كيميا علي زاده.. صرخة مدوية في وجه الاضطهاد

كانت الإيرانية كيميا علي زاده، بطلة التايكواندو، محط الأنظار في منافسات دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 يوم الأحد، بعد أن تأهلت للدور نصف النهائي في منافسات وزن 57 كيلوغرام سيدات.

وقدمت اللاعبة أداءً رائعًا في جميع النزالات التي خاضتها، وكان من المفارقات أن وضعتها القرعة في مواجهة الإيرانية ناهد كياني شانده، والتي يدربها مدرب كيميا السابق.

وحسمت كيميا المباراة لصالحها على حساب مواطنتها السابقة في مشهد درامي افتتحت به مشاركتها في دورة طوكيو 2020، لتستكمل المنعطفات الدرامية التي ميّزت مسيرتها.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا تواجه بطلة إيران. المصدر: AFP

كيميا علي زاده غادرت إيران إعتراضًا على الممارسات القمعية

وكانت كيميا علي زاده قد وجّهت صفعة قوية للنظام الإيراني في شهر يناير من عام 2020، حيث أعلنت مغادرتها للبلاد متجهة إلى أوروبا، وذلك إعتراضًا على سياسات النظام الإيراني وممارساته القمعية ضد المرأة.

وأعلنت كيميا حينها أنها  غادرت بلادها بشكل دائم  لأنها لم تعد قادرة على تحمل نفاق نظام يستخدم الرياضيين لأهداف سياسية، ويقوم بإذلالهم، بحسب منشور لها عبر حسابها الرسمي على موقع إنستغرام.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا أثناء أولمبياد ريو. المصدر: Getty

وكتبت البطلة الأولمبية في بيانها: ”أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران، لقد ارتديت كل شيء طلبوا مني أن أرتديه، لقد كررت كل ما طلبوا مني أن أقوله، وأكدوا أن ميدالياتي كانت بفضل إلتزامي بتعليماتهم، لا أحد منا يهمهم أمره“.

وأضافت أنه برغم أن الحكومة تستغل نجاحها الرياضي سياسيًا، فإن المسؤولين كانوا يوجهون لها إهانات بتعليقاتهم، مثل قولهم أنهليس من الحشمة بالنسبة للمرأة أن تمد ساقيها، في إشارة إلى أسلوب لعبة التايكوندو التي تمارسها.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا أثناء مواجهة بطلة بريطانيا. المصدر: رويترز

وانهالت انتقادات اللاعبة على النظام الإيراني، وهاجمتالنفاق والكذب والظلمالمنتشر داخل النظام السياسي في إيران، مؤكدة أنها لا تريد شيئًا في العالم سوى ممارسة التايكواندو والأمن وحياة سعيدة.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا لفتت الأنظار في طوكيو. المصدر: رويترز

وجاء فرار اللاعبة من إيران قبل الموعد المحدد لأولمبياد طوكيو وذلك قبل تأجيلها لمدة عام بسبب جائحة كورونا، وهو ما وضعها في حيرة حينها حيث كانت تأمل في المشاركة في المسابقة الدولية وتكرار إنجارها في دورة ريو 2016.

وتعد كيميا الإيرانية الوحيدة الحاصلة على ميدالية في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، ولك قبل أن تعلن مغادرتها البلاد وترفض اللعب تحت العلم الإيراني مرة أخرى.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا أثناء مواجهة بطلة الصين. المصدر: رويترز

كيميا علي زاده انضمت لفريق اللاجئين

ونجحت اللاعبة في الانضمام لفريق اللاجئين الذي يشارك تحت علم اللجنة الأولمبية الدولية منذ دورة ريو 2016.

وضم فريق اللاجئين الأولمبي 10 متسابقين في 3 رياضات في ظهوره الأول بالألعاب الأولمبية في ريو 2016، وفي طوكيو 2020 يضم فريق اللاجئين 29 متسابقًا في 12 رياضة مختلفة.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا أثناء مشاركتها في منافسات طوكيو. المصدر: Getty

وكادت كيميا أن تحقق الميدالية الأولمبية الأولى في تاريخ فريق اللاجئين بعد أن تأهلت للدور نصف النهائي صباح الأحد، ولكنها خسرت أمام تاتيانا مينينا لاعب اللجنة الأولمبية الروسية.

وفي مشوارها إلى نصف النهائي، فجّرت كيميا مفاجأة مدوية بإقصاء البريطانية جيد جونز صاحبة الميدالية الذهبية في دورتي لندن 2012 وريو 2016 من ثمن النهائي.

وفي ربع النهائي، واصلت عروضها الرائعة وتفوقت على الصينية تشو ليغون في مفاجأة جديدة لتقترب من تحقيق الميدالية الأولمبية.

كيميا علي زاده.. قصة إيرانية من ألم الاضطهاد لنصف نهائي الأولمبياد

كيميا قدمت أداءً لافتًا في طوكيو. المصدر: رويترز

ولكن خسرت في نصف النهائي أمام تاتيانا مينينا لاعب اللجنة الأولمبية الروسية، ثم خسرت أمام التركية هاتيجه كوبرا إيلغون في مباراة الميدالية البرونزية.

وعلى الرغم من خسارتها للميدالية الأولمبية، إلا أن كيميا علي زاده تركت تأثيرًا قويًا في نفوس المتابعين لإصرارها على مواصلة مسيرتها الرياضية، وتمسكها بالكفاح من أجل المساواة وحصول المرأة الإيرانية على حقوقها المسلوبة من جانب النظام الذي يحكم البلاد.