أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (دايلي ميل)

استعادت جدة بريطانية ذاكرتها بالكامل بفضل علاج رائد، لتكون أول شخص ينجح معه هذا العلاج في أوروبا.
وكانت هذه السيدة، وهي أرملة تدعى مورين لانسدال (75 عاماً) قد عانت تلاشي الذاكرة قبل عامين، لدرجة أنها نسيت عنوان منزلها وحتى اسمي ابنها وابنتها .

جدة بريطانية تستعيد ذاكرتها بعد عامين من فقدانها

في بداية الأمر تم تشخيص حالة هذه المسنة، وهي أم لثلاث بنات وولد، وعندها تسعة أحفاد، بعته الشيخوخة، ولكن بعد ازدياد الألم في رأسها وتلف ذاكرتها راجعت طبيبها العام، والذي سارع بتحويلها إلى مستشفى الملكة إليزابيث في بيرمنجهام، والتي شخصت إصابتها بتشوه الأوعية الدموية في الدماغ، وهي حالة تحدث عندما لا يتصل وريد مع شريان بشكل صحيح، ولها عواقب وخيمة إن لم تعالج .

جدة بريطانية تستعيد ذاكرتها بعد عامين من فقدانها

وبناء على التشخيص الجديد، خضعت هذه المسنة لعملية جراحية استغرقت نحو 6 ساعات من خلال الأنف ساهمت في إزالة هذا التشوه .

وأوضح الأطباء أن أجراء هذه العملية بالطريقة التقليدية، كان يمكن أن يتسبب بإصابتها بالعمى .

جدة بريطانية تستعيد ذاكرتها بعد عامين من فقدانها

وقالت لانسدال بعد نجاح العملية إنها كانت تعاني منذ سنوات عدة صداعاً رهيباً كان يزداد فظاعة في بعض الأحيان، لدرجة أنها لم تكن تستطيع رفع رأسها عن الوسادة . وأضافت: "في الأوقات التي كنت أعتقد فيها أن رأسي يكاد ينفجر، كان الألم من الشدة، بحيث كان يؤثر في ذاكرتي، فنسيت من هو ابني، ثم ابنتي، وكنت أظن أنني أعاني مرضاً خطراُ" .

وأوضحت أن حالتها تردت في النهاية أثناء حفل عيد ميلاد، وقالت: "بدا صوت الموسيقى صاخباً، وعندما أبلغت ابني بذلك، ذهب لطلب تخفيض الصوت، وحين عاد، نسيت من يكون، وكل ما أذكره هو أنني قلت: "أعرف أنني في حفلة معك، وأعرف أن لك أختاً، ولكني لا أستطيع تذكر اسمها أيضاً" . وبعد ساعة زالت تلك الأعراض، لكنها أصبحت تتكرر فيما بعد .

وتستذكر السيدة لانسدال مرة ذهبت إلى بقالة قريبة من منزلها، لكنها عند عودتها فقدت القدرة على الطريق المؤدي إلى البيت .

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013 تم تشخيص إصابة السيدة لانسدال بتشوه الأوعية الدموية، وقرروا في البداية إجراء عملية جراحية تقليدية لإزالة التشوه، لكنهم عدلوا عن ذلك بعد أن اكتشفوا أن إجراء العملية بالطريقة التقليدية سيسبب لها العمى .

شاهد أيضا :مسنون يثبتون أن السعادة لا تعرف عمراً

وقالت لانسدال: "اقترح الأطباء أن يجربوا معي علاجاً رائداً يعني إجراء العملية من خلال أنفي للوصول إلى دماغي لقص الزوائد التي تسبب المشكلة، وقد بدت العملية مخيفة أول الأمر، ولكني لم أكن أستطيع العيش بالطريقة التي كنت أعيش بها، ولذلك وافقت" .

وقد تم تحويل السيدة لانسدال بعد ذلك إلى استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أليساندرو بالوزي، مبتكر هذه الطريقة، والتي يتم خلالها إزالة بعض أجزاء المخ عن طريق الأنف، وهو أول جراح يجري هذه العملية على المستوى الأوروبي . وبعد يوم من العملية التي أجريت في يوليو/تموز العام الماضي، كانت السيدة لانسدال تمشي على قدميها، وبعد بضعة أيام عادت إلى البيت . وقال الدكتور بالوزي: "إن عملية مروين غير الطبيعية بدأت من تجويف الأنف، ثم تمددت من خلال قاع الجمجمة وصولاً إلى الدماغ، وفكرت في اجرائها من الأنف، لأنه ممر أكثر أمناً من إجراء العملية من قمة الرأس والتدخل الجراحي عبر الدماغ العادي" .

وأكد الدكتور بالوزي أنها المرة الأولى التي تجرى فيها عملية من خلال الأنف في المملكة المتحدة وعلى مستوى أوروبا، وما جعل إجراؤها ممكناً هو توفر مناظير خاصة تبرعت بها مستشفى الملكة إليزابيث في بيرمنجهام .
وقد تم إجراء العملية نفسها لمريض ثان كان يعاني الحالة نفسها أيضاً في المستشفى نفسه .

ووصفت لانسدال هذه العملية بأنها "أروع شيء حصل لي في حياتي، وقد أتاحت لي فرصة ثانية كي أرى أولادي وأحفادي وهم يكبرون، وهي أغلى هدية يمكن أن يحصل عليها أي مخلوق" .