أخبار الأن | دمشق – سوريا (سوزان أحمد):

ومن شروط الترشح لمنصب رئيس الجمهوية كما جاء في نص القانون “أن يكون المرشح مقيما في سوريا مدة لا تقل عن 10 سنوات إقامة متصلة عند تقديم الترشيح”، الأمر الذي تراه مصادر معارضة إقصاء لمعظم أعضائها ووصفت القانون بأنه فُصّل ليناسب رئيس النظام السوري بشار الأسد.

يقول الإعلامي المعارض غسان ابراهيم ساخرا أنه حري بالأسد أن يرشح نفسه محافظا لدمشق وريفها وليس رئيسا للجمهورية، وذلك بعد ثلاث سنوات من الثورة لم يستطع أن يذهب فيها الأسد لأبعد من معلولا (70 كم عن القصر الجمهوري).

وفي حديث خاص لأخبار الآن يقول ابراهيم “يبدو أن المجتمع الدولي لا يكترث لفعل شيء جاد لإيقاف الانتخابات التي إن حدثت ستكون مجرد تجديد لرئاسة غير شرعية لبشار الأسد.”

ويتابع حديثه شارحا تآمر العديد من القوى للحفاظ على الأسد في رأس السلطة “الانتخابات وفق مفهوم العصابة الحاكمة [النظام السوري] والقوى التي تدعمها مثل إيران، هو فرض بشار من جديد كأمر واقع مستغلة التجاهل الدولي لوضع سوريا.”

وحذر ابراهيم في أكثر من مناسبة من أن سماح المجتمع الدولي بإجراء انتخابات الأسد “الاقتراع بالبراميل المتفجرة” على حد تعبيره، سيكون قرارا واضحا بالسماح لحرب الاستنزاف الدائرة بالاستمرار لسنوات تتحول معها سوريا إلى ركام.

يشار إلى أن سوريا لم تشهد انتخابات رئاسية حقيقية منذ عام 1958 في عهد الرئيس السابق شكري القوتلي، وبعد استلام حافظ الأسد مقاليد الحكم إثر انقلاب عسكري، فُرض الاستفتاء عوضا عن الانتخاب لإبقائه في الحكم.

ويرى الشاب رام حسن المقيم في منطقة خاضعة لسيطرة النظام أن إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة، هي بمثابة نعوة لأي جهد أو حل سياسي من شأنه أن يجنب ما بقي من البلاد الدمار والخراب.

“قالوها منذ البداية (الأسد أو نحرق البلد) ونفذوها بحذافيرها، فكيف لنا أن نعقد انتخابات وهناك الملايين من المهجرين والمعتقلين والشهداء، ومع هذا فإن نتائج الانتخابات في حال حصولها ستكون قطعا لصالح النظام في المناطق الخاضعة لسيطرته، وذلك ليس لأنها موالية وإنما لقوة القبضة الأمنية.” يضيف حسن.

ويؤكد في حديثه لأخبار الآن أنه لن يشارك في “مهزلة الانتخابات” ولن يساهم بإعطاء شرعية “لعصابة الإجرام” على حد تعبيره، فهو يرى أن ما يحدث سيكون استحقاقا أمنيا وليس استحقاقا انتخابيا.

ويناشد حسن المعارضة بأخذ دورها الحقيقي واستغلال هذه المناسبة لإسقاط أي شرعية متبقية للنظام السوري في المحافل الدولية، لدفع المجتمع الدولي للتحرك والعمل على إيقاف التدمير والقتل والتهجير والاعتقال.

في حين يرى أبو اليمان وهو ناشط مقيم في غوطة دمشق، أن المجتمع الدولي ليس جاهزا ولم يتخذ القرار بعد باتخاذ إجراء فعلي لإيقاف حمام الدم في سوريا.

ويستنكر في حديثه لأخبار الآن تجرؤ النظام على الإعلان عن عقد انتخابات رئاسية “البلاد تعيش حالة حرب حقيقة بين عصابة النظام والشعب السوري، فكيف يمكن إجراء انتخابات بمثل هذه الظروف!”