أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

أكّـدت البيانات الجديدة التي صدرت من "ستيلكيس للتعليم" والباحثين الأكاديميين في كندا والولايات المتحدة، على الرابط الإيجابي الوثيق بين تصميم الفصول الدراسية ذات أجواء التعلم الفعّال، وبين مدى مشاركة واندماج الطلبة ومقدرتهم على الإبداع. ووفقاً للبحث، فإن 95 في المائة من الطلبة أبدوا أن أي تغيير في تصميم الفصول الدراسية لتكون أكثر مرونة قد عـزّز من إبداعهم، وزاد من مدى مشاركتهم وتحفيزهم.

وكشف البحث أيضاً عن النتائج الإضافية التالية:

–  92 في المائة من الطلبة أظهروا اندماجاً أكبر بالنشاطات في الفصول الدراسية.

–  88 في المائة من الطلبة قالوا إن التصميم الجديد والمرن للفصل الدراسي زاد من تحفيزهم لحضور الحصص.

–  84 في المائة من الطلبة قالوا إن الفصول الدراسية المبتكرة يمكنها زيادة مقدرهم على إحراز علامات أعلى.

واعتمد البحث أداة "تقييم مساحات التعلّم النشط بعد الإشغال©" (AL-POE)، من أجل قياس عدة عوامل لمشاركة واندماج الطلبة في أربع جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية. وكان الهدف من وراء ذلك هو التحقق من مدى تأثير بيئة التعلّم المبتكرة بدعم تكنولوجي على جوانب التحفيز والإبداع لدى الطلبة، واكتساب مهارات القرن الـ 21.

الإبداع – أساس الابتكار

في عالم يتّسم بالتغيير السريع والتعقيد المتزايد، هناك ضغط مستمر لتبنّي نهج الابتكار. ونتيجة لذلك، تتطلّع الشركات للقدرات الإبداعية لدى موظفيها. وتنجح الشركات وفق معدل تناسبي مباشر مع قدراتها على الإبداع وتمييز نفسها عن المنافسين. ومع ذلك، تشتكي الشركات في أنحاء الشرق الأوسط بأن الجامعات اليوم لا تُعلّم الطلبة كيفية التعامل مع المشاكل الواقعية في الحياة العملية. ويمكن للفصول الدراسية للتعلم النشط أن تساعد في هذا السياق.

ويقول شون كوركوران، المدير العام لشركة "ستيلكيس للتعليم": "إن الإبداع هو أساس الابتكار، وهذا ما تطمح إليه كل شركة. يحتاج الخريجون لخبرة شاملة ليس في مجال واحد أو اثنين، ولكن القدرة على تطبيق المعرفة من مجالات أبعد من نطاقهم الخاص، والتعاون في مختلف التخصصات والتعامل مع المشاكل بأساليب جديدة. إن الطابع المادي والاجتماعي والنفسي حول تأثير مساحة التعلم على سلوك الطلبة هو أكبر بكثير مما يعتقده الناس، كما أن المساحات المحفّزة على المشاركة تعتبر جوهرية في السماح للطلبة بتطوير مهاراتهم".

الكشف عن أسطورة الإبداع

عملت "ستيلكيس للتعليم" وفريق "وورك سبيس فيوتشرز" بشكل وثيق مع علماء الأعصاب من شتى أنحاء العالم في محاولة لفك أسطورة الإبداع. وتتمثّل الفكرة المُسبقة في أن بعض الأشخاص يفتقرون للقدرة على الإبداع هي خاطئة في الأساس. فالإبداع هو شيء يمكن لأي شخص أن يطوّره.

ويقول هينينغ بيك، عالم في الأعصاب ومؤلف مُقيم في فرانكفورت، ألمانيا: "إن التحدي الأول في تعليم الإبداع هو تغيير النظرة بأنه مجرّد مسعى فني فقط. فلكل شخص القدرة على التفكير بإبداع، وأن يحظى بعقل متسائل، وأن يكون مبدعاً وخلّاقاً. إن الإبداع الفني يشير إلى التلاعب بالألون على لوحة فنية وابتكار شيء جديد. ولكن عندما يكون الدماغ مبدعاً، فإنه يقوم أكثر من مجرد وضع الألوان على لوحة فنية، وبدلاً من ذلك، فإنه يسعى نحو الهدف المُحدّد".

ولا تزال معظم الفصول الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم يتم تنسيقها بالأسلوب التقليدي مع نمط الجلوس صف وراء صف، وبأثاث جامد تم تصميمه وتطويره في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، مما يترك مجالاً ضئيلاً لنمو الإبداع.

ثلاث خطوات لمزيد من الأفكار الإبداعية

يُظهر البحث أن تعليم الإبداع يشتمل على أساليب إبداعية للمناهج، ومساحات التعلّم، والأدوات والتكنولوجيا. ويُشدد على توافر المساحات التي تدعم جوانب التفكير وبناء القدرات والتطوّر للأفراد والمجموعات على حد سواء. واستناداً إلى وجهات النظر والملاحظات، طوّر فريق الأبحاث لدى "ستيلكيس" نموذجاً لتعليم الإبداع؛ عملية من ثلاثة أجزاء، هي: التفكير. الإعداد. المشاركة.

التفكير

يبدأ الطلبة في عمليتهم الإبداعية بنماذج دراسية، ورؤى وأفكار مكتسبة منهم، والتفكير حول المعلومات وتعديلها بمهارة.

ويقول بيك: "أنت بحاجة إلى المعرفة لكي تأتي بمعارف جديدة؛ فبيئة التعلم النشط تساعد الطلبة على التركيز على النواحي المبكرة من عملية الإبداع".

الإعداد

يقترح بيك أيضاً "بأن الفشل سريعاً ومبكراً وارتكاب الأخطاء أحياناً هو الطريقة الوحيدة لابتكار شيء ما، وهو الأمر الذي يعتمده الدماغ للتوصل إلى حلول جديدة".

ويقدّم مبتكرو المساحات أماكن تحفّز الطلبة لاختبار الأفكار، واكتساب الخبرات العملية أو ببساطة إحداث فوضى لاستحداث أفكار جديدة. هذه المرحلة العملية تعتبر بمثابة الخطوة الثانية من عملية الإبداع. 

المشاركة

يقول بيك إنه "بينما تظهر الفكرة الجيدة في النهاية عندما يكون الناس وحدهم، ليس هناك أمر أكثر إلهاماً من محادثة جيّدة"، مشيراً إلى حقيقة أنه بالرغم من أن عملية التفكير الفردية على درجة عالية من الأهمية، فإن مشاركة المعلومات، وطلب الآراء، وجمع وتزويد الانطباعات هي عناصر جوهرية لعملية الإبداع.

ويقول كوركوران: "لا بد من منح الطلبة والمعلّمين القرار والقدرة على تنسيق مساحات التعلّم لجعل أدوات العمل في متناول اليد. إن التحفيز على الإبداع قد ينطوي على مشاكل ولكن مع عدة حلول. ولن تتناسب كل الحلول مع كل المؤسسات التعليمية أو المعلّمين. وينمو الابتكار عبر عملية من التفكير، وتصنيع الأشياء، والمشاركة، والاستماع، والمحاولة من جديد. إنه يتطلّب ذهناً منفتحاً والرغبة في التجربة". 

"ستيلكيس للتعليم"

تهدف "ستيلكيس للتعليم" إلى إحداث فرق واضح في منظومة التعليم. فمن أجل الطلبة والمُعلّمين والمُصمّمين، نعمل على ابتكار أكثر المساحات فعالية وإلهاماً للتعلّم. وبينما تركز مجموعة متخصصة ضمن "ستيلكيس" على التعليم بشكل حصري، نضع مجموعة مثبتة من التصاميم والتقنيات والحلول المبتكرة بين أيدي بيئات التعلّم، وأينما وجد التعلّم.

 

إقرأ أيضا 

لوجي أول دمية عربية تعليمية ذكية تفاعلية للأطفال

لبنان يطلق مشروعا لتطوير التعليم من أجل تعزيز قدرته على مواجهة التحديات