دبي ، الامارات  العربية المتحدة ، 14 ابريل 2014 ، البيان – 

تعد صهاريج عدن من أبرز المعالم التاريخية والسياحية ، يحرص الزوار المحليون والقادمون من الخارج عربا كانوا أو أجانب على مشاهداتها ، فهي دليل ماثل يحكي عمق الحضارة اليمنية القديمة والإبداع الهندسي فيها.

صهاريج عدن أوالطويلة تقع في مدينة كريتر بمديرية صيرة وتحديدا في واد يعرف بالطويلة ، على امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية للمدينة، التي تقع أسفل مصبات هضبة عدن ، وترتفع حوالي 800 قدم عن سطح البحر.

واختلفت المصادر التاريخية في تحديد الوقت الذي تم فيه بناء تلك الصهاريج ، ولم يجد الباحثون الأثريون أي سند أو نقوش أو دلالة تشير إلى تاريخ بنائها، والغالب أن بناءها مر بمراحل تاريخية متعددة كان أولها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد مملكة سبأ. وصهريج لفظة أخذت من اللغة الفارسية وتعني بالعربية حوض الماء.

وتعتبر صهاريج الطويلة مأثرة معمارية هندسية تبرهن على ما بلغه الإنسان اليمني القديم من رقي وتقدم في ابتكاره فيما يلبي احتياجاته في تلك العصور، ومثلما استطاع بناء السدود والمدرجات الزراعية الجبلية بنى كذلك الصهاريج كنظام مائي متطور يلبى احتياجات عصره، واستمرت حتى اليوم شاهداً حضارياً يستمد منه شعب اليمن في عصره الحديث دروساً وعبر.

وتأخذ هضبة البناء شكلاً شبه دائري حيث يقع المصب عند رأس وادي الطويلة، وتتصل الصهاريج بعضها ببعض في شكل سلسلة وقد شيدت في مضيق يبلغ طوله 750قدماً تقريباً، ويحيط بها جبل شمسان بشكل دائري باستثناء منفذ يؤدي ويتصل بمدينة كريتر.

خزانات في الصخور

وقد شيدت الصهاريج كخزانات ضخمة في صخور صلدة أسفل مضيق عميق يبلغ طوله 650 قدما بوادي الطويلة بمنطقة كريتر في عدن، وهي مترابطة في شكل سلسلة، ويحيط بها جبل شمسان الذي يشكل دائرة مغلقة إلا من منفذ وحيد يتصل بكريتر.

وصممت بحيث يمتلئ الصهريج الأول بمياه السيول المندفعة من أعلى، ثم ينساب الماء الفائض عبر قناة إلى الثاني ليمتلئ وبدوره ينساب منه الماء إلى الصهريج الذي يليه وهكذا.

وهناك أحواض تقع في طرفي المضيق تتلقى الماء القادم عبر ممرات وقنوات . وللمحافظة على نظافة الصهاريج والمياه بداخلها، بنيت سدود قصيرة في وسط المضايق الجبلية، لمنع الطين والحصى والعوالق من الانجراف مع المياه المندفعة من المنحدرات.

تكنولوجيا بارعة

يشرح الباحث اليمني عبد الله احمد محيرز في كتابه صهاريج عدن ، أن نظام الطويلة لم يكن مقتصرا على هدف تخزين المياه حتى تتوفر بشكل سلس للمستهلك ، مثلما تعمل بقية الصهاريج والخزانات الأخرى في عدن، بل كان نظاماً دينمائياً وتكنولوجياً بارعا يجعله وسيلة لتلقف الماء عبر جدران حاجزة، أما منحوتة بصخور أو مبنية بالحجارة والرمل “القضاض”،وتقوم بثلاث مهمات،هي تلقف الماء، وحجز الحجارة والطمي الساقط مع الشلالات، وتوجيه الماء عبر سلسلة من الجدران لتصريفه إلى حيث تكون الحاجة إليه.

وتؤكد الموسوعة اليمنية تلك المعلومة فتقول إن صهاريج الطويلة لها “هدف مختلف عن الصهاريج القديمة، فتلك خزانات متلاصقة، بينما الأخرى في الواقع مصارف جبلية لتلقي مياه الأمطار التي تسقط كشلالات على هضبة جبل شمسان، وتحولها إلى الصهاريج في داخل المدينة .