أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٢٣ إلى ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠.

في هذا الأسبوع:

– كبار منظري القاعدة وهيئة تحرير الشام في الميزان: يتبادلون الاتهامات بالتكفير والكذب

– مناصرو القاعدة ينشرون فيديو عن هروب داعش من غرب إفريقيا وأنصار داعش يقولون “الصور من الشام”

– شقيق الطبيب المصلوب يقول إن قاعدة اليمن انتقمت من أخيه لأنه قرر تركهم

ضيفا هذا الأسبوع:

– البروفيسور يوسف آدم أستاذ التاريخ في جامعة إدواردو موندلان في الموزمبيق والمتخصص في تاريخ كابو ديلغادو

– مشير المشرعي رئيس تحرير عين اليمن الإخبارية

المرصد 51 | بعد صمتٍ دام ثلاثة أسابيع، داعش يؤكد السيطرة على مرفأ "ماسيبموا دا برايا" في الموزمبيق

البروفيسور يوسف آدم

المرصد 51 | بعد صمتٍ دام ثلاثة أسابيع، داعش يؤكد السيطرة على مرفأ "ماسيبموا دا برايا" في الموزمبيق

الأستاذ مشير المشرعي

 

القاعدة وهتش: معارك عقدية

المناكفات العقدية بين أنصار هيئة تحرير الشام وأنصار القاعدة تعمقت هذا الأسبوع وأخذت أشكالاً مختلفة:

لنبدأ بالخلاف التقليدي مع جماعة أبي محمد المقدسي. يستمر هذا الأسبوع ما بُدِأ الأسبوع الماضي عندما تحدث المقدسي عن “الأحكام السلطانية” ، بمعنى العرفية، التي تصدرها قيادة الهيئة على المعارضين من دون محاكمة أو تحقيق.ونذكر أن المقدسي بشكل أو بآخر كفّر الهيئة أو كاد وأن العلاقة بين الطرفين، أي المقدسي والهيئة، اختلفت بعد فك ارتباط الجولاني بالقاعدة في ٢٠١٧ وما تبع ذلك من انفصال حراس الدين ثم الصراع بين الحراس والهيئة الذي وصل أوجه في يونيو.

هذا الأسبوع، مظهر الويس عضوُ المجلس الاعلى للإفتاء التابع للهيئة ومن خلال قناة خُصصت لتفنيد المقدسي، كتب مقالاً بعنوان “توحيد البرقاوي”: توحيد نسبة لاسم قناة المقدسي (التوحيد) والبرقاوي هو اسم عائلته – عصام البرقاوي. يقول الويس: “استخدامه لمصطلح التوحيد وسيلةٌ للإقصاء، والتسلطِ على المخالفين له بأنهم خصومٌ للتوحيد تمهيداً لتكفيرهم.”

أبو مارية القحطاني عضو مجلس شورى الهيئة كتب هو الآخر عن حال المقدسي “فقيهاً ما لم يحضر العمل، ولو حضر العمل لكان معولاً للهدم.”

في ردود أنصار القاعدة، حساب مندوب الحكيم، كتب عن أن القحطاني كان يستغلُّ اسم المقدسي في القتال لأن المقاتلين كانوا يثقون به. وقال إنه أراد من مقاتلي جبهة النصرة آنذاك إن يقاتلوا داعش، فسأله أحدهم: من الذي أفتى بقتالهم من العلماء؟ فأجاب القحطاني: أبو محمد المقدسي، فقاتلوا. ويتابع أن المقاتلين “تفاجأوا” عندما علموا أن المقدسي لم يُفتِ بذلك. حساب جلاد المرجئة أعاد نشرَ كلامٍ لأبي قَتادة الفلسطيني الذي يؤازر الهيئة وهو الأمر الذي تسبب في خلاف حاد مع صديقه القديم المقدسي. يقول أبو قَتادة إن الأمريكيين أتوا إلى المنطقة تحت رعاية تركية .. وإن من مشى معهم خطوةً فهو كافر.” ويتساءل جلاد المرجئة: هل هذه الفتوى منضبطة بالضوابط الشرعية للتكفير؟ علامة سؤال

وفُتحت جبهة موازية ضد أبي يحيى الفرغلي وهو أيضاً من كبار شرعيي هيئة تحرير الشام. قال هذا الأسبوع إن الهيئة: “أحرص الناس على التوحيد وتحكيم الشرع … وإن “من يطعنُ في إيمان الهيئة إما جاهل أو عميل.”

أنصار القاعدة وصفوه بـ “حسون الثورة السورية،” تشبيهاً بأحمد بدر الدين حسون مفتي النظام السوري.

في منشور طويل، جاء أن الجولاني غضب على الفرغلي عليه عندما ثبت تورطه في تحريض أبي العبد أشداء على صنع فيديو “حتى لا تغرق السفينة؛” فأقصي من مناصبه والنشاط الدعوي، بالرغم من أنه ظل يتقاضى مخصصاته الشهرية البالغةَ ٦٠٠ دولار. ويتابع أن الفرغلي حاول أن يعيد إنتاج نفسه من خلال: “المدح المبالغ فيه لجولاني.”

أنصار القاعدة حاولوا تعزيز موقفهم “العقدي” باستذكار تجارب أبي اليقظان المصري وأبي شعيب المصري وكانا شرعيين مع الهيئة قبل أن ينشقا. أعادوا نشر مقال عن أسباب انشقاق أبي اليقظان ومنها “تكميم الأفواه وتهيمش العلماء.” أبو شعيب نشر عن تجربته مع اليهئة وكيف كانت تُصدر أوامرُ “سلطانية” بإعدامات غيرِ شرعية كما حدث مع مقاتلي داعش الذين قُتلوا رغم تأمينهم.

أما أنصار الهيئة فنشروا مقارنة بين مواقف الرجلين فيما قالوا إنه “قبل الطرد وبعده”؛ فذكّروا كيف كانا يدافعان الهيئة.

حساب الشمالي الحر قال: “أبو شعيب كان يبارك تغلبَ الهيئة وسلطانَها على المنطقة؛ وبعد طرده يقولُ إن الهيئةَ ليست بمنزلةِ المتغلب.”

وحتى يظهرَ التخبطُ بين الطرفين وأنّ ما يقال هنا يلقى صداه هناك، نعود إلى مقال الويس. حساب باسم “أواب” قال عن المقال إنه ينطبق ١٠٠٪ عليه هو نفسِه إن استبدلنا لفظ المقدسي بالجولاني أو مظهر.

“ع المكشوف”

جانب آخر من المناكفة برز هذا الأسبوع وهو كشف هويات شخصيات أمنية تعمل مع الهيئة. مثل أبي حفص بنش الذي كان له دور كبير في سيطرة الهيئة على عرب سعيد، معقل حراس الدين، وأبي محجن الحلبي  (الحسكاوي) الذي يُقال إنه يتولى فريقاً يدير حماية الدوريات الروسية، وأبي قتيبة التونسي صاحب قناة “الإفريقي المهاجر” من الحسابات الرديفة لإعلام الهيئة ويُقال إنه لم يشارك في معركة ولا رباط منذ جاء سوريا.

تعليقاً على هذا، قال حساب مناصر لداعش، “الهتشاوية و القواعدية بالشام عم يكشفوا اليوم  الشخصيات الحقيقية لمن يتصدر الإعلام بكليهما.” وكان لافتاً هذا الأسبوع أن عاد حساب اسمه “هاشم العظمة” للكتابة. قال إنه امتنع عن الكتابة سبعة أعوام، ويعودُ اليوم لفضح مؤامراتِ العملاء. ويعلّق “مر تنظيم القاعدة في سوريا بمراحل متعددة منذ إرسال الشاب المتهور المتقلب أحمد الشرع … ولم أر مرحلة أسوأ مما يخطط له هذا الشاب المجنون”

داعش والمرفأ

للمرة الأولى يتحدث داعش عن موزمبيق التي ترددت أنباء منذ ١١ أغسطس أن داعش سيطروا على ميناء بلدة ماسيمبوا دا برايا. هذا الخبر تصدر الصفحة الأولى من النبأ، صحيفة التنظيم الأسبوعية الصادر الخميس ٢٨ أغسطس. في الصفحات الداخلية تقرير مطول وصور من داخل المدينة تُنشر لأول مرة.

باستثناء الصور، لم تقدم النبأ جديداً. وهذا حال كل الأخبار الواردة من كابو ديلغادو القريب من مناطق استثمار النفط والغاز التي تُقدر بمليارات الدولارات. ما نعرفه هو أن الميناء تحت سيطرة داعش. ما لا نعرفه هو: كيف تمكنوا من السيطرة على البلدة؟ لماذا قرروا السيطرة على البلدة وكانوا هاجموها أكثر من مرة؟ من هم بالضبط؟ وكيف يتواصلون مع داعش “المركزية”؟ وما طبيعة هذا الاتصال؟

القاعدة وداعش: غرب إفريقيا

نشرت وكالة ثبات الموالية للقاعدة فيديو قالت إنه يصور جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وهم يلاحقون فلول داعش باتجاه الحدود مع النيجر. ووصفت ذلك ب”حملة نوعية لطرد بقايا فلول داعش في غرب إفريقيا.” حساب داعش، مجالد، شكك في مصداقية الفيديو وقال “ليس فيه صورة واحدة جديدة بل أن صوره من الشام.” وعلّق إنه قد يكون رسالة إلى النظام الجديد في مالي بعد الانقلاب بأنهم “باقون” على العهد بالتعاون مع الحكومة.

قاعدة اليمن

فجّرت القاعدة في اليمن المركز الصحي الذي كان يعمل فيه طبيب الأسنان المصلوب في الصومعة في ولاية البيضاء. بعد أيام وبتاريخ ٢٤ أغسطس ٢٠٢٠، نشر التنظيم بياناً أعلن فيه “القبض على شبكة للجواسيس في الولاية” وأنه مسؤول عن قتل الطبيب مظهر اليوسفي وصلبه. وبمجرد نشر الإعلان، تناقلت كبرى حسابات مناصري القاعدة تسجيلاً مرئياً يظهر فيه اليوسفي وهو يدلي بالاعترافات المشار إليها في البيان. أهم ما يقوله اليوسفي هو أن “الأمن” التابع للحوثيين “ابتزه” بتسجيل صوّره في وضع مشبوه وهدد بنشره إن لم يتعاون معهم في زرع شرائح التتبع لعناصر التنظيم وتصوير آخرين، خاصة نساء، تمهيداً لابتزازهم، مستغلاً عمله طبيباً يؤمه رجال ونساء وتتوفر لديه أدوات تخدير. فأين المشكلة في كل هذا؟

المشكلة هي أن الدكتور مظهر، الذي يُشهد له بحسن السيرة في المنطقة التي خدمها عشرة أعوام، كان في وقت من الأوقات مقرباً من تنظيم القاعدة وعلى الأرجح كان واحداً منهم قبل أن يقرر تركهم والانعزال عنهم في ٢٠١٩. تمكنا من التواصل مع شقيق اليوسفي، زائد محمد سيف، الذي يسكن في منطقة خارج محافظة البيضاء حيث يبدو أن العائلة ملاحقة من قبل تنظيم القاعدة. يقول زائد: “كان قريباً منهم ويعالج مرضاهم وربما كان واحداً منهم.” لكن العام الماضي، قرر الدكتور مظهر ترك التنظيم ويبدو أنه كان يعلم أنهم لن يتركوه يذهب في حال سبيله، لأنه كان يعرف عنهم أسرار كثيرة. واضاف أنه عرض عليه أن يترك البيضاء، لكن قال: “فارضين على بناتي إقامة جبرية بقتلوهم.”

فلماذا يُلفّق التنظيم هكذا تُهم إن أراد التخلص من خصومه؟ يجيب زائد: “إذا رأوا أن خصمهم متعلّم وناجح ويتمتع باحترام المجتمع المحلي، شوّوهوا صورته حتى لا يتعاطف معه أحد، أو يدين قتله.”

الهيئة والمعتقلون والتعذيب

تناقل معارضو الهيئة فيديوهات يظهر فيها حرق صور الجولاني احتجاجاً على بقاء المعتقلين في السجون وتعذيبهم. فيما تواصل هيئة تحرير الشام اعتقال بلال عبدالكريم وتوقير شريف وأبي يحيى الجزائري وأبي عمر منهج. هذا الأسبوع، أطلقت سراح أبي محمد عاصم شرعي أنصار الدين. حساب OGN التابع لبلال عبدالكريم  نشر فيديو يتحدث فيه أبو حسام البريطاني توقير شريف عن “تعذيبه” عند اعتقاله الأول أواخر يوليو. هذه الشهادة سُجلت قبل اعتقال البريطاني مرة ثانية في ١١ أغسطس. وليس واضحاً لماذا قرر حساب OGN بث الفيديو الآن. هل وصلت المفاوضات بين بلال والهيئة إلى طريق مسدود وتكسير عظم؟

داعش علّق: “الجولاني يتفنن في تعذيب وتصفية “المقاتلين الأجانب” الذين كانوا في صفوفه سابقاً”

يوم السبت، احتجت سيدات في أطمة على حبس أبنائهن، فأطلق أمنيو الهيئة الرصاص لتفريقهن. أنصار القاعدة، تناقلوا الفيديو وطالبوا مقاتلي الهيئة بالانشقاق. أحد الحسابات علّق: “دول الكفر اليوم لا تمنع تصوير مثل هذه الوقفات السلمية. ولا تعتقل أهلها. فما بال من يتسمون بالمجاهدين”

وفيما نشرت الحسابات المعارضة أن حزب التحرير مسؤول عن تلك الأحداث، نشرت حاسبات موالية للهيئة أرشيفاً قالت إنه “رسائل مقاتلي حزب التحرير من الجبهات،” بمعنى أن حزب التحرير يقاتل دفاعاً عن أهل إدلب.

نشر حساب مزمجر الثورة السورية ما قال إنه بيان من عسكريين في الهيئة يبرأون من أفعال الجهاز الأمني و”ظلمه”.

ويعلّق مزمجر: “لن يستجيب الجولاني والقحطاني العراقي والمصري والتونسي والجزراوي السعودي لهذه النداءات لأنهم مكلفين بالبطش والإذلال دون الإهتمام للمصالح العامة وخاصة مصالح الشعب. ”

جولة أخبار سريعة:

– هذا الأسبوع كثفت حسابات الهيئة من أخبار تخريج دفعات جديدة تابعة لغرفة عمليات الفتح المبين.

– أعلنت كتائب خطاب الشيشاني عن هجوم آخر استهدف الدورية الروسية على ألـ M4.

– لا تزال هيئة تحرير الشام تستهدف حراس الدين. أخبار هذا الأسبوع أن أمنيين يعرضون مساعدات غذائية على عناصر الحراس باسم منظمات لأخذ معلومات شخصية عنهم.

– وأصدرت جهاز الأمن العام التابع للهيئة  فيديو بعنوان  ب (جهل وأحقاد) عن جرائم الدواعش في مدينة سرمين.