“كورونا” يضرب الهند.. ومواطنون يحملون السياسيين المسؤولية بالدرجة الأولى

  • عدد الإصابات الاجمالي بـ”كورونا” في الهند: 15,930,965  
  • عدد الوفيات بالفيروس: 184,672          
  • عدد الحالات النشطة: 2,291,413          
  • عدد الحالات التي تمت معالجتها: 13,454,880     
  • 65% من حالات كورونا في دلهي تعود لأشخاص تقل أعمارهم عن 40 عاماً 

تعاني الهند من ارتفاعٍ غير مسبوق في أعداد الإصابات بفيروس “كورونا”، الأمر الذي شكّل ضغطاً كبيراً على النظام الطبي في المستشفيات.

وإزاء هذا المشهد، ألقى الكثير من الهنود باللوم على السياسيين في مساهمتهم بتفشي فيروس “كورونا”، خصوصاً من خلال تنظيم الفعاليات والتجمعات الانتخابية.

وبينما يُقال أن الانتشار غير المسبوق للفيروس سببه سلالة متحورة منه ظهرت في الهند، فقد تم اتهام الحكومة بالفشل في التعاطي مع الملف الوبائي، فضلاً عن التراخي في التوجيه من قبل السياسيين والقادة المحليين، إذ أن خطاباتهم بشأن التوعية والاصرار على مواجهة “كورونا” كانت ضعيفة. وفعلياً، فإن هذا الأمر دفع بالكثيرين في الأشهر الأخيرة للاعتقاد بشكل خاطئ أن الهند قد تمكنت من الحاق الهزيمة بـ”كورونا”.

ويقول سريناث ريدي، رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند: “القيادة في جميع أنحاء البلاد لم تنقل بشكل كافٍ أن هذا كان وباءً لم يختفِ”. ويضيف: “تم الإعلان عن النصر قبل الأوان وتم التعبير عن هذا المزاج المليء بالحيوية في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً من قبل السياسيين الذين أرادوا دفع عجلة الاقتصاد وأرادوا العودة إلى الحملات الانتخابية. هذا الأمر أعطى الفيروس فرصة للانتشار بشكل أكبر مرة أخرى “.

وحتى الآن، فقد سجلت البلاد 15,930,965 إصابة بـ”كورونا” منذ بداية الجائحة وحتى اليوم، بحسب بيانات موقع “worldometers“، وهذا الرقم مرشح للتزايد بكثرة.

ووسط إعلان السلطات الاغلاق في دلهي ومدنٍ أخرى، يشيرُ الخبراء إلى أن الفيروس يتفشى بسرعة كبيرة، ما ينذر بخطر انهيار النظام الطبي بشكل كامل.

وفي هذا الاطار، قال الدكتور إس كيه باندي، من معهد رام مانوهار لوهيا للعلوم الطبية في لكناو، عاصمة ولاية أوتار براديش الشمالية: “هذه المرة، تنتشر العدوى بسرعة كبيرة لدرجة أن الأفراد لا يجدون الوقت الكافي للحصول على الأدوية، ويموت الكثير من الناس قبل أن نتمكن من الحصول على نتائج الاختبار”.

من جهته، قال رئيس نيودلهي أرفيند كيجريوال في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أمس الاثنين: “نظام الرعاية الصحية في دلهي غير قادر على استيعاب مزيد من المرضى بأعداد كبيرة. إذا لم يُنفذ عزل عام الآن فإن الوضع سيخرج عن نطاق السيطرة”.

تجمعات انتخابية في الهند.. ولا أقنعة

وفعلياً، فإن من أبرز التجمعات الكبيرة كانت يوم السبت غرب البنغال، حيث حضره رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وهناك، أعلن الأخير إنه بفخر إنه “لم يرَ أبداً مثل هذه الحشود الضخمة”، مع العلم إن القناع كان غائباً بشكل ملحوظ عن وجه مودي، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.

ومع هذا، فإن الكثير من المشاركين في هذا التجمع لم يلتزموا بارتداء الكمامة أو بالتباعد الاجتماعي، وكل ذلك يساهم في ارتفاع منسوب خطر الاصابة بـ”كورونا”.

وفي ذلك اليوم، (أي السبت)، سجلت الهند رقماً قياسياً للاصابات اليومية، إذ بلغ حينها 234000 حالة جديدة و 1341 حالة وفاة. ومنذ ذلك الحين، استمرت الأرقام بالارتفاع.

الفيروس يضرب الشباب في الهند

وفي الواقع، فإن البلاد انزلقت إلى مأساة كبيرة، خصوصاً مع تجاوز عدد الإصابات الـ15 مليوناً. وفي غضون 12 يوماً فقط، تضاعف معدل الاصابات الايجابية إلى 17%، بينما وصل في دلهي إلى 30%. أما المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، فقد امتلأت بالكامل، في حين أن الأمر البارز هو أن أكثرية المرضى من الشباب، وفي دلهي فإن 65% من الحالات تعود لأشخاص تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وفق “ذا غارديان”.

وعلى خط المواجهة، فقد واجه الأطباء صعوبات كبيرة جداً، وتحدثوا عن العدد الهائل لمرضى “كورونا” الذين لم يتمكنوا من تلقي العلاج بسبب نقص الأسرة وعدم كفاية استعداد الدولة والحكومة المركزية لهذا الأمر.

وقال الدكتور أميت ثادهاني، مدير مستشفى نيرامايا في مومباي، والذي يعالج مرضى “كورونا” فقط، إنه كان قد “أعطى تحذيرات بشأن الموجة الثانية الفتاكة في فبراير/شباط الماضي، لكن تم تجاهلها”.

وأضاف: “المستشفى لدينا ممتلئ بالكامل، وإذ خرج المريض، يذهب سريره مباشرة إلى مريض آخر في غضون دقائق قليلة. ومنذ 10 أيام نفذ الأكسجين في المستشفى، إلا إنه تم العثور على امدادات بديلة في الوقت المناسب”.

ويتابع: “هناك الكثير من الأشخاص الذين يصطفون خارج المستشفى ويحاولون الدخول، وكل يوم نتلقى مكالمات كل 30 ثانية من شخص يحاول العثور على سرير. معظم هذه المكالمات هي لمرضى يعانون من حالة حرجة ويحتاجون إلى رعاية في المستشفى، إلا أنه ليس لدينا سعة كافية وبالتالي هناك الكثير من الوفيات”.

وأوضح ثادهاني إن الفيروس هذه المرة “أكثر عدوانية وأكثر عدوى بكثير”، ويؤثر في الغالب على الشباب، وأضاف: “الآن يأتي الأشخاص في العشرينات والثلاثينيات من العمر بأعراض شديدة للغاية وهناك الكثير من الوفيات بين الشباب”.

شاهد أيضاً: الصين تعتمد سياسة اللقاح مقابل ثروات الدول