البرتغال.. منح دراسية تُعطي أملاً جديداً للطلاب السوريين

 

في عام 2014، أطلق الرئيس البرتغالي السابق خورخي سامبايو، المنصة العالمية للطلاب السوريين، وهو برنامج للمنح الدراسية في حالات الطوارئ، حيث تمكن مئات الطلاب السوريين من الحصول على مقعد في إحدى الجامعات في البرتغال من خلال هذه المنصة. فقد أكمل أكثر من 100 طالب سوري دراستهم في البرتغال، ليتخرجوا بدرجات بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه بدعم من المنصة، التي قدمت أكثر من 550 منحة دراسية سنوية حتى الآن.

واحدة من هؤلاء الطلاب هي غنوة التي كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً عندما وصلت إلى لشبونة قادمة من سوريا، لتدرس لعلاقات الدولية والعلوم السياسية في إحدى جامعات البرتغال، وسرعان ما اعتادت على الناس الذين يقولون أنها كانت صغيرة عندما تركت وطنها.

قالت “نعم، كان الأمر صعبًا، ولن أقلل من مدى صعوبة المجيء إلى هنا بمفردي، بعيدًا عن عائلتي، إلى قارة مختلفة. لكن هل الأمر أصعب من الحياة في سوريا؟ من الذهاب إلى درس للرسم ومشاهدة فيلم رعب أمامك لتعرض الحي الذي تقع فيه المدرسة للقصف قبل خمس دقائق؟”

غنوة، التي تبلغ من العمر 20 عامًا، أمضت عامين في البلاد لتعويض ما فاتها من الدراسة الثانوية.

يوم الخميس الماضي، تحدث سامبايو، إلى جانب غنوة وطلاب آخرين خلال مناقشة عبر الإنترنت بعنوان “التعليم العالي في الأزمات – الاستماع إلى أصوات سورية وشهادات أخرى”. كانت المناقشة حدثًا جانبيًا يسبق مؤتمر بروكسل الخامس حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، المقرر انعقاده يومي 29 و30 آذار/ مارس.

نقص في منح التعليم العالي

كان النقص في الأماكن التي توفرها منح التعليم العالي وبرامج التدريب لعدد لا يحصى من الطلاب السوريين موضوعًا رئيسيًا في حدث الخميس.

حذر بيدرو كوستا بيريرا، الدبلوماسي الذي تحدث نيابة عن الممثل الدائم للبرتغال لدى الاتحاد الأوروبي، من فشل عالمي في تلبية احتياجات الطلاب اللاجئين. على الرغم من أن التاريخ يوضح مرارًا وتكرارًا أن التعلم محرك للتغيير وأداة حيوية لإعادة بناء الدول التي مزقتها الحرب، إلا أنه “غالبًا ما يتم تجاهل موضوع التعليم العالي في الأزمات وقد لا يُنظر إليه دائمًا على أنه أولوية في حالات الطوارئ.”

ومن ناحيتها، قالت هيلينا باروكو، الأمينة العامة للمنصة العالمية للطلاب السوريين، أن من بين المشاكل فشل المنظمات الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، في إدراج التعليم العالي ضمن الأجندة الإنسانية، بالإضافة إلى كون التمويل القليل التي تم توفيره لا يمكن التنبؤ به وغير مستدام. قالت “لا يزال يُنظر إلى التعليم العالي في حالات الطوارئ على أنه رفاهية، لذلك نحن نكافح لتغيير طريقة التفكير هذه”.

مع إحراز بعض التقدم في عام 2018، بارتفاع معدل تسجيل اللاجئين في التعليم العالي من 1 في المئة إلى 3 في المئة – يمثلون ما مجموعه 87,833 طالبًا لاجئًا في جميع أنحاء العالم – لا يزال الرقم أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 37 في المئة.

وقالت غنوة:”كنتُ أشعر بالذنب أحيانًا لأنني كنت محظوظة بتلقي المنحة الدراسية وأن هناك ملايين الطلاب السوريين الآخرين الذين ما زالوا ينتظرون ذات الفرص وبعضهم في حالٍ أسوأ مني لأنهم فقدوا منازلهم أو أطرافهم أو ذويهم”.

 

تأثير برامج المنح الدراسية على الطلاب السوريين

في سياق متصل، حصل مجدي (33 عامًا)، وهو طالب آخر تحدث يوم الخميس، على فرصة متابعة دراسة الماجستير في التسويق والاتصال من خلال منحة دراسية في البرتغال.

وقال “لم أقم بتطوير قدراتي البحثية فحسب، بل وسعت وجهة نظري للعالم. لقد أنجزتُ الكثير مما لم أعتقد أنه ممكن”.

أما أروى، التي تنحدر من حمص، فقد الهندسة المدنية في لشبونة وتعمل الآن في شركة إنشاءات برتغالية منذ ثلاثة أعوام. قالت “لقد تغيرت حياتي، يمكنني الآن أن أقول إنني مستقلة تمامًا.ربما يمكنني في المستقبل العودة إلى الوطن ومشاركة خبرتي للمساهمة في إعادة بناء جميع المدن المدمرة”.

مواجهة التحديات والصعوبات

مع ذلك، يكتفي العديد من الطلاب بحلم الحصول على مكان في إحدى الجامعات في الخارج، والفرص المحدودة المتاحة في سوريا.

قال جورج، الصيدلاني السوري والمدافع عن حقوق الإنسان والذي يدرس الآن في كينغز كوليدج لندن، “التعليم مهم الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث ستقع مسؤولية إعادة البناء على السوريين، لكنهم يفتقرون إلى المواد اللازمة للقيام بذلك”.

وأشار إلى أن معظم الطلاب لا يمكنهم سوى الحلم بالعثور على الأموال اللازمة للسفر إلى لبنان لخوض امتحانات اللغة وإجراء طلبات التأشيرة التي تتطلبها برامج الدراسة في الخارج.

كما لم يخلُ انتقال أولئك الذين حصلوا على مقاعد من التحديات. وصف جميع الطلاب صعوبات التكيف مع متطلبات نظام تعليمي جديد بفصول بلغة أجنبية فضلاً عن التأقلم مع بلد وثقافة مختلفين.

كما يرى العديد من الطلاب إن التغلب على هذه التحديات ساعدهم على التطور المهني والشخصي في المسارات التي اختاروها.

 

سورية تحول حبها لـ “فيروز” إلى معرض فني
وفي معرض فيروز، تحمل الجدران لوحات وصورا لفيروز، وفي الزوايا نقوش من روائع الكلمات التي تغنت بها، وحتى على فناجين القهوة.