اخبار الآن | جبل موسى – لبنان (رويترز)

أطنان من مواد البناء يتم نقلها جوا لترميم موقع أثري بلا طريق داخل محمية جبل موسى الطبيعية في لبنان. وعلى مدى ثلاثة ايام نقلت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش 20 طنا من مواد البناء للموقع حيث تقلع من مكان في ميروبا قرب المحمية. ويضم موقع “البيوت” في المحمية ثلاثة بيوت وخزانا، كلها صامدة أمام اختبار الزمن.

وقالت جويل بركات عضو جمعية حماية جبل موسى، وهي منظمة غير حكومية، “وهدا تالت نهار عم ننقل المواد لموقع البيوت الأثرية اللي هو بقلب المحمية. وهدا موقع ما بيوصل له طريق. وهو مكون من 3 بيوت وخزان. وها الثلاث بيوت عمرهن بالقليلة بين 200 و300 سنة، وهن بيوت حجر بيمثلوا البناء التقليدي. وكل بيت بيمثل حقبة من تاريخ البناء بلبنان”.

ومن بين البيوت الثلاثة، يتألف اثنان منها من أقبية على طراز العقد تعلوها طبقة ثانية مع قناطر تُزّين الواجهة، أما البيت الثالث فهو من طبقة واحدة من الحجر الخام يعلوه سقف من طين. وفي ساحة البيوت توجد أشجار التوت التي تعود إلى حقبة صناعة الحرير من دود القز، التي شكلت نشاطً اقتصادياً مهماً لسكان الجبل. وهذه البيوت مهجورة منذ عام 1965.

ونفذ الجيش اللبناني العملية بمساعدة جمعية حماية جبل موسى، وهي منظمة أهلية تأسست في 2007 للمساعدة في الحفاظ على المحمية.وتعتبر المحمية الطبيعية، التي تقع على بعد ساعتين فقط من العاصمة بيروت المزدحمة، نقطة نادرة للتنوع البيولوجي.وفي عام 2009 أصبحت محمية جبل موسى والقرى المحيطة بها جزءا من شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي في محاولة لإنقاذ المنطقة التي تبلغ مساحتها 6500 هكتار.

وتؤوي المحمية، التي تقع على ارتفاع يتراوح بين 350 مترا في الحافة الغربية و 1700 متر على الحافة الشرقية، الكثير من الحيوانات والطيور والنباتات والأشجار النادرة، وفي عام 2009 تم تصنيف المحمية على أنها “منطقة مهمة للطيور والتنوع البيولوجي”، وبها أكثر من 83 نوعا من الطيور، منها سبعة أنواع مهددة إقليميا أو عالميا.

ومن الثدييات في المحمية الطبيعية، هناك 14 نوعا مهددة إقليميا أو تتناقص بشكل ملموس، وتجتهد جمعية حماية جبل موسى للحفاظ على المحمية على حالها في مواجهة الزحف العمراني وقطع الأشجار المستشري وصيد الطيور حول حوافها.

وقالت جويل بركات “بأفتكر أجمل شيء بلبنان، كل ما تسأل حدا بلبنان بيقول لك طبيعته وتاريخه. وها الشي بيتمثل بأشياء ع الارض، وما بقى فينا نكفي ندمر محلات. بدنا نحافظ بالقليلة، بالقليلة على كم محل بيمثلوا تاريخ لبنان ويمثلوا طبيعة لبنان الغنية. إذا بنمشي بقلب جبل موسى بنكتشف إنه فيه نباتات نادرة مش موجودة بالعالم إلا هونيك. بنكتشف إنه فيه مواقع أثرية عمروها جدودنا ومش بس جدودنا، حتى عم نلاقي آثارات من أيام الرومان ومن أيام الفينيقية حتى. كل هيدول موجودين بقلب جبل واحد، وهدا الشي بيمثل شوي جبل لبنان كله، وحتى كل لبنان”.. 

وأضاف حبيب ضاهر، وهو منسق زراعي في جمعية حماية جبل موسى “يعني الواحد، نحنا عايشين ببيئة نحن فيها ومنها ما فينا نعيش بلا ما نحافظ على البيئة اللي نحن عايشين فيه. بالأخر مضبوط يمكن عم نؤذي الشجر والغابات بس أكتر حدا عم يتأذى هو نحنا، لأنه البيئة باقية معنا وبلانا بس فينا يا نعيش فيها مبسوطين ومرتاحين أو نعمل مشاكل لحالنا”، وأردفت كريستال أبو شبكه مسؤولة الإعلام والسياحة البيئية في جمعية حماية جبل موسى “عندك هدا بعد هيدي البقعة الخضرا، إضافة أكيد إلى محميات تانية بلبنان. هيدول هن الأمل لنا وللأجيال اللي جاية، الحفاظ عليهن أساس، الحفاظ عليهن هو واجب”.

وتنظم الجمعية نزهات في المحمية وتشارك في مشروعات مع المجتمع المحلي لزيادة الوعي بأهميتها، وتأتي جهود الترميم الحالية في المحمية في إطار مشروع بتمويل من السفارة الأمريكية في لبنان.. 

اقرأ أيضا: 
المدينة الاشورية المفقودة.. إكتشاف أثري عظيم في دهوك