أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)

نيران المعارك يوم أمس كانت مشتعلة في كل أنحاء الريف الحموي، لكن نصيب الريف الشمالي والغربي كان نصيب الأسد منها. في الريف الشمالي بقيت جبهة كفرنبودة جبهة أساسية لم تهدأ منذ اندلاع المعارك قبل أربعة أيام، وفتحت جبهة معان-عطشان التي كانت هادئة نسبياً يوم أمس.

أحداث أمس .. معارك في الاتجاهات الأربعة

مراد ناشط ميداني يتنقل بين إدلب وريف حماة الشمالي، يشرح لأخبار الآن: "ركز النظام على محورين، كفرنبودة وعطشان، وحاول أن يتقدم فيهما. على محور عطشان كان يخطط أن يصل إلى قرية "سكيك" وتم إجباره على التراجع حتى استطاع مقاتلو جيش الفتح وأجناد الشام الدخول إلى معاقله في معان، ولكنهم انسحبوا فيما بعد. وعلى محور كفرنبودة، لم يستطع النظام التقدم  لكنه فشل وتلقى ضربات موجعة طالت آلياته وجنوده في حاجز المغير"

ويضيف الناشط الميداني "كريم" من اللطامنة: "الطيران الروسي لم يهدأ. قصفت كفرزيتا واللطامنة ولطمين، وتم قصف الطريق الشمالي الواصل إلى الهبيط بالمدفعية من حاجز المكاتب بالقرب من صوران".

بالمقابل أعلنت حركة أحرار الشام أنها وراء قصف مطار حماة وأنها حققت إصابات مؤكدة فيه.

في الريف الغربي، حاول النظام مدعوماً بغطاء جوي روسي التقدم على محور المنصورة، لكنه فشل في ذلك. وحول ذلك يقول الناشط "أبو العبد" المتواجد في المنطقة: "خسائر ليست بالقليلة تكبدها النظام أثناء محاولته التقدم على محور المنصورة براً مدعوما بعناصر غريبة تقاتل معه هناك. وشن جيش الفتح والفصائل الأخرى هجوماً معاكساً وكبيراً على محورين، محور البحصة ومحور جب الأحمر واستطاعوا أن يوقعوا خسائر في صفوف النظام، وأن يحرزوا بعض التقدم على محور جب الأحمر".

في الريف الشرقي لحماة، قصفت الطائرات الحربية بلدة القسطل التابعة لناحية عقيربات، وثمة أخبار تم تداولها حول استهدافه لمخازن أسلحة لـ"داعش" في قرية حماد التابعة لعقيربات. أما في الريف الجنوني لحماة، فالعمليات العسكرية تدور من أجل فتح الطريق بين حمص وحماة، ولذلك فإن تركيز العمليات العسكرية سيكون أكثر على كل من الرستن وتلبيسة التابعتين لمحافظة حمص.

"مونديال الدبابات"

هذا هو الاسم الذي أطلقه ناشطون بعد أن ترددت أخبار تدمير دبابات تابعة لجيش النظام على مختلف الجبهات. ويذكر أن المونديال أقفل البارحة على نتيجة ثمانية دبابات موزعة على النحو التالي: 6 دبابة على محور معان-عطشان إضافة إلى سيارتين لنقل الجنود، ودبابتين على محور كفرنبودة وعربتي شيلكا ورشاش عيار 14,5. ولا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الإصابات بين جنود النظام.

معارك اليوم السبت

بين تقدم وتراجع .. الهجوم على ريف حماة يستأنف لليوم الرابع

أغار اليوم الطيران الروسي على بلدة "كفرنبودة" منذ الصباح، وقد ترافق ذلك مع قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة على البلدة من الحواجز القريبة منها. وسجلت غارات مماثلة على كل من "كفرزيتا واللطامنة". ويتردد أن المقاتلين استطاعوا تدمير أول دبابة في "مونديال" اليوم أثناء المعارك الدائرة بالقرب من الصوامع شرقي "المغير".

وجدير بالذكر أن قوات النظام استطاعت اليوم السيطرة على الصوامع لكن سرعان ما نفّذ المقاتلون هجوما مضادا استطاعوا طرد قوات النظام منها، وهي الآن منطقة اشتباكات، كما تم استهداف حاجز المغير مما أدى إلى تدمير مدفعين عيار 23. وترد أخبار أخرى عن تدمير دبابتين للنظام على محور عطشان في قرية "أم حارتين". كما قامت الفصائل المقاتلة في الريف الشمالي بقصف حاجز المداجن الواقع شمال بلدة "طيبة الإمام" بالمدفعية الثقيلة، ولا أنباء عما إذا حققت بعض الإصابات فيه.

وعلى محور آخر، نفذ النظام هجوماً معاكساً قوياً على محور معان-عطشان مما أجبر الفصائل المرابطة فيها على التراجع بعد اشتباكات ومقاومة عنيفة لقوات النظام التي تقدمت وسيطرت على قرية عطشان.

ويضيف الناشط الميداني "مراد" بأنه وصل إلى المراصد نداء بأن عطشان أصبحت عدو، وهذا تعبير عسكري يفيد أنها سقطت بيد العدو، ويطلب النداء مؤازرة بكافة أنواع الأسلحة لأن النظام يبدو أنه سوف يتابع إلى قرية "سكيك" الواقعة بين عطشان والتمانعة التي ستصبح هدفه التالي إذا ما نجح بالسيطرة على سكيك. وهذا يعني أن عملياته ستصبح داخل إدلب، وربما الوصول إلى خان شيخون الاستراتيجية والقريبة من التمانعة، هو الهدف الذي يرسم له.

ويضيف: "اعتمد النظام في هجومه على عطشان على الآليات الثقيلة التي فاقت العشرين آلية، وإذا ما ثبت النظام نقاطه في عطشان واستطاع أن يستمر فيها، سوف يترتب على هذا نتائج سلبية ومرهقة للمقاتلين سواء في ريف حماه الشمالي أو ريف إدلب الجنوبي".

وجدير بالذكر، أن النظام يعمد إلى استهداف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، لاسيما البلدات الموجودة على الخط الموازي لبلدات ريف حماه الشمالي التي تشهد المواجهات الآن، بوصفها مناطق إمداد ودعم. فقد قام الطيران الحربي اليوم بقصف خان شيخون الواقعة غربي التمانعة وشمال مورك، وهناك أخبار عن ضحايا مدنيين. كما قام باستهداف الهبيط الواقعة إلى الشرق من خان شيخون والقريبة من كفرنبودة، كما استهدف براجمات الصواريخ "تل هواش" الذي يقع غرب كفرنبودة وقريبا منها.

ومن ريف حماه الغربي، يبدو أن قوات النظام تقدمت نحو قرية "فورو"، وإذا ما استطاع تثبيت نقاطه فيها، فهذا يعني أن الطريق إلى "السرمانية" أصبح مفتوحاً.