعلى طول شريط احتلال داعش .. تمتد انتهاكات داعش ضد الارث الحضاري الانساني فسوريا شهدت على تدمير العديد من الاثار والشواهد   

في اغسطس الماضي دمر داعش دير مار اليان التاريخي في مدينة القريتين السورية .. وهو دير سرياني قديم يعود للقرن الخامس للميلاد. 

وبعيد سيطرة داعش على مدينة تدمر  دمر التنظيم معبد بعل شمين وبُني معبد بعل شمين قبل نحو 2000 عام، وكان يعتبر ثاني أبرز مبنى في تدمر، التي كانت مدينة عظيمة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم. 

وفي سبتمبر الماضي دمر التنظيم معبد بل.. ويعد المعبد في تدمر أبرز معالم هذه المدينة الأثرية الملقبة بلؤلؤة الصحراء، وقد استغرق بناء هذا المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء ألازمة نحو 150 ألف سائح سنويا، نحو قرن من الزمن إذ بدأ تشييده في عام 32 وانتهى في القرن الثاني. 

وقبيل ايام فجّر داعش قوس النصر الأثري الشهير في مدينة تدمر الأثرية، يعود القوس إلى 2000 عام ويقع في مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية ويعد أيقونة تدمر.