أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)

أمام انكسارات اليوم الأول لقوات النظام، تجهز مقاتلو الجيش الحر في ريف حماه الشمالي لما سيحمله اليوم التالي من معارك جديدة، لاسيما وأنهم توقعوا أن تشتعل ذات المحاور التي شهدت انكسار قوات النظام، وأنه سيحاول التعويض بعد أن وقع في حرج كبير من الضربة القاسية التي تلقاها، لاسيما وهو مدجج بالدعم الروسي غير المحدود.

اليوم الثاني يتوج بالفشل أيضاً

لكن ما حصل أن النظام اعتقد بأنه عبر فتح هذه الجبهات المتعددة يستطيع تشتيت قوة وتركيز فصائل الجيش الحر في المنطقة، فكان التشتت من نصيب قواته، بينما بقيت جميع الفصائل على جميع الجبهات متماسكة وقادرة على المبادرة.

ولهذا كان قراره في اليوم الثاني هو التركيز على محور واحد، مع الاستمرار في قصف باقي البلدات، لاسيما كفرزيتا اللطامنة.

انصب معظم جهد النظام العسكري في معارك اليوم الثاني في ريف حماه الشمالي على محاولات لتحقيق تقدم على محور "المغير- كفرنبودة" أو أي اختراق ذا قيمة، ولكنه أيضاً مُني بالفشل.

يفيد الناشط الميداني "ياسر" لأخبار الآن: "كان الهجوم البري على محور المغير- كفرنبودة عنيفاً، لكن النظام ناله مثل اليوم الأول، بقيت الجبهة متماسكة من طرف الثوار، واستطاعوا حرمانه من تحقيق أي اختراق، واستطاع مقاتلو كفرنبودة أن يدمروا دبابتين وعربة شيلكا في المغير. وكان الغطاء الجوي الروسي الحربي والمروحي حاضرا ومؤازرا، وكان لافتاً تواجد أربع مروحيات روسية حديثة تمشي قريبة من الأرض كثيراً أثناء قصفها للثوار".

وانتشرت أخيراً العديد من الفيديوهات والصور التي توثق تحليق الحوامات الروسية على علو منخفض، ولدى سؤالنا حول هذا الأمر، لاسيما أن هذا الأمر يجعل من اصطيادها أمراً متاحاً، يجيب "حسن الأعرج" ناشط ميداني في كفرزيتا: "بحسب ما وصلنا من بعض المضادات الأرضية، أن هذه الحوامات لم تكن تتأثر حين استهدافها، وأنها ربما مدرعة بالمطاط الذي يصد عنها ويحميها. حتى الآن لم نستطع معرفة أين تكمن نقاط ضعفها".

النظام يعوض بمجزرة بنازحي مخيم النقيّر

يقع مخيم النقيّر شمال الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، ما بين بلدتي "النقيرط و"عابدين" ولهذا فهناك من يطلق عليه اسم "مخيم النقيّر" وآخرون يسمونه "مخيم عابدين". معظم نازحي هذا المخيم هم من أهالي ريف حماه الشمالي، لاسيما من اللطامنة وكفرزيتا، نزح معظمهم إليه على إثر المعارك التي دارت في ريف حماه الشمالي العام الماضي. بقي المخيم صغيرا نسبياً يحوي على 100 خيمة تقريباً، حتى اندلاع المعارك الأخيرة التي أدت إلى موجات نزوح جديدة من أهالي المنطقة، ولهذا تضاعفت أعداد القاطنين فيه.

يقول "حسن الأعرج": "في منتصف الليل تقريبا سمعنا صوت الراجمة التي أطلقت ما يزيد عن 20 صاروخا، خرجنا لنرى ماذا حصل واستطعنا تحديد المنطقة التي نزلت فيها صواريخ الراجمة في شمال الهبيط. بعد ذلك بدأت المراصد تتكلم وتحدد بأن المكان الذي قصف هو مخيم النقيّر، ثم انطلقت النداءات من أجل التبرع بالدم للمشافي دون أن يحددوا أي مشفى بالضبط، ربما مشافي القصر وترملا. الراجمة التي قصفتهم هي روسية من نوع "سميرتش"، وهي موجودة غربي "جبل زين العابدين"، والنظام عبر إعلامه أكد أنه يستخدم هذه الراجمة في معاركه، وهي تطلق صواريخ عنقودية".

ويضيف أبو ياسين من صوران، والمتواجد في المنطقة: "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف بها هذا المخيم، فمنذ عام تماما، في تشرين الأول العام الماضي تم قصفه بالبراميل من مروحيات النظام وقضى قرابة 70 شخصاً يومها. حتى الولايات المتحدة أدانت المجزرة يومها. الإصابات في المجزرة الأخيرة أيضاً كبيرة، يوجد شهداء وعدد الجرحى كبير، لاسيما أنه لا يوجد هناك ما يحمي الناس، فهم يسكنون في خيم".