محلل: إسرائيل ليست لديها تصورات عن كيفية استخراج حماس من غزة
قبل هجوم حماس في الـ 7 من أكتوبر، كان نصف شباب قطاع غزة بلا وظائف، ولكن بعد الهجوم، فقد أكثر من نصفِ السكان منازلهم ووظائفهم.
أما خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب تقدر بـ 7 مليارات دولار حتى تصنيفها الائتماني لدى أهم الوكالات العالمية المختصة مثل فيتش وموديز وستاندرد آند بورز غلوبال، تراجع بشكل كبير بسبب توقف مرافق الحياة.
يأتي هذا بالإضافة، إلى تأثر العالم أجمع الذي لم يتعافى في الأساس، من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لتأتي هذه الأزمة وتقضي على فرص النمو العالمي.
فهل تستطيع الحكومة الأمريكية تغطية خسائر إسرائيل؟، وما فرص تعافي الاقتصاد العالمي من جديد؟، وما مستقبل الاتفاقات الاقتصادية مثل طريق الهند وطريق الحرير؟، هل هناك إمكانيات لتنفيذها وسط كل هذه الفوضى؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
وضع الاقتصاد الإسرائيلي
وحول هذا الموضوع، قال المحلل السياسي والمستشار السابق بمجلس الاتحاد الأوروبي، وليد درويش، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “اقتصاد إسرائيل متباطئ جدًا، لكنه أسرع اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، إذ بإمكانه العودة سريعًا إلى أرقامه العادية بسبب تركيبة هذا الاقتصاد الإسرائيلي”.
ولفت: “جزء مهم يعتمد عليه الاقتصاد الإسرائيلي في عملية التصدير، وهي الصناعات التقنية”.
وفي المقابل، أشار درويش إلى أن: “الحكومة الإسرائيلية تواجه الآن العديد من المشاكل، كإشكاليتها مع النظام القضائي، وكذلك عدم الرضا المجتمعي عن أدائهم، فضلًا عن انهيار فكرة السلم والأمن المجتمعي”.
وأضاف: “اليوم تُحاول إسرائيل أن تُحقق أهدافًا بينما ليست لديها تصورات متماسكة عن كيفية استخراج حماس من قطاع غزة”.
مصير مشروع الممر الاقتصادي الجديد
ومن ناحيته، قال رئيس وحدة الاقتصاد ودراسات الطاقة بمركز الحبتور للأبحاث، محمد شادي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “كافة المشاريع يُمكن تنفيذها طالما أنها مُجدية اقتصادية، لكن ما يحدث الآن من الصراع في غزة، يدفع إلى تجميد مشروعات وبالأخص الممر الاقتصادي الجديد”.
وتابع: “الأسباب التي تدفع إلى تجميد المشروع هي انعدام الاستقرار، حيث يصعب إكمال أي نوع من أنواع الإنشاءات سواء البرية أو خطوط الربط الكهربائي حول الممر”، مشيرًا: “سنشهد تأجيلًا للمشروع على المدى المتوسط، وحتى إعادة إعمار غزة، وقد يكون على المدى الطويل في حال حدث اجتياحًا بريًا”.
ولفت شادي في معرض حديثه إلى أن: “كُلفة تأمين الممرة لاحقًا ستكون مرتفعة للغاية في ظل الصراع القائم”.
كما أشار: “نحن أمام مشروع كان يواجه تحديات سياسية في السابق، والآن بصدد ضغوط أمنية”.
تداعيات حرب غزة
تجاوزت حصيلة القتلى في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي عتبة السبعة آلاف قتيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب “بلغت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة 7028 شخصًا، بينهم 2913 طفلًا، و1709 سيدات، و397 مسناً، إضافة إلى إصابة 18484 مواطناً بجروح مختلفة”.
والخميس قال الجيش الإسرائيلي إن عدد الأشخاص المؤكد احتجازهم في قطاع غزة بلغ 224 منذ الهجمات التي نفذتها حركة حماس على إسرائيل، مضيفا أن العدد قد يزيد.
وكان الناطق باسم الجيش قد أعلن في بيان أمس الأربعاء إن هناك 309 جنود قتلى و220 أسيرًا في غزة.
وكانت حماس قد أطلقت سراح اثنتين من الرهائن قبل أيام لأسباب إنسانية.
من جهته قال بيني جانتس الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية يوم الخميس إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عسكرية وغيرها من التدابير لعدة سنوات لاستعادة الأمن في المنطقة الجنوبية التي اجتاحها مسلحو حماس عبر الحدود من غزة في 7 أكتوبر تشرين الأول.