ترقب للإعلان عن الفائز بـ”الدب الذهبي” في ختام مهرجان برلين

يترقب محبو السينما حول العالم معرفة هوية الفيلم الفائز بجائزة الدب الذهبي بين عشرين عملاً يشارك في المنافسة، مساء السبت خلال حفلة توزيع جوائز مهرجان برلين السينمائي الذي تترأس لجنته الممثلة الكينية المكسيكية لوبيتا نيونغو، أول شخص أسود يتولى هذه المهمة.

فيما تشارك الممثلة الفلسطينية ياسمين المصري في المهرجان عن فيلم The Strangers’ Case، الدراما السينمائية حول النازحين والوحشية التي تمارس ضدهم، حيث تلعب “المصري” دور طبيبة تخرج من نوبة عمل مدتها 72 ساعة، وملابسها مغطاة بالدماء. عندما يقوم جندي جريح ملقى على الطاولة بسحب مسدسه على متمرد جريح أيضًا.

وتبدو المنافسة مفتوحة للغاية لتحديد العمل الذي سيخلف الفيلم الوثائقي المخصص للطب النفسي “سور لادامان” للفرنسي نيكولا فيليبر، والذي توج العام الماضي.

ومن بين الأفلام الأوفر حظاً، بحسب استطلاع آراء نقاد سينمائيين أجرته مجلة “سكرين” البريطانية، الفيلم الإيراني “My Favourite Cake” (“كعكتي المفضلة”) والدراما التاريخية النمسوية “The Devil’s Bath” (“حمام الشيطان”).

ويأخذ نجاح الفيلم الإيراني بعداً خاصاً لأن مخرجَيه مريم مقدم وبهتاش صناعيها مُنعا من النظام الإيراني من مغادرة إيران لحضور العرض العالمي الأول لفيلمهما في برلين.

ترقب كبير في مهرجان برلين لمعرفة الفيلم الفائز بجائزة "الدب الذهبي"

ويروي الفيلم قصة ماهين، وهي أرملة تبلغ 70 عاماً، تلتقي بمتقاعد آخر يعمل سائق سيارة أجرة، في أحد المطاعم. ويحصل إعجاب بينهما، ويمضيان الليل في منزلها بعيداً عن أعين عناصر شرطة الأخلاق.

“خطوط حمراء” في إيران

وأقرّت مريم مقدم في مقابلة عبر الفيديو مع وكالة فرانس برس، بأن هذا الفيلم “يتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء (في أمور) محظورة في إيران منذ 45 عاما”.

وأضافت “إنها قصة امرأة تعيش حياتها، وتريد أن تعيش حياة طبيعية، وهو أمر محظور على النساء في إيران”.

وفي قصة تدور قبل قرون، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من إيران، يُظهر فيلم “حمام الشيطان” مأساة شابة مكتئبة في ريف النمسا عام 1750، تفضّل ارتكاب جريمة قتل على الانتحار، من أجل تجنب اللعنة الأبدية.

وقد استخدم حوالى 400 شخص، معظمهم من النساء، هذه “الثغرة” في عقائد الكنيسة الكاثوليكية: فمن خلال الاعتراف للكهنة بارتكاب هذه الجرائم، كان من الممكن الحصول على مغفرة الربّ قبل الإعدام، بحسب مُخرجَي الفيلم فيرونيكا فرانز وسيفيرين فيالا.

كما أشاد النقاد بالفيلم الثالث للممثلة الفرنسية الشهيرة إيزابيل أوبير مع الممثل الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، وهو “A Traveller’s Needs” (“احتياجات المسافر”).

ترقب كبير في مهرجان برلين لمعرفة الفيلم الفائز بجائزة "الدب الذهبي"

هذا العمل الذي صُور بالفيديو، بإنتاج بسيط، يعرض قصة إيريس، وهي امرأة تخوض غمار تعليم اللغة الفرنسية في كوريا الجنوبية وتنغمس في شرب الكحول.

سينما إفريقية

كما توقف النقاد عند الفيلم الوثائقي “داهومي” للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب، الذي يروي استعادة بنين في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 لـ26 عملاً نهبتها القوات الاستعمارية الفرنسية عام 1892.

وتود المخرجة، التي حصلت على الجائزة الكبرى في مهرجان كان عام 2019 عن فيلم “أتلانتيك”، وهو أرفع مكافأة بعد السعفة الذهبية، أن يُشاهَد فيلمها “في أكبر عدد ممكن من البلدان الإفريقية”، “في المدارس والجامعات”.

ومن بين الأفلام الفرنسية المتنافسة فيلم “لامبير” (“L’Empire”) للمخرج برونو دومون، وهو قراءة جديدة غريبة لأفلام “حرب النجوم”، إضافة إلى فيلم “Hors du temps” (“خارج الزمن”) للمخرج أوليفييه أساياس، وهو من نوع السيرة الذاتية ويتتبع فترة حجر منزلي لمخرج وشقيقه خلال عزلتهما في منزلهما الريفي حيث كبرا.

يشتهر المهرجان الألماني بطابع سياسي أقوى من ذلك الذي يرتديه مهرجانا كان والبندقية، وهما المهرجانان السينمائيان الأوروبيان الرئيسيان الآخران، اللذان يقامان في أيار/مايو وأيلول/سبتمبر على التوالي. وتشمل جوائز “برليناله”، بالإضافة إلى الدب الذهبي، سبع مكافآت تحمل اسم “الدب الفضي”.

ويقدم المهرجان جائزتي أفضل أداء تمثيلي من دون تمييز بين الجنسين، وتحل المكافأتان محل جوائز أفضل ممثل أو أفضل ممثلة في سائر المهرجانات.

وافتُتح المهرجان، الذي استمر أحد عشر يوما، بالعرض العالمي الأول للفيلم الدرامي الأيرلندي “سمول ثينغز لايك ذيس” (“Small Things Like This”)، من بطولة كيليان مورفي، أحد المرشحين للفوز بجائزة الأوسكار هذا العام عن أدائه في فيلم “أوبنهايمر”.