أخبار الآن | بورما – bbc

عام 2003 اعتقل الراهب البوذي لآشين ويراثو (51 عاماً) في ميانمار بعد شنّه حملة لمقاطعة الأعمال التجارية التي يمتلكها المسلمون، وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً.
ويبدو أن السجن لم يحد من عدائه الشديد ضد الأقليات المسلمة في البلاد. إذ تتميز خُطبه بأمثال بوذية مصحوبة بجرعة كبيرة من النزعة القومية.
وفي عام 2011 خطف ويراثو الأضواء بعد أن شن حملة من أجل سن قانون لحظر زواج المسلمين من البوذيات بشكل فعال.
بدأ ويراثو باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسالة مفادها أن الثقافة البوذية في البلاد ستنقرض وتختفي مع زيادة أعداد المسلمين.
وفي نهاية المطاف، أدرجه موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، في القائمة السوداء في يناير/كانون الثاني 2018، بعد نشره منشورات نارية استهدفت أقلية الروهينغا المسلمة، لكنه لم يهتم للأمر وقال إنه سيستخدم منصات بديلة لنشر خطاباته.
وقال “عندما يغلق فيسبوك حسابي، سألجأ إلى يوتيوب، لكن الأخير ليس منتشراً على نطاق واسع بما فيه الكفاية، لذلك سأستخدم تويتر لمواصلة العمل القومي”.
وينشر مقاطع خطاباته المصورة عبر موقع التواصل الاجتماعي الروسي “VK”.
لكن، لم يتم حظره من قبل فيسبوك فقط، ففي أبريل/نيسان الماضي، مُنع من إلقاء خطبة في تايلاند المجاورة ذات الغالبية البوذية.
يثير ويراثو الجدل ويعتاش عليه. فعندما أرسلت الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً في عام 2015 للتحقيق في محنة الأقلية المسلمة في ميانمار، وصف ويراثو، الدبلوماسية الكورية الجنوبية التي ترأست البعثة، يانجهي لي، بأنها “كلبة وعاهرة”.
وجاء في تقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي، إنه يجب التحقيق مع كبار الشخصيات العسكرية في ميانمار، بتهمة ممارسة الإبادة الجماعية في ولاية راخين. وفي أعقاب ذلك، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً أولياً بذلك.
رفضت حكومة ميانمار تقرير الأمم المتحدة، وشنّ الراهب حملة مضادة على التقرير.
وقال لأنصاره خلال تجمع حاشد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إنه في “اليوم الذي تصل فيه المحكمة الجنائية الدولية إلى هنا، سيكون اليوم الذي يحمل فيه ويراثو السلاح”.
وألقي باللوم على أنصار وأتباع ويراثو في أعمال العنف ضد المسلمين في ولاية راخين التي بدأت عام 2012، وبلغت ذروتها بنزوح أكثر من 700 ألف شخص إلى بنغلاديش المجاورة. واتهم ويراثو حزب “الرابطة الوطنية للديمقراطية” الحاكم باتباع أجندة إسلامية سرية.

في عام 2015 وصف فيلم وثائقي ويراثو بـ “بن لادن البوذي”، وسرعان ما تبنت وسائل الاعلام الغربية هذا اللقب، إلا أنه يرفض المقارنة ويقول: “أمقت العنف ولا أرغب حتى في الرد بطريقة غير لائقة”.
وفي سياق منفصل، كان ويراثو قد وصف أمام حشد كبير في أبريل/ نيسان الماضي الزعيمة السياسية سان سو كي قائلاً: “إنها تلبس مثل عارضات الأزياء وتضع المكياج وتلبس أحذية أنيقة ذات الكعب العالي، وتهز جسمها امام الأجانب”.
ويُنظر إلى أونغ سان سو كي التي درست في جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة، على أنها الزعيمة الفعلية للبلاد، و لقبها الرسمي هو مستشار الدولة، وهي مقربة من الرئيس الحالي وين مينت.
ويحظر الدستور في البلاد على من لديه أطفالاً يحملون جنسيات أجنبية، مثل سان سو كي، تولي منصب رئاسة الدولة.
وتسعى الحكومة المدنية الآن، إلى التخلص من القيود التي تمنع أونغ سان سو كي من تولي المنصب الرفيع، لكن ويراثو يعارض التغييرات الدستورية المقترحة.
ويضيف ميات ثو: “تحظى أونغ سان سو كي باحترام كبير، فحتى الرهبان المتشددون الذين يقفون في صف ويراثو، يجدون صعوبة في تأييده ضد سو كي”.
ويقول ميات: “لو كان ويراثو ينتقد فقط التعديلات الدستورية، لكان من الصعب على الحكومة اتخاذ أي إجراءات ضده. لكنه يشن هجوماً شخصياً على سو كي ، وهو الأمر الذي لا يروق للناس”.
لقد سهل الأمر على الحكومة لإتخاذ إجراءات ضده.
لكن ويراثو يتحدى الحكومة ويقول: “إذا أرادت الحكومة أن تعتقلني فلا مانع من ذلك”.

مصدر الصورة:  AFP

للمزيد:

رجلٌ أطلق لحيته منذ 5 سنوات ولم يحلقها.. كم يبلغ طولها حالياً؟ (صور)

إيفانكا ترامب تخطف الأضواء بأناقة قبعتها خلال زيارة بريطانيا (صور)