اعتبرت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية في افتتاحيتها أن تحول المتشددين في تنظيم داعش إلى رجال مال من الدرجة الأولى يُعد أحد التحديات العديدة التي يشكّلونها.
وأشارت الوكالة إلى تصريح المسئول بوزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين، في خطاب له أن داعش "جمعت ثروة عظيمة بسرعة غير مسبوقة"، وترى الصحيفة أن تعطيل التدفق النقدي لداعش لن يكون عملاً سهلاً. فعلى عكس تنظيم القاعدة، الذي انشقت عنه قبل عدة أشهر، لا يعتمد التنظيم بشكل كبير على المانحين الأجانب الأثرياء أو النظام المالي الدولي، وإنما تجمع معظم أموالها محليّاً، نقداً، بما يجعل من الصعب كثيراً تتبع هذه الأموال.
ولفتت الوكالة الإخبارية الأمريكية إلى أن هذه المجموعة المتطرفة، التي قامت بأعمال اغتصاب وقتل في سوريا والعراق، تجمع الآن حوالي مليون دولار يومياً من مبيعات النفط. كما أنها تجمع أمولاً من أعمال تتنوع بين الابتزاز والفدية والسطو على البنوك والنهب والدعارة. كما أن هناك حقول القمح الوفيرة ومطاحن الدقيق وإمدادات المياه التي تسيطر عليها. ومع كل هذا، حسبما يضيف كوهين، ترقى إيرادات الجماعة إلى عشرات الملايين من الدولارات شهريّاً.
وأكدت الصحيفة أن تجفيف منابع هذه الأموال أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأنه تكمن الخطوة الأولى في عرقلة تجارة النفط غير المشروعة للجماعة، مشيرةً إلى أن داعش تمتلك حالياً نحو عشرة حقول نفط. وتبيع النفط الخام بأسعار مخفضة جداً للتجار- وأغلبهم من الأكراد والأتراك- الذين يقومون بإعادة بيعه لشركات التكرير بأسعار أعلى. ولا يوجد أي نقص في الطلب على المنتج؛ حتى أن بشار الأسد، الذي من المفترض أن داعش تحاول الإطاحة به، مجرد زبون آخر لنفط تنظيم داعش.
وأوضحت الافتتاحية أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على زعزعة هذا الاقتصاد جزئيّاً بقصف معدات صناعة التكرير التي تمتلكها الدولة الإسلامية. وهناك حل على المدى البعيد يتطلب الحصول على دعم الزعماء الأتراك والأكراد في قطع طرق التهريب المسكوت عنها طويلاً. وأعلن كوهين أيضاً عن جهود طموحة لتحديد الوسطاء الذين يستقبلون نفط داعش. والهدف هو الضغط على جميع المؤسسات التي تتعامل مع التنظيم، ومن بينها شركات تأمين وبنوك ومقرضين ووكالات الترخيص، لقطع سبل التدفق النقدي عليهم.
وأشارت الوكالة إلى أن إنهاء مصادر الدخل الأخرى لتنظيم داعش لا يزال صعباً أيضاً. فتعطيل عمليات الابتزاز التي تقوم بها يتطلب اقتلاع الجماعة من معاقلها، وهو الأمر الذي يتطلب بدوره حملة قصف مستمرة للحلفاء وجهود أكثر كفاءة من قوات الأمن العراقية.