أخبار الآن | إسلام أباد – باكستان (شافعي معلم أحمد)

رجل إطفاء باكستاني تحول إلى معلم للأطفال الفقراء والأيتام في الساحات العامة في اسلام آباد فقد  تجرع طعم  اليتم  وفقدان  الرعاية  الا انه  حقق  كل ما  يتطلع  له  من خلال  استكمال دراسته  الجامعية   فقد  ووهب  جزءا من  وقته  ليكون  سفير  محبة  لجميع الاطفال  المحرومين  من التعليم فقرر فتح مدرسة  تضم  كل  الاطفال  ايمانا منه  باهمية  العلم .   

العلم  يرفع  بيوتا  لاعماد لها  والجهل  يهدم  بيوت  العز  والكرم  لعل العطاء لايعرف حدودا عند رجل  اطفاء   قد اشعل شمعة  انارت   درب  الكثير من الاطفال  والايتام  الذين  تقطعت  بهم  السبل  فراحوا  الى  ازقة  السرقة و التشرد  فما  كان  منه  الا  ان  جند وقته  وجهده وكثيرا  من الاخلاص  لانتشال  هؤلاء الاطفال من البؤس    

ولد في قرية بعيدة عن العاصمة الباكستانية اسلام آباد وينتمي إلى أسرة فقيرة، بعد وفاة أبيه وجد أمامه تحديات كبيرة لمزاولة دراسته، ورغم ذلك تخرج من الجامعة، وبدأ وظيفته الأولى كرجل إطفاء في إسلام آباد، لكنه عزم في  قرارة نفسه أن يساعد الأطفال الفقراء على التعليم خاصة في أوقات فراغه ومساعدتهم في تخطي الصعاب ، إنه محمد أيوب مؤسس “المدرسة المفتوحة” سميت بهذا الاسم لأن مقرها في ساحة عامة قرب البرلمان الباكستاني حيث يدرس فيها ٢٠٠ طالب وطالبة من الأطفال الفقراء ذوي الدخل المحدود .

  مؤسس المدرسه المفتوحة محمد أيوب يقول

عندما انتقلت للعيش  في العاصمة الباكستانية حصلت على أول وظيفة في فرق الإطفاء مهمتي كانت مساعدة المواطنين وإنقاذهم من الحرائق والحوادث الأخرى لكن بعد فترة من العمل في هذا المجال اكتشفت أن هذه الأنواع من الحوادث قد انخفضت وأصبح لدي كثير من الفراغ لأن أسرتي كانت تعيش خارج العاصمة فكنت أسأل نفسي ما الذي يمكن أن أفعله في أوقات فراغي كل يوم كنت أرى في الشارع أطفالا يرتدون الزي المدرسي الجميل ويذهبون إلى مدارسهم عبر الحافلات او يعودون منها إلى بيوتهم ولكن في الجانب الآخر من الشارع ترى أطفالا يظهر عليهم البؤس والتعب يغسلون السيارات وبعضهم منخرطون في أعمال السرقة والجرائم الأخرى ذات يوم سألت واحدا منهم لماذا لا يذهب إلى المدرسة بدل العمل في مسح السيارات ورد على قائلا إن والديه ماتوا قبل سنوات ولم يعد أمامه خيار سوى البحث عن لقمة عيشه سألته ما إذا كان يريد أن يتعلم في ساعات المساء ومواصلة عمله في باقي وقته سألني بفضول ومن يدفع الرسوم والأقلام والدفاتر وغيرها  قلت له أنا قال موافق اتفقت معه بالوقت والمكان وكان أقرب مكان مناسب لنا هي هذه الساحة العامة كان ذلك قبل ٣٦ عاما أمضيت ثلاثة عقود في هذه الساحةتخرج المئات من الطلبة والتحقوا بالجامعات المختلفة في الوطن واليوم يعملون في الشركات العملاقة والمكاتب الحكومية وبعضهم عادوا إلى نفس الساحة لتعليم الأجيال الأخرى معي عندما بدأت هذه المدرسة في الساحة المفتوحة عام ١٩٨٢ انهالت علي الشتائم والاتهامات لكن بعد ٣٠ عاما حصلت على وسام شرف من رئيس الوزراء الباكستاني وحصلت على عددا كبيرا من الجوائز من منظمات مختلفة

كم  ستبقى  هكذا تجربة  رائدة  راسخة  في نفوس  الاطفال  الذين  اصبحوا  مشاعل نور  كل في موقعه  

وتقول ماريا جميل وهي طالبه بالمدرسه 

أنا طالبة في الصف الخامس الابتدائي أكثر ما تعلمته هنا هو أن أنظر إلى مستقبلي وأن أركز على تعليمي أتمنى أن أكون طبيبة في المستقبل وأود أن أتفرغ لتعليم الأطفال وتحسين ظروفهم الصحية أشعر بأنني محظوظة حيث أن هذه المدرسة تبعد عن بيتي بضع دقائق ولا أحتاج إلى دفع تكاليف النقل كما أن المدرسة مجانية

 علق فرحات عباس معلم متطوع وطالب سابق في المدرسة قائلا

قبل إنضمامي للمدرسة المفتوحة كنت حطابا أجمع الحطب وأبيعه في السوق وذات يوم سمعت أن طلابا يدرسون في الساحة الخضراء قرب البرلمان جئت هنا ولقيت سيد أيوب وهكذا بدأت حياتي التعليمية تخرجت من الثانوية ومن الجامعة واليوم أعمل مع شركة صينية وأعمل كمدرس رياضيات ولغة إنجليزيه  أعتبر نفسي ناجحا بسبب مساعدة سيد أيوب لي. 

ورفاق الدرب  والمحبة  نحو  الانسانية  لاتفتر  همتهم  وهم  يمضون  في طريق  العلم  ومساعدة  الاطفال  نحو  حديقة  الامل  

 وأضاف ظافر إقبال شرطي ومعلم متطوع في المدرسة 

أنا وأيوب تربطنا صداقة منذ عام 1992 في أول لقاء جمعنا شعرت بشغفه وتمسكه الكبيربتعليم الأطفال مما ألهمني للانضمام معه حينها كنت شرطيا وأمر به قبل ساعات من الدوام لتدريس مادة او مادتين للأطفال الفقراء المجتمعين في هذه الساحة ومنذ ذلك الحين لا أزال أعلم الأطفال هنا

ونتعلم  كل يوم  ان  اجمل  صنيع  في الارض  ان  تكون  مخلصا  للانسانية  فهؤلاء الاطفال  اصبحوا  رسل  علم  ومحبة  لكل  من  يحتاجهم.

 

اقرأ أيضا:
ملالا يوسفزاي تصل إسلام آباد وتلتقي رئيس الوزراء الباكستاني

باكستانية تستخدم صورا وتصاميم جريئة للدفاع عن حقوق المرأة