أخبار الآن | موسكو – روسيا (محمود طه)

تتجه أنظار العالم إلى ملعب كازان آرينا مساء اليوم لمتابعة القمة المرتقبة بين البرازيل وبلجيكا في إطار منافسات الدور ربع النهائي من مونديال روسيا ٢٠١٨.

مباراة من المتوفع لها أن تكون حافلة بالإثارة والندية بتواجد كوكبة من نجوم اللعبة على أرض الملعب، لتمتد أحداث المونديال ”الهيتشكوكية“ في أدواره الحاسمة.

المنتخب البلجيكي يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد عودته التاريخية أمام اليابان وتحويل تأخره بهدفين إلى فوز بثلاثة أهداف، مباراة دقت أجراس الخطر في المعسكر الأحمر حيث كانت هي المرة الأولى التي يُقدم فيها الفريق هذا الأداء المهزوز.

وبالعودة إلى نتائج الجيل البلجيكي الحالي في المواعيد الكبرى نجد أن الدور ربع النهائي يمثل خط النهاية الدائم، حدث ذلك في مونديال ٢٠١٤ أمام الأرجنتين، وتكرر الأمر في يورو ٢٠١٦ أمام المنتخب الويلزي.

ويُرجع البعض ذلك إلى قلة الثقة وضعف الشخصية والخوف الزائد والتوتر، وهي المشاكل المزمنة التي يعاني منها هذا الجيل البلجيكي الذي كان من المتوقع له أن يكتسح العالم منذ نبوغه وتألق عناصره في الأندية الأوروبية المختلفة.

دي بروين.. الداء والدواء

عند إعلان قائمة المنتخب البلجيكي المشاركة في المونديال، حدثت بلبلة كبرى بسبب خلو القائمة من اسم رادجا ناينغولان لاعب وسط روما الايطالي، وبرر المدرب روبيرتو مارتينز ذلك بعدم ملائمة اللاعب لطريقة لعبه مع كامل احترامه وتقديره لموهبته ومجهوه الوافر.

ومع ظهور المنتخب البلجيكي في المونديال ساد الاعتقاد بسيره على خطى ثابتة على درب المنافسة على اللقب خاصة بعد أن حصد العلامة الكاملة من النقاط في مجموعته، ولكن جاءت مباراة اليابات لتكشف عورات الفريق التكتيكية والذهنية.

أكثر ما لفت الانتباه هو عدم استفادة الفريق من مجهودات كيفن دي بروين، آحد أفضل صانعي الألعاب في العالم في الوقت الحالي، اللاعب المتوج بلقب البريميرليغ نجح في صناعة ٢٠ هدف بقميص فريقه مانشستر سيتي في جميع المسابقات، إضافة إلى إحراز ١٢ آخرين.

ولكن بقميص الشياطين الحمر، فقد صنع دي بروين هدفاً واحداً خلال المونديال، ويرجع ذلك بسبب تحجيم مردوده الهجومي في ظل الرسم التكتيكي ٣-٤-٢-١، فاللاعب مطالب بالعديد من الأدوار الدفاعية في مركز محور الإرتكاز بجوار آكسيل فيتسل، وهو ما يعيقه عن التحرك بحرية في الثلث الأخير من الملعب، وظهر ذلك بشدة في مواجهة اليابان.

المدرب مارتينيز يعتمد على ثلاثي الدفاع كومباني وألديرفيريلد وفيرتونخين، مع تواجد توماس مونيير وكاراسكو على الرواقين الأيمن والأيسر، والاعتماد على المثلث الأمامي ميرتينز وهازارد ولوكاكو، وتحميل العبء الدفاعي في وسط للثنائي دي بروين وفيتسل.

ومن أجل إيجاد المعادلة الأفضل في مواجهة التركيبة البرازيلية المتكاملة في مواجهة الليلة، قد يكون الحل الأمثل هو الدفع بلاعب مانشستر يونايتد الانكليزي مروان فيللايني في محور الوسط، والإبقاء على ميرتينز على دكة البدلاء، وتوفير المساحة الإبداعية على الرواق الأيمن الهجومي لكيفن دي بروين، لإستغلال المساحة الخالية التي سيخلفها تقدم الثنائي نيمار وكوتينيو الدائم، والتي لن تجد من يشغلها في غياب لاعب الوسط كاسيميرو، وهو ما سيمثل الفرصة الذهبية لصانع الألعاب البلجيكي في استغلال سرعاته وإرسال التمريرات القطرية القاتلة من جانبه وجانب هازارد على الرواق الآخر لتمويل لوكاكو.

استخدام دي بروين كورقة ضغط على الجانب البرازيلي الأيسر من جهة، وتوفير رئة جديدة للجانب البلجيكي بقدرات دفاعية أفضل في وسط الملعب عن طريق فيللايني من جهة أخرى، قد يكون هو الحل الأمثل لكسب معركة الوسط وابتكار الحل الهجومي بحجر واحد، ولكن سيتحدد ذلك طبقا للمرونة التكتيكية لدى مارتينيز، الذي قد يُفضل أن يُبقى الأمر على ما هو عليه.

تغييرات من تلك النوعية قد تحدد مصير معارك مونديالية بقيمة مباراة الليلة، وهو ما يؤكده تاريخ كأس العالم مراراً وتكراراً كل ٤ سنوات.

اقرأ ايضا:

صحيفة آس تؤكد انتقال “رونالدو” إلى يوفنتوس الإيطالي

كأس العالم: الأوروغواي تلاقي فرنسا والبرازيل تواجه بلجيكا