ثورة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب

يتصاعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بقوة في مجالات الطب وخاصة في مساعدة الأطباء على اكتشاف وعلاج الأمراض المختلفة.

وابتكر عدد من العلماء في بريطانيا، تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي، قالوا إنها ستُحدث تحوّلاً في علاج تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ.

وأوضح الباحثون أنه يمكن تحويل علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ من خلال منصة برمجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأشار الباحثون إلى أن التقنية التي تُسمّى (PreSize) كانت أكثر دقة من جرّاحي الأعصاب ذوي الخبرة في وضع الدعامة داخل الشرايين لعلاج تمدّد الأوعية الدموية الدماغي، وفي شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

تمدّد الأوعية الدموية بالدماغ

وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ هو حالة تضعف فيها جدار شريان في الدماغ، مما يؤدي إلى انتفاخه مثل البالون.

ويحدث التمدد نقطة ضعيفة أو رقيقة على جدار الأوعية الدموية في الدماغ التي تمتلئ بالدم.

ويمكن أن يؤدي تمدد الأوعية الدموية إلى نزيف في الدماغ، وهو حالة طبية طارئة يمكن أن تسبب تلفًا دائمًا بالدماغ أو الموت.

العلاج بالدعامة

والعلاج بالدعامة هو إجراء جراحي، تحت التخدير العام، يتم فيه إدخال دعامة في تمدد الأوعية الدموية لمنع تمزقه.

والدعامة عبارة عن أنبوب شبكي يتم فتحه لتحويل تدفق الدم، وتجنب الضغط الإضافي الذي قد يتسبب في تمزق تمدد الأوعية الدموية.

وتتكون الدعامة من شبكة معدنية صغيرة يتم تثبيتها في مكانها بواسطة دعامات، وتساعد الدعامة على دعم جدار الشريان وتمنعه من الانتفاخ مرة أخرى.

وإجمالا يعتبر العلاج بالدعامة إجراء جراحي فعال وآمن لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.

ويوفر العلاج بالدعامة عددًا من الفوائد، بما في ذلك فعاليته العالية في منع تمزق تمدد الأوعية الدموية، وكونه إجراء أقل توغلاً من الجراحة التقليدية، ووقت شفاء أقصر.

تقنية PreSize

وأوضحت الدكتورة كاترينا سبرينغر، مؤسسة شركة “أكسفورد هارت بيت”، التي تقف وراء تقنية (PreSize) أن الدعامات تُوضع عادة باستخدام قسطرة في الفخذ، ويجري استخدام الأشعة السينية للتأكد من إيصالها للمكان الصحيح، لكن هناك مضاعفات محتملة نتيجة هذه العملية، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الدعامة صغيرة الحجم، فيمكن أن تنفصل عن الأوعية الدموية، وتبدأ في التحرك حول الدورة الدموية في الجسم، وهو ما يمثّل مشكلة كبيرة، وإذا كانت كبيرة جداً فيمكن أن تمزّق الأوعية الدموية.

وأضافت سبرينغر أن تقنية (PreSize) توفّر صورة دقيقة لدماغ المريض، بل وتصنع نسخة رقمية مماثلة له، وتجرّب وضع الدعامة في هذه النسخة مع التنبؤ بالآثار الناتجة عن العملية بصورة دقيقة، قبل تطبيق الإجراء على أرض الواقع.

وأشار الفريق إلى أنه يمكن استخدام التقنية في غرفة العمليات، لتجربة دعامات مختلفة، وتحديد أي منها سيعمل بصورة أفضل، مؤكدين أن جزءاً من المليمتر في حجم الدعامة قد يُحدث فرقاً في فشل العملية الجراحية أو نجاحها.

وقد تم استخدام تقنية (PreSize) حتى الآن في العمليات التي شملت 375 مريضاً، في 7 مستشفيات في إنجلترا واسكتلندا وألمانيا وفنلندا وأوكرانيا.

وأكد الباحثون أنها كانت أكثر دقة في التنبؤ بمكان “هبوط” الدعامة في الدماغ من جرّاحي الأعصاب ذوي الخبرة؛ إذ بلغت دقتها 95%، في حين بلغت دقة الأطباء 81%.

إلا إن الفريق أكّد الحاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أي نشر محتمل للتقنية على نطاق أوسع.

ونوه سبرينغر إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في الرعاية الصحية، ولكن قبل أن نتبناه، يجب علينا اختبار الأنظمة الجديدة بدقة.