انطاكيا، تركيا، 15 سبتمبر، أخبار الآن

بهمة وأمل تبدأ أم مصعب نهارها الجديد في مدرسة البشائر للطلاب السوريين في أنطاكيا، وهي المدرسة التي تعبت كثيرا برفقة كادر المدرسة حتى تمكنوا من حل عقدة امتحانات الثانوية لأبناء العائلات النازحة في تركيا، كان إصرارهم على الحفاظ على جيل متعلم أمامه مسؤوليات كبيرة أهمها المشاركة ببناء سوريا، لذلك كان تعبها راحة أمام تلك الغاية.
تقول أم مصعب وهي مدير ثانوية لطلاب السوريين في انطاكيا: ” رغم كل الصعوبات وكل الاسى والحزن والالم ومشاعر طلابنا حيث جاؤوا من البلد وقد استشهد لأحدهم أخ أو أب أو صديق جاؤوا من تحت القصف رغم كل الظروف الصعبة تحدينا الصعاب واستطعنا أن نقدم لهم منهاجا ليبيا ليدرسوه”.
كان بدء الامتحان بمثابة حلم يتحقق بالنسبة للطلاب ولادارة المدرسة بعد أن وافقت وزارة التربية الليبية على تصديق الشهادات التي تصدرها المدرسة حيث اعتمد المنهاج الليبي ليستطيع الطلاب متابعة دراستهم في الجامعات التركية وغيرها.
يقول مصطفى شاكر المشرف العام على مجمع البشائر التعليمي: ” نحن الآن نتكلم عن عصر ما بعد الشهادة الثانوية عن عصر غرس بذور ثورية في الفكر السوري نريد ان ننتج أشخاصا مختصين في القانون الدولي أشخاصا مختصين في الاقتصاد لتخطيط ما بعد هذه الحرب الهوجاء التي شنها نظام العصابة الأسدي على الشعب السوري الآن نغرس ثمارا وهذه الثمار ستؤتي أكلها وتؤتي ثمارها”.
لأنهم من أبناء سوريا فهم لا يعرفون المستحيل بل يذللون المصاعب كلها ذلك حينما كانت الأرض تركية والشهادة والمنهاج ليبيين أما الطلاب فسوريون يحملون نفسا ثوريا عاليا، يؤمنون بأن تحصيل شهادتهم ليس الا لبنة في مستقبل سوريا الذي أرادوه مشرقا فكانو بحجم المسؤولية ثوارا أيضا.
تقول آلاء وهي طالبة سورية ” أشكر الحكومة الليبية التي أتاحت لنا الفرصة أن نقدم شهادة المرحلة الثانوية وثانيا نحن نحب أن ننجح لكي نعود الى سوريا ونعيد بناءها من جديد”.
ويضيف شادي وهو طالب سوري في تركيا: ” معظمنا مطلوبون للنظام والمناطق المحررة لم يجري فيها امتحانات فقط في مناطق النظام جئنا الى هنا وقدمنا الامتحان لنكمل ثورتنا لأن الثورة ليست فقط قتال هي علم ونحن نريد أن نبني البلد لذلك سوف نعود إليه ونعيد إعماره”.
يؤمن السوريون بأن بينهم وبين المستقبل التخلص من نظام الاسد ويستعدون للمرحلة التي تليه في مدرسة البشائر يصنع جيل سوري يحمل من الشوق مايكفي  لتراب سوريا، ومن التوق ما يكفي للمشاركة ببناء سوريا عظيمة تليق بثورتها ودماء شهدائها.