قتل 28 شخصا وأصيب 50 آخرون على الأقل في انفجارين وقعا، الجمعة، داخل مسجد “أبو بكر الصديق” في ديالى شرق العراق، في وقت أعلنت لجان التنسيق الشعبية المنظمة للتظاهرات المناهضة للحكومة العراقية فشل المفاوضات مع السلطة التنفيذية.
وقالت مصادر أمنية إن الهجوم الذي استهدف مسجدا في ناحية الوجيهية شرقي مدينة بعقوبة خلال صلاة الجمعة، نجم عن انفجار عبوة ناسفة داخل المسجد أعقبه قيام انتحاري بتفجير نفسه وسط جموع المصلين. 
إلى ذلك، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق مارتن كوبلر أمام مجلس الأمن الدولي من أن أعمال العنف المتزايدة في العراق، والتي حصدت نحو ثلاثة آلاف قتيل في غضون أربعة أشهر تهدد بدفع هذا البلد إلى طريق خطر.

ولاحقا، قالت مصادر إن خبراء مكافحة المتفجرات تمكنوا من تفكيك عبوة ناسفة أخرى كانت موضوعة في جهاز للتبريد داخل المسجد، وتم العثور عليها أثناء انتشال الجثث والمصابين من موقع الحادث.

كما قتل 3 أشخاص في هجومين منفصلين غربي الموصل، الأول نجم عن سقوط قذيفة هاون على منزل في ناحية المحلبية ما أدى إلى مصرع امرأتين وإصابة أخرى، بينما قتل رجل وجرح ابنه في انفجار سيارة مفخخة في ناحية العياضية.

في غضون ذلك، اتهمت اللجان الحكومة بالتسويف والمماطلة في تنفيذ مطالب المعتصمين ما ينذر بتعميق الأزمة السياسية في البلاد. ونظمت في ساحات الاعتصام بالرمادي والفلوجة وسامراء وديالى وكركوك صلاة موحدة تحت شعار “طفح الكيل كفوا ميليشياتكم”،

وقال إمام وخطيب الجمعة في ساحة اعتصام الرمادي إن الحكومة “سكتت عن المليشيات وسمحت لها بالتمادي”، مطالبا بـ”تشكيل قوة لحماية المحافظات الغربية والشمالية من بطش المليشيات”.

كما حث علماء الدين على تشكيل هيئة من “لجان ساحات الاعتصام لتمثيل كل محافظة تشهد احتجاجات ضد ممارسات الحكومة العراقية، لأن المليشيات أقوى من الجيش والبرلمان والحكومة” حسب قوله.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد المخاوف من انزلاق العراق مجددا إلى حرب طائفية، لاسيما بعد أكثر من 7 أشهر على اندلاع احتجاجات مناهضة للرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عدد من المحافظات ذات الأغلبية السنية.

وفي هذا السياق، كان القائمة العراقية في البرلمان طالبت بعقد جلسة بغية مناقشة ما يحدث في محافظة ديالى من “تهجير وتطهير طائفي”، وذلك إثر تهام هيئة علماء المسلمين لـ”مليشيات مدعومة من حكومة المالكي بارتكاب التهجير القسري، لتغيير الوضع الديمغرافي للمحافظة”.

إلى ذلك، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق مارتن كوبلر أمام مجلس الأمن الدولي من أن أعمال العنف المتزايدة في العراق، والتي حصدت في غضون أربعة أشهر حوالي ثلاثة آلاف قتيل تهدد بدفع هذا البلد إلى “طريق خطر”.

وأوضح كوبلر في إحاطة أمام مجلس الأمن أن التوترات السياسية وتداعيات الحرب في سوريا جعلت من الأشهر الأربعة الأخيرة الأكثر دموية التي يشهدها العراق خلال السنوات الخمس الماضية.

ورغم أن العراق يعاني من العنف منذ سنوات، إلا أن محللين يقولون إن إخفاق الحكومة برئاسة المالكي باحتواء الاستياء المنتشر بين أعضاء الأقلية السنية بسب تعرضهم للإقصاء على حد قولهم، أدى إلى تصاعد العنف هذا العام.