دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم إلى إعلان “حال الطوارئ المناخية”، مع افتتاحه (السبت)، قمة افتراضية هادفة إلى إنعاش جهود مكافحة الاحترار المناخي، بعد خمس سنوات على اتفاق باريس.

وأعلن غوتيريش “أدعو اليوم المسؤولين في العالم إلى إعلان حال طوارئ مناخية في بلدانهم حتى يتمكنوا من تحقيق حياد الكربون”، مشيراً إلى أن “هناك حاجة منذ الآن إلى جهود مكثفة من أجل خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% مقارنة بمستويات عام 2010، بحلول العام 2030”.

جاء ذلك في كلمة لغوتيريش خلال افتتاح مؤتمر قمة “الطموح بشأن المناخ” التي تستضيفها الأمم المتحدة افتراضياً بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا، في الذكرى السنوية الخامسة لاتفاق باريس للمناخ.

ويشارك في القمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وعدد من رؤساء الدول الأعضاء بالأمم المتحدة،

وحياد الكربون، يتحقق بالمساواة بين ما يضاف إلى الغلاف الجوي من الكربون الناتج عن استخدام الطاقة، وما يتم استهلاكه من الكربون كعمليات التركيب الضوئي لدى النبات، بهدف عدم زيادة كمية الكربون في الغلاف الجوي.

وقال غوتيريش: “بعد مرور 5 سنوات على عقد مؤتمر باريس للمناخ، ما زال العالم لا يسير في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “الالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاق باريس لم يتم الوفاء بها، حيث بلغت مستويات ثاني أكسيد الكربون نسبا قياسية، وارتفعت حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية”.

واتفاق باريس للمناخ، هو أول اتفاق دولي شامل للحد من انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة، وجرى التوصل إليه في 12 كانون أول (ديسمبر) 2015، بالعاصمة الفرنسية، بعد مفاوضات بين ممثلي 195 دولة.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 4 تشرين أول (نوفمبر) 2016، بعد أن وافقت عليه كل الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما (2009 – 2017) قبل أن تعلن الإدارة الأمريكية الحالية للرئيس دونالد ترامب انسحابها منه في 5 آب (أغسطس) 2017.

وحذر غوتيريش، من “ارتفاع كارثي في درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات هذا القرن، حال استمر العالم بهذا المسار تجاه المناخ”، وقال: “حتى الآن، ينفق أعضاء مجموعة العشرين 50 في المائة من حزم التحفيز والإنقاذ الخاصة بهم على القطاعات المرتبطة بإنتاج الوقود الأحفوري واستهلاكه، مقارنةً بالطاقة منخفضة الكربون وهذا الأمر غير مقبول”.

وأكد غوتيريش، أن “العالم بحاجة إلى إجراء تخفيضات ذات مغزى الآن لتقليل الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، كما تحتاج كل دولة ومدينة إلى تبني خطط للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، والبدء في تنفيذها الآن”.

وطالب أمين عام الأمم المتحدة، بضرورة “إنهاء دعم الوقود الأحفوري ووقف بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ودمج هدف حياد الكربون في جميع السياسات والقرارات الاقتصادية والمالية، وأن تفي الدول المتقدمة بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية بحلول نهاية هذا العام”.