معرة النعمان، ريف ادلب، سوريا، ٢٦ أغسطس، (فادي إبراهيم، أخبار الآن) -​ ندرةُ وغلاءُ المواد الغذائية الأساسية ، أبرزُ عناوين الوضع الإنساني السيء ، التي تعاني منه مدينة معرة النعمان بريف ادلب
 وضعٌ جعل الأهالي هناك يلجئون إلى تقليص وجباتهم اليومية /؛ ولأن الأزمة قد طال أمدُها كان لا بد من أن تكون لنقص التغذية العديد من الاثار السلبية على الصحة العامة .. فادي إبراهيم مراسلنا بريف ادلب والمزيد من التفاصيل .

المتحدث الأول : أم عبدو ​
المتحدث الثاني : ​د. أحمد البكور
المتحدث الثالث​ : أحمد الشيخ – ​إ​داري في جمعية هيومن كير 

تدهورٌ اقتصاديٌّ يجتاحُ سوريا بأكملِها، و يحطّ رحاله في قرى معرةِ النعمان التي تعاني من نقصٍ ​ ​شديدٍ من مقوماتِ الحياة ، ​ ​وخاصةً أغذيةِ الأطفالِ في ظلّ ​حصارِ دامَ أكثرَ من سبع أشهرٍ ضُربَ طوقهُ على تلك المناطقِ المحرّرة و تظلّ الأمُّ حبلَ السرّةِ الذي يربطُ أطفالها دائما بالحياة .

​أم عبدو تقول : “ذهبت مع ابنتي لجلب وعاء ، وقمنا نبحث عن الحليب ولكن لم نجد ، فسقيت بنتي كمون ونعناع ، ​ ​وشربت .. ، وفي الصباح فكرت مليا بماذا سأسقيها ؟ أجابني زوجي بأن أسقيها ماء وسكر ، ​قمت وسقيتها ماء وسكر ،
​و صرت أسقيها على مدى ثلاثة أيام ماء وسكر”.

تبتكر الأمهات بدائل لتسد رمق ​ ​أ​طفالها الجائعين​ ​، هذه الطرقُ التي لم تقِ هؤلاءِ الأطفال من عواقبِ سوءَ التغذية، فانتشر المرضُ و الوهنُ بين الأطفالِ في تلك المناطق.

د. أحمد البكور : “

​ أغذية الأطفال هنا في المنطقة مقطوعة بشكل كامل ، من حوالي سبعة أشهر حتى الآن ، لا يوجد أي نوع من أنواع الحليب أو أغذية الأطفال ، بسبب حقد النظام على المناطق المحررة ، وخاصة جبل الزاوية والمناطق المتواجدين فيها الآن ، وأغلب الناس تقوم باستعمال حليب الأبقار والأغنام ، وهذا يضر بالطفل ، وبتلاقي أغلب الأطفال تعاني من المرض ، ولا تستطيع أن تتناول الطعام ، وهناك أمراض كثيرة انتشرت خلال انقطاع أغذية الأطفال عن هالمنطقة” .​

في ظلّ هذا الحصار و هذه الأوضاعِ المتردّية للأطفال، كانَ لا بدّ من تدخلِ النشطاء الذين أخذوا على عاتقهم نقلَ ​ ​صورةِ ما يجري في تلك القرى ، علا صوتهم و وصلَ إلى جمعياتٍ خيريةِ و منظماتٍ إغاثيةٍ و لاقى هذا صدىً عند عددٍ من المنظماتِ إحداها منظمةُ “هيومن كير” .

أحمد الشيخ : ” نحن منظمة الرعاية الإنسانية ، أو العناية الإنسانية ، منظمة (هيومن كير) قمنا بهالعملية هي بسبب حاجة الأطفال لأغذية الأطفال وللحليب وللمكملات الغذائية ، وسمعنا أنه من سبع شهور لم يصل إليهم ولا اي علبة حليب ولا إي علبة غذاء اطفال ، أرسلنا كمية حليب للأطفال بحدود ألفين علبة حليب وتكفي لألفين طفل ” .

 

 و يبقى الأملُ ​ ​معلّقاً بحلولٍ جذريّة و دائمة لهذه المعاناة و تبقى علبةُ الحليبِ حلمَ كثيرٍ من الأطفالِ في سوريا ​ .​