أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (أسوشييتد بريس)

في شهر فبراير من العام الماضي، ظهر أعضاء فريق البيسبول الأمريكي الشهير باسم “ناشيونالز” وهم يستخدمون طائرة من دون طيار رباعية المراوح لالتقاط صور إعلانية لهم، حيث أحاطت إدارة الطيران الاتحادي الأمريكية FAA بالقضية، ليصرّح أحد أعضاء الفريق لأسوشييتد بريس قائلاً: “لا، لم نحصل على ترخيص لها، ولكننا لا نحصل أيضاً على ترخيص لكرات البيسبول التي نلعب بها، مع أنها تحلق إلى ارتفاعات أعلى مما يفعله هذا الشيء”. ما يلخص بشكل جيد ودقيق المعضلة التي تعاني منها FAA مع تنظيم عمل الطائرات من دون طيار على نحو واسع.

ثنائي الطائرات بدون طيار والرياضة

يبدو أن استخدام الطائرات بدون طيار لتصوير الأحداث الرياضية (صور فوتوغرافية وفيديو) هو أحد أكثر التطبيقات الطبيعية لها. فالرياضات هي بطبيعتها نشاطات بصرية، واستخدام طائرات من دون طيار لالتقاط زوايا جديدة لكل شيء من مباريات كرة القدم، إلى سباقات 100م للسرعة، إلى سباقات التزلج اللوحي على الجليد، يعتبر امتداداً منطقياً لهذه التقانة.

وقد كانت الطائرات حاضرةً بالفعل في الألعاب الأولمبية، وقريباً، ستكون في ملاعب كرة القدم. حيث جرى استخدام الطائرات بدون طيار لتصوير أحداث التزلج على الثلج في الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي. إلا أن استخدام مركبات جوية من دون طيار للتصوير الرياضي أبعد ما يكون عن كونها مجرد وسيلة إبهار عابرة. وعلينا أن نتوقع المزيد والمزيد من الأحداث الرياضية التي سيتم تصويرها بواسطة طائرات من دون طيار.

لم يشترك “ريمو ماسينا” في تصوير الألعاب الاولمبية، لكنه كان على اطلاع تام ببراعة الطائرة من دون طيار بالنسبة لتصوير الرياضات الشتوية؛ وكان قد استخدمها في تصوير المتزلجين لأغراض إعلانية.

وفي تصريح له لأسوشيتد بريس قال أن الطائرة بدون طيار تتميّز بالهدوء وبأنها أقل تكلفة مقارنة بالطائرات المروحية مع طيار، بالرغم من أن كلفتها قد تصل حتى 40000 دولار أمريكي، وبأنها تسمح لصانع الأفلام بالاقتراب أكثر من مادته المصورة.

كما أن الطائرات بدون طيار أكثر مرونة من أنظمة الكاميرات السلكية، التي تواجدت بالفعل في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية. في حين أن البث المباشر صعب التنفيذ، فهو يتطلب جهاز إرسال إضافياً، ما يعني وزناً إضافياً على الطائرة، إلا أن “ماسينا” يقول إنه حلق مع أجهزة كهذه بسرعة تزيد عن 40 ميلاً في الساعة أثناء البث التلفزيوني المباشر عالي الجودة.

ويقول ماسينا إن الطائرات من دون طيار هي بلا شك مستقبل البث الرياضي. الشركة البريطانية “هيليبوف” التي تقدم طائرات من دون طيار مع إمكانية تثبيت الكاميرات المتوفرة عليها، تمتلك بعض الأمثلة الرائعة التي تثبت مدى جودة الافلام الناتجة.
وتقوم إحدى الشركات اليوم بالعمل على نموذج طائرات من دون طيار يلاحق اللاعب الرياضي آلياً من على بعد بضع أقدام، وهي مثالية على حد قولهم من أجل التزلج على المنحدرات. كما تسجل هذه الطائرات حضورها في أحداث أصغر حجماً من الألعاب الأولمبية.

لا شك أن الطائرات من دون طيار تتجه لتصبح المشهد الأكثر شيوعاً في سمائنا، وقد ذكرت FAA الأمريكية في تقرير لها أنه قد يكون هناك أكثر من 7,500 طائرة في مجال العمل التجاري في غضون 5 سنوات. وقد بدأت العديد من الصناعات تلحظ الإمكانات المرتقبة، وفي عالم الرياضة، يقول الجميع، من المدربين إلى منظمي الأحداث، إن الطائرات بدون طيار ستكون أداةً قيمة جداً.

التطور لا يلغي القيود

المشكلة في عدم وجود البيئة الناظمة، ففي كثير من الدول، لا تزال القوانين الناظمة لعمل الطائرات من دون طيار متأخرة زمنياً، وقد تكون غامضة بالنسبة للشركات الناقلة من النواحي القانونية. وبالتالي هنالك مخاوف بشأن الحوادث، إلا أنه مع انخفاض المخاطر وارتفاع المكاسب المحتملة، قد يصبح التصوير الرياضي أحد الاستخدامات الاولى التي تكون فيها الطائرات من دون طيار هي الاتجاه السائد.

فانخفاض الأسعار وأنظمة التشغيل الجديدة، يجعل هذه الطائرات متاحةً للعموم، إلا أن الخبراء يقولون إنه لا تزال هنالك بعض التحديات التي تنتظرنا. فكيف يمكن لأصحاب الحقوق ومنظمي الأحداث الاستفادة من هذه التقانة؟ هل هذه التقانة آمنة بما يكفي لاستخدامها؟ هنالك أسئلة كثيرة في الوقت الراهن تنتظر الإجابة، إلا أننا ربما نبصر مستقبل تغطية الأحداث باستخدام الكاميرا.