البشر البدائيون انقرضوا منذ نحو 40 ألف عام، بعد أن هاجرت موجة من البشر المعاصرين من إفريقيا قبل ذلك بنحو 20 ألف عام

29/12/2019 · 07:11

(Photo by Prisma/UIG/Getty Images)

أخبار الآن | هولندا – theguardian

كثيرون هم الذين يؤمنون بالحظ، فمنهم من يواجهون الجيّد منه، ومنهم من يكون حظّهم سيئاً. وعلمياً، فإن الأمر هذا ارتبط بـ”البشر البدائيين”، حيث كشفت دراسة جديدة أنّ “هؤلاء انقرضوا منذ نحو 40 ألف عام بسبب سوء الحظ ، وذلك لأنهم كانوا في المكان والزمان الخطأ”.

وأوضحت الدراسة أنّ “البشر المعاصرين، الهومو العاقل، لا علاقة لهم بهذا الانقراض”، مشيرة إلى أنّ “نسبة زواج الأقارب والتقلبات في معدلات المواليد والوفيات ونسب الجنس، كانت كافية لقيادة البشر البدائيين إلى نهايتهم”.

وقال الباحثون من جامعة إيندهوفين للتكنولوجيا في هولندا أنّ “البشر البدائيين انقرضوا منذ نحو 40 ألف عام، بعد أن هاجرت موجة من البشر المعاصرين من إفريقيا قبل ذلك بنحو 20 ألف عام، وظل السبب وراء موت البشر البدائيين غير واضح”.

ولفت العلماء إلى أنه “كان هناك اعتقاد أنّ عدد سكان النياندرتال أو الانسان البدائي كان صغيراً للغاية في الوقت الذي وصل فيه البشر المعاصرون من إفريقيا إلى أوروبا والشرق الأدنى”، مشيرين إلى أن “هذا الأمر دفع الباحثين للاعتقاد بأن البشر المعاصرين فازوا في المنافسة على الموارد، ما أدى إلى زوال البشر البدائيين”. إلا أن نظريات أخرى توقفت عند هذه المسألة، ولفتت إلى أنّ “الضغط البيئي لتغير المناخ أو حتى الأوبئة كانت سبباً في انقراض الإنسان البدائي”.

وفي إطار البحث، أجرى الباحثون نماذج لتعداد السكان لأكثر من 10 آلاف عام، مع الأخذ في الاعتبار 3 عوامل مميزة وهي: زواج الأقارب (الذي أضر بلياقة السكان)، عامل معروف يسمى بتأثيرات Allee (والتي تحدث عندما يكون حجم السكان الصغير له تأثير سلبي على القدرة الإنجابية للأفراد)، والتقلبات الطبيعية في معدلات المواليد والوفيات ونسب الجنس.

وأظهرت النماذج أنه “من غير المرجح أن يكون موت الإنسان البدائي بسبب زواج الأقارب وحده، لكن اقترانه بتأثيرات Allee والتغييرات الطبيعية الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى الانقراض”. ووفقاً للباحثين، فإنّ “انتقال الهومو جعل البشر البدائيين معزولين، وتركهم أكثر عرضة للموت بسبب العوامل الطبيعية التي لا علاقة لها بالمنافسة أو التفوق العددي، وإنما بندرة الموائل، بالإضافة إلى زواج الأقارب الذي نتج عنه انخفاض معدلات المواليد. ومع كل ذلك، فإنّ هذه العوامل مجتمعة دفعت النياندرتال إلى نقطة اللاعودة وأدت إلى زوالهم”.