ريف اللاذقية، سوريا، (جمال الدين العبد الله، أخبار الآن) – مصيف سلمى في ريف اللاذقية، الذي يقع على مرتفع في جبل الأكراد، كان يأتيه السيّاح من كافة أنحاء سوريا والدّول العربيّة للتمتّع بجمال الطَّبيعة الجبليَّة، حيث تكثر التّلال والجبال والغابات الخضراء بأشجار الصَّنوبر والسنديان، و مناخها المعتدل صيفاً، وفي بداية الثّورة كان أهلها سبّاقون إلى التّظاهر، وعند تشكيل الجيش الحر قاموا بتحريرها بدايةً من فرع أمن الدّولة ثمَّ تحريرها كاملة منذ أكثر من عام ونصف، وأصبحت سلمى تجمّعا لقوّات الجيش الحر، وفشلت محاولات النّظام في استعادتها، فقامت بإنشاء عدَّة مراصد في المناطق المرتفعة المقابلة لها، مثل مرصد انباتة وبارودا واستربة وجبل دورين، وتزويدها بالدبَّابات والرّاجمات وكافَّة أنواع المدافع والهاون والرشَّاشات الثَّقيلة، حيث اصبحت ابنيتها ومحلّاتها واستراحاتها الَّتي لا تكاد تخلو في فصل الصَّيف خاوية على عروشها، ولم يسلم أيُّ بناء او محل تجاريّ وحتَّى الطُّرقات من مدفعيّة النّظام وصواريخه وبراميله المتفجرة، فتمركز الجيش الحرُّ وما تبقّى من الأهالي في أقبية المنازل خوفا على حياتهم، وبالأضافة إلى الغارات الجويَّة الشبه يوميَّة، بداية بصواريخ الطَّائرت العموديَّة الَّتي تستهدف أي شيئٍ متحرك، إلى براميل الموت كما يُطلق عليها سّكّاَن سلمى، حيث يدمّر البرميل المتفجّر بناءً من سبعة طوابق إذا هوى عليها، بالإضافة إلى شظاياه القاتلة الَّتي تقتل على بعد أكثر من مائتي متر من مكان سقوطه.  مع صوتٍ كهدير الرَّعد يُنذر بسقوطه، ولاحقاً الطيران الحربي من نوع الميغ والسوخوي الّتي تقوم برمي القنابل العنقوديَّة المحرَّمة دولياً بالإضافة إلى القنابل الفراغيَّة.
ومع تعدّد اسباب الموت إلا أنَّ الجيش الحرَّ لم ينسحب منها، بل بقيَ يذود عنها مانعاً محاولات قوّات النِّظام المستمرَّة في اقتحامها، إلى أن آن موعد انتفاضة السّاحل في الرابع من آب/أغسطس، حيث قام الثّوار بتحرير عدد كبير من المراصد والقرى المحيطة بمصيف سلمى والتي قامت بقصفه وقتل ابنائه على مدار أكثر من عامٍ ونصف، منها مرصدي نباتة وبارودا، وقرى استربة وجبل دورين وبيت الشَّكوحي، ولا يزال عدد من المراصد الّتي تقوم بقصفه مثل مرصد تَلَّا الَّذي لا تزال محاولة اقتحامه قائمةٌ إلى الآن.