أخبار الآن | ليبيا – dw

ازدهرت في السنوات الماضية تجارة الإتجار بالبشر، خصوصاً مع ازدياد حالات الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا. ويسلط الصحافي يان-فيليب شولتز الضوء في كتابه الجديد “الإتجار بالبشر: بزنس الهجرة والعبودية الحديثة” على ظاهرة الإتجار بالبشر من أفريقيا إلى أوروبا. ويخلص شولتز إلى أن تلك الصناعة قد تطورت في السنوات الأخيرة.
ويقول شولتز عن المهاجرين أنهم “تحدثوا عن إساءات رهيبة في الصحراء، في مراكز الاعتقال في الجنوب الليبي. وفي تلك المنطقة يوجد العديد من السجون الخاصة التي تديرها شبكات التهريب. والتقيت مهاجرين كانوا محتجزين فيها وبدت عليها آثار الحروق والجروح العميقة”. ويُضيف “تعرضت الكثير من النساء للاغتصاب والاستغلال الجنسي. وسمعت قصصاً عن نساء تم عرضهن للبيع بالمزاد العلني في أحد السجون الخاصة تلك في جنوبي ليبيا. وانتهى المطاف بتلك النسوة المبيعات إلى الدعارة، إما في ليبيا أو في أوروبا”.
وتابع شولتز “صعقت لمدى المعرفة المتواضعة لديهم. البعض لم يكن لديه أدنى فكرة عن المسافة إلى أوروبا، وماذا يعني قطع الصحراء الكبرى. يحاول بعض العائدين وقد خاب أملهم من المهربين، نصح من يود سلوك الطريق نفسه. إلا أن الكثيرين لا يصغون ولا يتعظون من عبر غيرهم، وذلك إما لسذاجتهم أو لمدى جهلهم بالمخاطر وحجمها. ولكن ما صعقني أكثر هو الرغبة بالمحاولة بالرغم من المخاطر، معتقدين أن الحظ سيحالفهم ولن يواجهوا نفس المصير”. كما يُشير الى أن الدين والمعتقد يلعبان دوراً كبيراً هنا، سواء أكان مسيحياً أو مسلماً. يقولون إنهم يضعون أنفسهم بين يدي الله وهو من سيحميهم. لسوء الحظ، ينتهي بهم الأمر بين يدي تجار البشر”.
وفي السياق عينه، يرى شولتز أن “هناك حملات توعية عديدة من منظمات دولية ووسائل إعلام. ولكن لا يجب أن ننسى أن من عانى من الاستغلال من العائدين لا يريد التحدث عن تجربته. ويعود ذلك للشعور بالخجل أو المعاناة من اضطرابات ما بعد الأزمة النفسية. كما لا يحب البعض أن يراه معارفه وأهله فاشلاً، فينشر على وسائل التواصل عن أنهم بخير وهو عكس الحقيقة”.
كما يلفت الى أن “الكثيرون، وخاصة في أفريقيا الغربية وأفريقيا الوسطى، يسافرون على مراحل. يستقلون حافلة إلى مناطق كأغاديز في النيجر حيث لا يحتاج المرء لتأشيرة دخول. بعد ذلك لا يعرف المهاجرون الطريق وحدهم فيقعون في يد المهربين الذين يتقاضون منهم مبالغ مالية لقاء وعود بإيصالهم للبحر الأبيض المتوسط. المهربون بدورهم يقومون بتسليمهم لتجار البشر ويتقاضون لقاء ذلك مبالغ مالية من عصابات الإتجار بالبشر. ومن هنا نرى أن المهربين يحققون أرباحاً مضاعفة. عصابات الإتجار بالبشر تسيطر على مساحات واسعة وتدير سجونها الخاصة”.

مصدر الصورة: Getty images

للمزيد:

ليتوانيا: أطفال رُضّع يتنافسون في مسابقة حبو.. من الفائز؟ (فيديو)

”رسالة مشفرة“ من الملكة اليزابيث إلى ترامب من خلال القبعات.. ماذا وراءها؟