اليمن، 17 سبتمبر ، رويترز- دفع قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باعادة المئات من كبار ضباط الجيش والمخابرات الذين عزلوا بعد الحرب الاهلية عام 1994 والانفصاليين في جنوب اليمن لاعلان العودة لمحادثات المصالحة التي تهدف الى انهاء سنوات من الاضطرابات السياسية في البلد.
لكن الخلاف حول مطالب الجنوبيين عقد الجهود في أهم تجمع سياسي في اليمن منذ عقود لحل الصراع المتشعب واصلاح اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.
ومن المرجو أن يساعد قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتوفير التمويل اللازم لاعادة توظيف عشرات الاف اليمنيين الجنوبيين الذين كانوا عاطلين منذ الحرب الأهلية في تقدم عملية المصالحة.
وكان من المقرر ان ينهي مؤتمر الحوار الوطني الشامل مداولاته المستمرة منذ ستة اشهر يوم الخميس المقبل باصدار توصياته عن الدستور الجديد والنظام الانتخابي مما يمهد الطريق لاجراء انتخابات ديمقراطية كاملة عام 2014.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ان منظمي المؤتمر قرروا تمديد عمله أسبوعين لاعطاء الاعضاء فسحة من الوقت لمناقشة شكل اليمن الجديد.
وقال فهمي السقاف أحد ممثلي الحراك الجنوبي أثناء اجتماع يوم السبت (14 سبتمبر ايلول) “قرارات الرئيس الاخيرة بالتاكيد لها تاثير ايجابي اولا في تهدئة الناس. وان تسهم ولو بجزء ضئيل وبسيط وانا متاكد من ذلك. تعطي للاخرين او تعطي الناس هؤلاء فكرة بانه فيه تغيير او فيه متغير حاصل بالبلد يوجد الان. وانما كنا ننادي به ونادت به اللجنة الفنية من قبل بدء يتحقق وان كان بدفع.”
وهؤلاء الضباط من جنوب اليمن المضطرب الذي خسر حربا أهلية في عام 1994 مع الشمال بعد محاولة فاشلة للانفصال عما وصفه كثير من الجنوبيين بأنه هيمنة سياسية من جانب صنعاء.
وقال فريق الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني انه استأنف المشاركة في الحوار بعد تلقيه ضمانات قدمتها الأمم المتحدة والدول الراعية لانتقال السلطة في اليمن بالاضافة الى القرارات التي اصدرها الرئيس هادي التي تتعلق بمعالجة الاوضاع في الجنوب.
وقال محمد علي أحمد الذي يرأس ممثلي الحراك الجنوبي في الحوار عقب عودتهم لجلسات الحوار يوم التاسع من سبتمبر ايلول “علينا ان نتحمل مسئولية وطنية لحل قضية وطننا وشعبنا وننهي الظلم والطغيان والسلب والفساد في هذه البلاد ونرسم خارطة جديدة فيها العدالة والمساواة والحقوق لكل مواطنينا بعيدا عن الظلم والقهر في أي محافظة كانت سواء في الشمال او في الجنوب.”
ويريد الانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن الى قسمين ليتمتع الجنوب بالسيطرة على شؤونه. وتفضل بعض الاحزاب الشمالية اتحادا متعدد المناطق.
واندلعت حرب اهلية بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي الشيوعي السابق عام 1994 بعد أربع سنوات من اندماج الشطرين في دولة واحدة. وتمكن الرئيس اليمني حين ذاك علي عبد الله صالح من الحاق الهزيمة بقوات الجنوب الانفصالية وحافظ على الوحدة.
وخلال العقود التي تلت والعواقب الناجمة عن الصراع تصاعدت من جديد مطالب الجنوبيين بالانفصال.
ويشكو الجنوبيون من التمييز ضدهم من قبل الشماليين وفصل عشرات الالاف من وظائف الدولة والسيطرة على أصول الدولة والممتلكات الخاصة وحرمان أسر جنود قتلوا في الصراع من معاشات الدولة.
ويقول بعض المشاركين في الحوار الوطني ان الوقت حان ليتقدم اليمن الى الأمام.
وقال منصور الزنداني استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء وأحد اعضاء الحوار “اذا اردنا لهذا الحوار ان يكون ناجحا خاصة ونحن الاسبوع هذا او الاسبوع القادم ربما نطوي صفحة هذا المؤتمر..فقط من اجل ان ينجح هذا الحوار لابد ان نحافظ على مصالح اليمن العليا. مصالح اليمن العليا تتمثل في سيادة الشريعة. سيادة الوحدة. سيادة النظام الجمهوري. وسيادة الديمقراطية.”
وكان انفصاليون متشددون نظموا بالتزامن مع بدء الحوار الوطني في 18 مارس 2012 مسيرات حاشدة ومظاهرات شارك فيها الالاف للتعبير عن رفضهم للحوار والمطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال.
وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي لرويترز ان كل الاحزاب المشاركة في المحادثات قبلت فكرة الدولة الاتحادية. وخلال زيارته لدبي يوم الاربعاء (11 سبتمبر ايلول) قال القربي انه يتصور ان يوافق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أربعة او خمسة أقاليم.
وستنهي الانتخابات المقررة في عام 2014 مرحلة انتقالية تستمر عامين رسمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها دول الخليج والأمم المتحدة وتخلى بموجبها الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة بعد عام من انتفاضة شعبية على حكمه قبل ان يتنحى في عام 2012.