هل يشكل تواجد قادة حماس في لبنان عبئًا على لبنان؟

لم يرق مستوى ردّ حزب الله على الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى مستوى انتظارات قادة حماس.

كما أن اغتيال صالح العاروري القيادي في حماس، مر حتى الآن دون رد، ما فتح باب التساؤلات حول التهديدات التي لطالما أطلقها حزب الله ضد إسرائيل حال قصفت الضاحية الجنوبية.

والعاروري الذي كان يعيش في بيروت هو أول قيادي سياسي كبير في حماس يُغتال خارج الأراضي الفلسطينية منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا من الجو والبر والبحر على قطاع غزة على أثر هجوم حماس المباغت على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

يرى محللون أن حزب الله حافظ على قواعد الاشتباك مع إسرائيل في رده الخجول الذي يصفه محللون برفع العتب.

حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن ناقشت هذه التفاصيل، وما يمكن أن يحصل في المنطقة مستقبلاً، في ظل التطورات التي حصلت مؤخراً على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.

بعد رده الخجول ضد استهداف إسرائيل معقله.. هل يضحي حزب الله بقادة حماس؟

حول ذلك قال رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة: “حتى الآن خسر حزب الله حوالي 150 شخصاً من الناشطين في حزب الله ولم يبادر لبدء عملية عسكرية لأنه يدرك أن إيران غير موافقة”.

وأضاف السنيورة أن “حزب الله لا يتحمل أن هناك الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تعارض أي انجراف للبنان أو أي تصرف غير رصين من حزب الله يؤدي إلى توسع نطاق الحرب وبالتالي أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية على لبنان وهذا أمر لا يستطيع لبنان أن يتحمله”.

ولفت إلى أن “حزب الله في هذه الآونة يضبط نفسه ولا ينساق بنتيجة التصريحات السابقة التي أطلقها حسن نصرالله بالتهديدات لإسرائيل”.

وأضاف: “دائماً أتخوف من انزلاقات لا ندري ماذا يمكن أن تؤدي وهذا أمر طبيعي”. وأردف القول: “المطلوب من حزب الله أن يضبط نفسه ويعطي إشارات عن رغبته في تهدئة الأمور”.

وأوضح أن “إسرائيل ما زالت تقوم بالمناوشات وتتخطى قواعد الاشتباك”.

بدوره قال الباحث والكاتب السياسي الدكتور ميشال الشّمّاعي “لا أستبعد أن يكون حزب الله ضحى بالعاروري كي لا ينجر إلى الحرب مع إسرائيل في لبنان”.

وأضاف: “بيئة حزب الله لم تعد البيئة الحاضنة له كما في عام 2006”.

وواصل القول: “استمعنا منذ ثورة 17 أكتوبر من البيئة التي كانت تعتبر بيئة حاضنة أصواتاً منتقدة قبل أن تعتذر”.

بعد رده الخجول ضد استهداف إسرائيل معقله.. هل يضحي حزب الله بقادة حماس؟

وأكد أن “قادة حماس في لبنان هم عبء لأنهم دخلوا إلى الدولة اللبنانية عنوة”.

وتابع القول: “قادة حماس يهددون الأمن العام للدولة اللبنانية بتأسيسهم خلايا مسلحة تعمل رغماً عن الدولة اللبنانية”.

وشدد على أن “إيران تستخدم حزب الله لتحقيق المكاسب الدبلوماسية لمشروعها النووي والتوسعي والتشيعي في المنطقة”.

نهاية العام الماضي قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش وجه سلسلة ضربات مكثفة لأهداف تابعة لحزب الله في لبنان، مما أثر على وجود الجماعة قرب الحدود.

وأضاف المتحدث دانيال هاغاري في بيان تلفزيوني “نواصل الضربات المكثفة على مواقع حزب الله قرب الحدود الشمالية. لم تعد تبدو مثلما كانت في السادس من أكتوبر ولن تعود”.

وأوضح هاغاري أن أهداف الضربات الجوية والمدفعية الأخيرة شملت منصات إطلاق ومجمعات عسكرية وفرقا تابعة لحزب الله، حسبما نقلت “رويترز”.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيروت من أنها ستتحول “إلى غزة” إذا بدأ حزب الله حربا شاملة.