تجد مدينة شبام اليمنية التاريخية الملقبة “منهاتن الصحراء” جراء ناطحات سحابها الطينية، نفسها تحت رحمة كوارث الطبيعة بعدما نجت من ويلات الحرب.

وتقع المدينة المقامة وسط أجراف صخرية تولد مشهدا مشابها لوادي غراند كانيون الأمريكي، في وادي حضرموت في جنوب شرق اليمن وهي عانت من الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد بين شهري نيسان/أبريل وتموز/يوليو الماضيين.

وباتت شبام التي أدرجت العام 1982 على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها اليونسكو باعتبارها “أقدم مدينة ناطحة سحاب في العالم”، تحمل اليوم ندوب هذه التقلبات الجوية المدمّرة.

ومن أجل حماية الأبراج الطينية، يجب إعادة طلاء الواجهات بشكل دوري، لكن “السكان لم يتمكنوا من القيام بذلك بسبب نقص الموارد والحرب”

وتعتبر شبام واحدة من المدن التاريخية العديدة التي تقف شاهدا حيا على العمارة الطينية لوادي حضرموت الذي كان مهد العديد من الحضارات القديمة.

فمدينة سيئون بقصرها الأبيض الكبير الذي يُعتبر من أفخم المباني الطينية في شبه الجزيرة العربية، تقع على بُعد عشرين كيلومترا فقط من شبام.

وقد تضرر المبنى الأبيض في سيئون بسبب الأمطار، وناشد المسؤولون المحليون المساعدة في ترميمه.

أمّا مدينة تريم على بعد 55 كيلومترا من شبام، فتشتهر بأنها تضم 365 مسجدا بما في ذلك مسجد المحضار، وتتوسطها مئذنة من الطين يبلغ ارتفاعها 46 مترا وهي الأعلى في اليمن.