مئة قتيل على الأقلّ في حريق نينوى

في العراق كل اللحظات السعيدة يمكن لها أن تتحول إلى فواجع ولنينوى سوابق عديدة ،فاجعة العبارة بالأمس القريب واليوم حريق قاعة حفل الزفاف في قضاء الحمدانية الذي تسبب بمقتل 100 شخص تقريبا وإصابة حوالي الـ500 آخرين.

سبب ارتفاع عدد الضحايا، يعود لكون القاعة لها باب واحد للدخول والخروج، وهي مكونة من طابق واحد، مشيرًَا إلى استخدام مواد سريعة الاشتعال في تصميم القاعة.

الفساد وسوء الإدارة والمحاصصة وانعدام معايير البناء وإجراءات السلامة كلها أسباب حوّلت حفل الزفاف إلى عزاء كبير.

من المسؤول عن افتقار المرافق العامة والخاصة لمعايير السلامة ولماذا لا يتم منع البناء بمواد سريعة الاشتعال؟ وهل سيحاسب المسؤولون عن الفاجعة أم ستلتحق نتائج التحقيق بها بنتائج التحقيق عن فاجعة العبارة في نينوى؟ هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

التزام بالقوانين

حول هذا الموضوع، قال الدكتور ماجد شنكالي رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، “الالتزام بالقوانين والتعليمات ضعيف جداً، وذلك بسبب مؤسسات الدولة، وعند الحاجة لتطبيق القانون، يأتي تدخل أكبر منه ويتم إيقاف كل الإجراءات، والآن كل الفنادق والمؤسسات العامة في العراق أكثر من 90% منها مخالف للتعليمات والضوابط، وأغلبهم لا يتوفر فيهم مخارج طوارئ”.

حريق نينوى.. من فرحة إلى فاجعة دامية

وأضاف “يجب مراجعة جميع المباني من توفر شروط السلامة لضمان الحفاظ على سلامة من يتواجد فيها وخاصة مؤسسات الدولة والفنادق والمستشفيات والأماكن التي يتجمع فيها أعداد كبيرة من السكان”.

وأكد “ما حدث يوم أمس فاجعة وتتحملها الإدارة المحلية في الحمدانية والدفاع المدني، وأصحاب المبنى الذين لم يلتزموا بالضوابط والتعليمات”.

تيارات سياسية

قال المتحدث الرسمي باسم تحالف العروبة عزام الحمداني “الكل يعرف أن هناك جدل سياسي ونحن مقبلين على انتخابات، إن كانت هناك معلومات فهناك إدعاء عام، وهناك لجان تحقيقية تعمل على كشف ملابسات الجريمة، ونحن ضد مسألة إقحام أي سياسي بموضوع مدني”.

حريق نينوى.. من فرحة إلى فاجعة دامية

وأضاف ” هناك حوادث سابقة وقد تكون طبيعية، وحتى لو افترضنا أنه لو كان لغرض سياسي، فعلى الدولة العراقية أن تكون حاضرة من خلال مؤسساتها الأمنية والمدنية والصحية، فكل ما يحصل في العراق ممكن أن يؤخذ بمحمل السلم أو الصدق، فالعراق يعيش حالة اجتماعية غير منظمة لا يوجد قانون بالمعنى الصريح إضافة للتطاول على القانون”.

وقُتل مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في حريق اندلع جراء إطلاق “ألعاب نارية” بقاعة للأعراس في محافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، في أرقام غير نهائية أعلنتها السلطات الأربعاء.

وتقول السلطات إن “الألعاب النارية” ومواد بناء “شديدة الاشتعال” هي سبب هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس حيث تجمّع مئات المدعوين للمشاركة بحفل زفاف.

وشيّع المئات بعد ظهر الأربعاء، ضحايا لهذه الحادثة المؤلمة في بلدة قرقوش المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية.