كوب 28.. نسخة استثنائية على مستوى القرارات

تعتبر النسخة الحالية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 28 المنعقد في دبي استثنائية على مستوى الحضور والتمثيل العالمي والقرارات التي تم الاتفاق على تنفيذها.

وافتُتح المؤتمر بزخم كبير عندما تبنى قراراً منتظراً وهو تشغيل صندوق “الخسائر والأضرار” للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب تزامنًا مع المفاوضات بشأن الوقود الأحفوري.

وبدأت أعمال المؤتمر الدولي رسميًا تزامنًا مع توقع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أن يكون العام 2023 أكثر السنوات حرًا على الإطلاق.

وفي حلقة ستديو أخبار الآن استضفنا الناشط البيئي ورئيس منظمة المساحة الخضراء وعضو الوفد الشبابي العراقي في كوب 28 حيدر الجوهر، ومها عون الناشطة الشبابية اليمنية
ورئيسة مؤسسة كيان للسلام والتنمية

وحول مشاركته في المؤتمر يقول الجوهر: “مشاركتنا كوفد وشباب عراقي محورية ومهمة هذه السنة باعتبارها انطلاقة لغرس بذره وحصد ثمارها مستقبلاً”

وتابع: “نرى الأمل من خلال مشاركتنا في كوب 28 في الإمارات، حيث هناك مشاركة فعالة للشباب العراقي وجناح خاص، وكما نقول خطوة بخطوة سنواصل المشوار الطويل”

واستطرد: “العراق عانى كثيراً لكن بجهود شبابه والتعاون مع الحكومة والأمم المتحدة وشركاء التمنية والشباب التطوعي ومن يحب العراق سنتمكن من أن نخطو نحو الأمام”.

وأضاف: “ركز العراق على استراتيجية واضحة خلال المفاوضات وكذلك من خلال إشراك الشباب بشكل كبير، ومشاركتنا في بقية الأجنحة”.

كوب 28.. مستقبل الكوكب رهن بالتحوّل نحو الأفعال

وحول مستقبل الوقود الأحفوري يقول الجوهر: “من غير المنطقي التخلي عن الوقود الأحفوري بصورة كاملة خصوصاً بالنسبة للدول النفطية والتي يعتمد اقتصادها على النفط، وهذا الطرح يعتبر غير واقعي”.

وقال الجوهر: “بسبب مشاركتنا التطوعية والشبابية، نتكلم عن منظمة المساحة الخضراء، وعن الحملة التي أقيمت بالتعاون مع عدة جهات حكومية والأمم المتحدة، والتي أصبحت شبكة في حملة مستقبل أخضر لزراعة الاشجار، ونجحنا في زراعة الكثير من الأشجار”.

وتابع: “لكن واقعياً هذا لا يلبي الطموح، في النهاية ما نقوم به خطوات مترابطة وهي ابتدائية تترابط من خلال اتخاذ سياسة كاملة من خلال التوصيات التي ترفع والمشاركات والالتزامات، ونحن نرى من خلال هذا بصيص أمل لأن تكون هذه الخطوات استراتيجية متكاملة طويلة الأمد وهذا يحتاج إلى جدية أكبر من جميع الجهات”.

من جهتها قالت عون: ” مفاهيم التغير المناخي جديدة على اليمن بشكل عام، وللأمانة الحكومة اليمنية لاتعطي أولوية لموضوع التغيرات المناخية بسبب الوضع السياسي، لكن اليمن تعتبر من الدول المتأثرة بشكل مباشر وغير مباشر بالتغير المناخي، الذي يؤثر على جميع أقراد المجتمع”.

كوب 28.. مستقبل الكوكب رهن بالتحوّل نحو الأفعال

وأكملت: “اليمن بأمس الحاجة للتعويضات المالية بسبب الحرب التي هدمت الكثير من البنية التحتية المتعلقة بقطاع المياه والكهرباء والامن الغذائي، وهذا ما زاد من مخاطر التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على الوضع البيئي في اليمن، حيث نمتلك الكثير من المحميات الطبيعية”.

وتابعت: “موقع اليمن الجغرافي جعله عرضة للكثير من التغيرات المناخية، كارتفاع منسوب المياه، كالفيضانات التي طالت محمية سوقطرة، ومؤخراً فيضان مهرة الذي أضر بالكثير من السكان والبنية التحتية”.

وأضافت: “اليمن من البلدان المتأثرة بشكل كبير ومباشر بالتغيرات المناخية وهي بحاجة ماسة للتعويضات المالية المناخية”.

وشكل “كوب 28″، بارقة أمل على صعيد تعبئة العمل الدولي نحو تحويل الوعود إلى واقع فعلي على الأرض، والوصول إلى توافق دولي لمواجهة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، وفي مقدمتها الجفاف والتصحر والفيضانات وحرائق الغابات والأزمات الغذائية والصحية والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى العمل من أجل إنهاء الصراعات والحروب وتحقيق السلام العالمي، إذ لم يعمل المؤتمر فقط من أجل احتواء الأحداث المناخية المتطرفة، وإنقاذ البشرية من تداعياتها بالغة الخطورة فحسب، وإنما الحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميتها بشكل مستدام باعتبارها حقاً أصيلاً للأجيال القادمة.