دمشق، سوريا، 3 مارس، (هلا البلخي، أخبار الآن) –

مع الازدحام الشديد على أفران الخبز في دمشق، نتيجةً نقص مادتي الطحين والمازوت، ظهر ما يسّمى (السوق السوداء ) لبيع الخبز. تقوم هذه الأسواق على شراء مجموعة من الأشخاص معظمهم من الأطفال الخبز من الفرن ليقوموا بعد ذلك ببيعه خارج الفرن بأرباحٍ خيالية.
طوابير الخبز في دمشق
يُقَدّر سعر ربطة الخبز  (8 ارغفة ) من الفرن بـ ( 15 ) ليرة سورية فقط، بينما تباع خارجه ( 100 ) ليرة سورية للربطة الواحدة، إلّا أنّ  هؤلاء الباعة لا يقبلون ببيع أقلّ من ثلاث ربطات معاً بسعر ( 300 ) ليرة سورية !

وبالإضافة إلى ازدحام الناس المصطفّين على شبّاك الفرن، والذّين لا يستطيعون ماديّاً شراء الخبز من ( السوق السوداء )، تجد هؤلاء الباعة يفترشون الرصيف فيخلقون زحمة إضافية .

سماح إحدى الفتيات اللواتي يقمن ببيع الخبز أمام الفرن، تقول: “بحرق حالي لحصّل ربطة الخبز، ونتناوب أنا وأهلي على شباك الفرن ليل نهار. ما بيحقّلي أربح قرشين زيادة ؟”.

بعد أن تواصلت مع أحد هؤلاء الباعة، أخبرني أن يشترون الخبز مباشرةً من القائم على الفرن ولا يقفون على الشباك، و هذا يكلفّه ثمناً إضافياً للربطة الواحدة ! أي أن المسؤول عن الفرن يربح منه أيضا، فيقول: “من الطبيعي أربح بالربطة وأنا منقوع بالبرد و بالشارع !!”.

هناك من لا يقف على الدّور إطلاقاً، كالشبيحة والعساكر، بل وإنّ هؤلاء كثيراً ما يقومون بأخذ ربطات خبز إضافية للفتيات الواقفات على الدّور الطويل .. ( من باب  النغاشة ) !!

زحمة خانقة تسمع فيها أحاديث الناس الذّين يقتلون الملل بفتح أحاديثٍ كثيراً ما تكون شخصية، مع أناسٍ يلقونهم للمرّة الأولى على شباك الفرن !! حتى أن المستمع يتعاطف مع المتحدّث كما لو أنه يعرفه منذ زمن.

يخشى السوريّون من أن شبح الجوع بات يهدّد الجميع مع ظهور أزمة الخبز، و هو المادة الأساسية التي لا يمكن الاستعاضة عنها بمكوّنٍ غذائيّ آخر.

سوق سوداء للخبز في دمشق