دعوات لتوفير الفوط الصحية لنساء غزة

تفاقمت معاناة النساء في غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث، إذ كشفت دعوات لسيدات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية عن نقص في المستلزمات النسائية خاصة “الفوط الصحية”، في ظل غياب الماء وأدوات النظافة في قطاع غزة.

وأدى انتشار دعوات لتوفير الفوط الصحية عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى اندلاع الجدل بين نشطاء ومغردون، فمنهم من رأى أن النساء في غزة يحتجن إلى أشياء أكثر أهمية من الفوط الصحية، وأخريات أكدن على أن الفوط الصحية ليست أدوات “رفاهية”، بل هي مهمة لضمان صحة المرأة، وقد تكون هناك آثار سلبية كبيرة في حال عدم استخدامها.

حلقة اليوم من برنماج ستديو أخبار الآن ناقشت التفاصيل، والتبعات في حال لم تتوفر هذه الفوط الصحية.

حول ذلك قالت المستشارة بالصحة الإنجابية والجنسية د. ضحى شلة: “يجب أن نثير الاهتمام لقضية استخدام حبوب منع الحمل لقطع الدورة الشهرية”.

أزمة الفوط الصحية لنساء غزة.. مشكلة تفاقمت في ظل "حرج مجتمعي"

وأضافت: “حبوب منع الحمل قد يكون لها أضرار كبيرة على مستوى الهرمونات وقد تؤثر بدورة النساء الشهرية”.

ورأت أن “استخدام حبوب منع الحمل سيكون لها تداعيات في المستقبل، هذا إلى جانب أن المشكلة ما زالت موجودة”.

وتابعت: “هناك بعض النساء اللواتي يحتجن لتغيير الفوط الصحية لحوالي أربع أو خمس مرات في اليوم”.

كما أكدت أن “قطعة القماش غير مصنوعة بطريقة الفوط الصحية وهي امتصاص الدم وبالتالي فكرة هذه الأقمشة قد تؤدي إلى زيادة البكتيريا”.

بدورها قالت عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي رتيبة النتشة: “في بداية الحرب تنبهت المؤسسات الدولية والصحية لموضوع الصحة الإنجابية للنساء وموضوع النقص بتوفير مستلزمات النظافة الشخصية”.

أزمة الفوط الصحية لنساء غزة.. مشكلة تفاقمت في ظل "حرج مجتمعي"

وأردفت القول: “واجهنا مشاكل بأن الفتيات الصغيرات يشعرن بالحرج نتيجة التقاليد المجتمعية التي تجعل من الصعب عليهن طلب الفوط الصحية”.

وواصلت القول: “المشكلة حالياً أن هذه المستلزمات لم تعد موجودة نتيجة طول الحصار على قطاع غزة ودخول المواد والمساعدات التي تحمل أدوية بالدرجة الأولى”.

وأردفت: “نتمنى أن تستجيب إسرائيل وتسمح للمنظمات الدولية بإدخال مستلزمات بسياراتها الخاصة لقطاع غزة.

ولفتت إلى أنه “يوجد هناك مرحاض واحد لكل 150 شخص في مراكز الإيواء، ويوجد حمام واحد لكل 700 شخص ولا يوجد مياه صالحة للاستحمام”.

هذا وعبّر العديد من النساء عبر منصة “إكس” عن غضبهن من جراء نقص شديد في الفوط الصحية التي يحتجنها، وأكدن أن عدم استخدام الفوط الصحية سيكون له تأثير سلبي على صحة أجسادهن.

وللتأكد من درجة خطورة عدم استخدام الفوط الصحية، تحدثت مدونة بي بي سي مع الطبيبة وسام السيد شعيب، المختصة في طب النساء والتوليد، والتي أكدت أن استخدام أي أداة ملوثة بدلاً من الفوط الصحية، مثل الكرتون أو قطعة قماش غير مغسولة جيدا قد يتسبب في عدوى بكتيرية، والأكثر من ذلك، أن تحدث إصابة بنوع من البكتيريا يسمى “البكتيريا العنقودية” وهو نوع خطير للغاية من البكتيريا.

وأضافت شعيب في تصريح لبي بي سي عبر الهاتف: “إن حدث و أصابت هذه البكتيريا المهبل يمكن أن تصل العدوى للرحم وقنوات الفالوب، وقد يحدث وقتها التهاب في الحوض وهذا كفيل بحدوث تسمم في الدم، ما يؤدي بعدها إلى عدم القدرة على الحمل مجدداً”.