الهند.. كورونا يضع النظام الصحي على حافة الانهيار

تشهد الهند أكبر موجة من جائحة كورونا وتشاهد نظامها الصحي ينهار، حيث سجلت أكثر من 250.000 إصابة جديدة وأكثر من 1700 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وتخطت حالات الإصابة في الهند 15 مليون حالة وحوالي 180 ألف حالة وفاة – ويقول الخبراء إن هذه الأرقام من المحتمل أن تكون أقل من الواقع.

وفرضت أكبر مدينتين في الهند عمليات إغلاق شامل، من المتوقع أن تقع تباعتها على الفقراء بشكل مؤلم. وغادر العديد بالفعل المدن الكبرى، خوفًا من تكرار سيناريو العام الماضي، عندما كلف الإغلاق الشامل المفاجئ ملايين العمال المهاجرين وظائفهم في المدن، وأجبر الكثيرين على العودة إلى قراهم الأصلية أو المخاطرة بالموت جوعاً.

لا مكان في المستشفيات

تعاني المستشفيات في الهند والعاصمة من نقص في الموظفين والسرائر المتاحة، وندرة واضحة في الأكسجين الطبي. بالإضافة إلى امتلاء وحدات العناية المركزة، وجميع أجهزة التنفس قيد الاستخدام تقريبا، فيما يتراكم الموتى  في محارق الجثث والمقابر.

وصرح رئيس الوزراء ناريندرا مودي في خطاب ليلة الثلاثاء: “لقد جاءت زيادة الإصابات كعاصفة ، وهناك معركة كبيرة تنتظرنا”.

وتسارع العاصمة نيودلهي، تحويل المدارس إلى مستشفيات. ويجري إعادة تأهيل المستشفيات الميدانية في المدن التي تضررت بشدة والتي كانت مهجورة. وتحاول الهند استيراد الأكسجين وبدأت في تكثيف إمدادات الأكسجين إلى النظام الصحي.

فشل في احتواء الوباء

قال خبير الإحصاء الحيوي في جامعة ميتشيغان الذي يتابع جائحة الهند بيرامار موخيرجي، إن الهند فشلت في التعلم من مآلات الجائحة في بلاد أخرى واتخاذ إجراءات احترازية مشددة.

وتابع موخيرجي، عندما بدأت الإصابات الجديدة في الانخفاض في سبتمبر، اعتقدت السلطات أن أسوأ الوباء قد انتهى. حتى أن وزير الصحة هارش فاردان أعلن في آذار\ مارس أن البلاد قد دخلت “المرحلة النهائية” – لكن الواقع كان يشير إلى عكس ذلك، حيث تضاعف متوسط الحالات الأسبوعية في ولاية ماهاراشترا، موطن العاصمة المالية مومباي، ثلاث أضعاف في الشهر السابق.

ما يجري حول اللقاحات

وتعاني حملة التطعيم الضخمة في الهند أيضًا، حيث أبلغت عدة ولايات عن نقص، على الرغم من أن الحكومة الفيدرالية زعمت أن هناك مخزونات كافية.

وصرحت الحكومة الهندية الأسبوع الماضي إنها ستسمح باستخدام جميع لقاحات كوفيد 19 التي أجازتها منظمة الصحة العالمية أو الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة أو أوروبا أو بريطانيا أو اليابان. وقالت يوم الاثنين إنها ستوسع قريبا حملة التطعيمات لتشمل كل شخص بالغ في البلاد فوق 18 عام، ويقدر عددهم بنحو 900 مليون شخص. ومن جهة أخرى مع نقص المعروض العالمي من اللقاحات، ليس من الواضح متى سيكون لدى صانعي اللقاحات الهنود القدرة على تحقيق هذا الهدف. وصرحت شركة Bharat Biotech الهندية لصناعة اللقاحات إنها تعمل على زيادة الإنتاج إلى 700 مليون جرعة كل عام.

ويذكر أن موجة الحالات في الهند تساهم في ارتفاع عدد الإصابات في جميع أنحاء العالم حيث تشهد العديد من الأماكن أزمات شديدة، مثل البرازيل وفرنسا ، مدفوعة جزئيًا بسلالت جديدة متحورة أكثر عدوى، بما في ذلك سلالة تم اكتشافها لأول مرة في الهند بعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء، وتجاوز عدد الوفيات على مستوى العالم 3 ملايين وعاود الارتفاع مرة أخرى ، حيث وصل إلى ما يقرب من 12000 حالة وفاة يوميًا في المتوسط.