دبي، الامارات العربية المتحدة، 26 فبراير 2014 – 

قالت دراسة جديدة اشرف عليها باحثون أمريكيون إن الطهي الزائد للحوم سواء في الفرن أو الشواء أو القلي, ينتج موادا كيميائية  قد تسبب الإصابة بالخرف.

ووفقاً للخبراء فإن المواد الكيميائية الناتجة من تفاعل الدهون أو البروتينات مع السكريات وتخرج تلقائياً أثناء الطهي ثبت تورطها في حدوث أمراض أخرى كالبوال السكري من النوع الثاني.

واشارت التجارب على الفئران، إلى أن تلك المواد تسببت في تراكم مادة كيميائية تدعي “أميلويد” في دماغ الفئران، وهي مادة مرتبطة بحدوث الخرف كمرض ألزهايمر. 

لاحظ الخبراء نقص أداء حيوانات التجارب بدينا وذهنيا بعد تعرضها لتلك المواد، وفى تحليل آخر للبشر ثبت ارتباط تكون صفائح الأميلويد فى الدماغ مع تلك المواد الناتجة عن الطهى. 

خلصت الدراسة إلى أن الخرف المرتبط بالعمر له علاقة بالمواد الكيميائية الناتجة عن الطهي. 

يقول بروفيسور ديريك هيل أستاذ التصوير الطبى فى كلية لندن، إن النتائج مقنعة، وإلى الآن ليس لدينا علاج فعال لمرض ألزهايمر، فمن الممكن أن توفر هذه الدراسة طريقا جديدة للوقاية منه. 

أما الدكتور سيمون ريدلى رئيس إحدى الجمعيات العاملة فى أبحاث ألزهايمر فيضيف ثبت سابقا وجود علاقة بين مرض ألزهايمر ومرض السكرى وقد تكون هذه الدراسة هى الرابط فى تفسير حدوث المرضين. 

وخلصت الدراسة إلى “احتمال وجود علاقة سببية بين الخرف وبين المستويات المرتفعة من مواد (AGEs)”. وأضافت الدراسة: “الأهم من ذلك هو أن الحد من مواد (AGEs) المستمدة من الغذاء ممكن عمليا، ويمكن أن يكون علاجا فعالا”.

وقال ديريك هيل، أستاذ علوم التصوير الطبي بجامعة يونفرستي كولدج بلندن: “النتائج مقنعة”. وأضاف: “نظرا لأن علاج مرض الزهايمر لا يزال أملا بعيد المنال، فإن الجهود المبذولة للحيلولة دون الإصابة به في غاية الأهمية، ولكن ينبغي أن ينظر إلى هذه الدراسة على أنها تشجع على مزيد من العمل، لا على أنها تقدم إجابات قاطعة”.

وأردف: “هذه الدراسة تدعو للتفاؤل، وهي إضافة للأدلة التي تشير إلى أن استخدام الاستراتيجيات الوقائية قد يقلل من انتشار مرض الزهايمر وغيره من أمراض الخرف الأخرى في المجتمع، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية علينا جميعا”.

وقال الدكتور سيمون ريدلي، من المؤسسة الخيرية لأبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: “من الأهمية أن نشير إلى أن الأشخاص اللذين أجريت عليهم هذه الدراسة لا يعانون من الخرف. لم يتم دراسة هذا الموضوع على الناس بشكل جيد، ولا نعرف حتى الآن ما إذا كانت كمية مواد (AGEs) في نظامنا الغذائي قد تؤثر على احتمالات إصابتنا بالخرف أم لا”.