أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

أعلن متحف اللوفر أبوظبي عبر خدمة "تويتر" أن لوحة المخلص للرسام الإيطالي "ليوناردو دافينتشي" بيعت في تشرين الثاني / نوفمبر بسعر قياسي قدره 450,3 مليون دولار، وستعرض في المتحف الذي افتتح قبل فترة قصيرة.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عرضت اللوحة في مزاد في نيويورك حيث اشترتها أبوظبي لصالح هيئة الثقافة والسياحة، مقابل 450.3 مليون دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الفنون عبر التاريخ. لكن السؤال كيف يتم نقل اللوحات الفنية والتحف والقطع الأثرية الأغلى ثمنا من مكان لآخر في العالم دون أن تتعرض لتكسير أو إتلاف أو تحطيم أو تشقق أو شرخ و ما شابه؟

موضوع ذو صلة: "لوفر أبوظبي".. جوهرة عربية بين المتاحف العالمية المعاصرة

بحسب موقع "العربية. نت" يجيب الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة ومستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار السابق، إن "هناك شركات متخصصة في نقل القطع الأثرية والتحف واللوحات الفنية الغالية من مكان لآخر، حيث تقوم بعض الدول بتنظيم معارض فنية، ومن أجل ذلك تشتري بعض القطع واللوحات لعرضها في معارضها، أو تقوم بشرائها نهائيا لعرضها أيضا، مثل فرنسا التي اشترت بعض القطع الأثرية من مصر وتقوم بعرضها في متاحفها وتعهد لهذه الشركات بنقلها". 

تأمين مقابل النقل
وعن كيفية النقل يقول الكسباني إن "الدول التي تقوم بشراء هذه القطع واللوحات تسدد مبالغ مالية كبيرة كتأمين مقابل النقل، ويرافق القطعة أو اللوحة لجنة أثرية تتولى مهمة تغليفه ووضعه في غلاف كامل من الفوم أو صندوق مجهز بطريقة علمية تمنع تعرض محتوياته للكسر أو التحطيم، ويتم بعد ذلك إنزاله من الطائرة بطريقة علمية أيضا حتى يصل للمتحف الذي سيتم عرضه فيه.

ويضيف أن الشركة الناقلة تقوم بترميم القطعة الأثرية لو حدث كسر به، من مقابل التأمين الذي حصلت عليه، وأغلب حالات التلف التي تتعرض لها القطع الأثرية خلال عملية النقل تكون بسيطة كحدوث شرخ أو خدش، وبالتالي يكون ترميمها سهلا وبسيطا.

ويضيف أستاذ الآثار أن استمرار وجود معارض فنية تقام من حين لآخر، يعني استمرار نقل التحف والقطع الأثرية، ويعني احتمالية تعرض بعضها للتلف والتكسير، لكن المهم في الأمر ألا يكون التلف مؤثرا على حالة اللوحة والقطعة ويصعب علاجها وترميمها.

ويقول "الكسباني" إن الدول ترفض نقل القطع الأثرية الكبيرة لصعوبة ترميمها لو حدث بها كسر أو إتلاف، ويكون النقل فقط للوحات والقطع الأثرية الصغيرة التي يسهل نقلها وترميمها.

تعرض الآثار للتلف أثناء النقل
وعن الحالات التي تعرضت فيها قطع أثرية للتلف خلال عملية النقل قال أستاذ الآثار إنه وقعت حالات كثيرة في العالم ومصر لكن يتذكر الآن أقرب واقعة حدثت في مصر وهي وقوع 7 من المسؤولين بالآثار والمتحف المصري القديم والمتحف المصري الكبير في إهمال كبير، وأدينوا بالتقصير في تغليف قطع أثرية تمهيدا لنقلها من المتحف المصري بالتحرير ومن المخزن المتحفي بأطفيح إلى المتحف المصري الكبير، ما ترتب عليه حدوث تلفيات بتلك القطع وانخفاض قيمتها الأثرية على المستوى الدولي، وبناءا عليه تمت إحالتهم للمحاكمة.

التغليف حسب قيمة الأثر
من جانبه يقول الدكتور "عبدالفتاح البنا"، وزير الآثار المصري السابق، إن "نقل القطع الأثرية أو اللوحات يختلف في طبيعة التغليف والنقل من مكان لآخر عبر وسائل النقل المختلفة، ويعتمد ذلك على طبيعة وخامة الأثر والقيمة الإسمية له، أو ما يُعرف بالثمن التقديري للأثر، كذلك وسيلة النقل والأخطار المحتملة التي يمكن أن يتعرض لها الأثر خلال علمية النقل".

وأضاف أن "هذا الأمر يقابله الحصول على وثيقة تأمينية تغطي الثمن التقديري للأثر، أما عن عمليات التغليف والتأمين فتختلف من أثر إلى آخر وكذلك حالة صيانته وترميمه طبقاً لطبيعة الخامة المصنوع منها الأثر ومدى تحملها للصدمات والحركة خلال عملية نقله.

وقال إن لوحة "المخلص" تتبع ما يسمى باللوحات الزيتية، وهي ليس قديمة جدا، كما لو كنا نتحدث في برديات فرعونية قديمة، ولذلك فمدى هشاشتها نتيجة لعمليات التقادم الزمني تقل بالطبع عن البرديات والقطع الأثرية القديمة، وبالتالي تسهل عملية نقلها.

اقرأ أيضا: بعد 10 سنوات من التحضير .. متحف اللوفر يفتتح في أبوظبي