فرنسا ، 08 ديسمبر 2013 ، ا ف ب –

حوالى 400 شخص قتلوا في اعمال العنف في الايام الثلاثة الماضية في بانغي، هذا ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤكدا ان الهدوء عاد الى عاصمة افريقيا الوسطى ، إلا أن هناك بعض الممارسات لا تزال موجودة في بعض المناطق .
وأكد فابيوس أن عمليات الجيش الفرنسي مستمرة وعمليات نزع الاسلحة ستبدأ.
فيما انتشر 1600 جندي فرنسي في افريقيا الوسطى. وبموجب تفويض من الامم المتحدة سيدعم هؤلاء الجنود القوة الافريقية المنتشرة لارساء الامن في هذا البلد الغارق في حالة من الفوضى منذ الانقلاب العسكري في اذار/مارس الماضي.
             
وقال الوزير الفرنسي “ان دورنا واضح وجلي، وهو اولا دور امني. اعطي الامر بنزع سلاح (المقاتلين) وتجميعهم، ونفعل ذلك مع الافارقة” في قوة الاتحاد الافريقي التي تعد الان 2500 جندي في هذا البلد. وتابع “ان المشكلة هي ان بعض (مقاتلي سيليكا) يستبدلون لباسهم العسكري بلباس مدني، هنا تكمن الصعوبة”.
             
وينتظر سكان بانغي الذين روعهتم مجازر الايام الاخيرة بفارغ الصبر اليوم الاحد ان يدخل الجنود الفرنسيون الذين انتشروا على جادات العاصمة الى الاحياء للسيطرة على المسلحين.
وكانت فرنسا أرسلت قوات إلى جمهورية افريقيا الوسطى في ثاني تدخل كبير لها في إفريقيا خلال عام غير أن الاشتباكات بين ميليشيات استمرت بلا هوادة لتتحول إلى قتل للمدنيين على نطاق واسع.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة “يجب وقف هذه الدوامة المروعة من أعمال العنف والانتقام فورا”، مشيرا إلى حالات قامت فيها ميليشيا سيليكا وميليشيا “الدفاع عن النفس” بمداهمة المنازل وقتل الصغار والكبار.
أضاف المتحدث “يجب حماية المدنيين.” وقال الصليب الأحمر إنه جمع جثث 281 قتيلا سقطوا جراء القتال على مدى يومين في بانغي، لكن عدد القتلى أكبر بكثير.
وعبرت قافلة من الجيش الفرنسي قادمة من الكاميرون الحدود في بلدة كانتونييه، وفق ما لاحظ مراسل فرانس برس الذي يرافق القوات الفرنسية. ورحبت الحشود الفرحة بالجنود الفرنسيين مرددة “مرسي. مرسي” (شكرا. شكرا.).
وصاحت امرأة “جيد، جيد، جيد” وهي وسط العشرات من الاشخاص بينهم اطفال يرقصون ويهتفون ويصفقون لوصول العساكر الفرنسيين.
اما الرجال فرفعوا قبضتهم في اشارة الى الانتصار وصاح احدهم لدى مرور العسكر على شاحناتهم وآلياتهم المدرعة “يجب ان تحررونا” وانتصب في حالة استعداد رجال الجمارك وقوات افريقيا الوسطى لدى مرور القافلة الفرنسية.
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال اجتماع للزعماء الأفارقة إن أزمة افريقيا الوسطى تظهر الحاجة الملحة الى أن تشكل القارة قوتها الأمنية الإقليمية. وأبدت فرنسا استعدادها لتدريب 20 ألف جندي افريقي سنويا وإمداد هيكل قيادة القوة الإفريقية بالعاملين. وأضاف “يجب أن تكون افريقيا سيدة مصيرها وهذا يعني أن تتولى زمام أمنها.”
وبدأ مئات الجنود يصلون إلى افريقيا الوسطى من دول مجاورة بعد ساعات من حصول باريس على الضوء الأخضر من الأمم المتحدة لبدء المهمة الرامية إلى استعادة الأمن في البلاد. وقال مراسل لرويترز إنه رأى 26 جثة في الشوارع وأفنية المنازل في حي قريب من وسط العاصمة بانغي. وذكر عامل إغاثة في بوسانغوا الواقعة على مسافة نحو 300 كيلومتر شمال العاصمة أن 30 شخصا على الأقل قتلوا هناك.