خبير لـ “أخبار الآن”: إثيوبيا منذ اللحظة الأولى تصر على التفاوض من دون إعطاء إجابات

بعد أن انتهت من الملء الـ 4 لسد النهضة، وضعت إثيوبيا كلا من مصر والسودان أمام الأمر الواقع، رغم الرفض المتواصل للبلدين وخاصة مصر التي ما زالت تصر على اللجوء إلى الحوار والتفاوض.

لكن هل ما زال للحوار جدوى؟، أم يجب على القاهرة أن تكون أكثر حزمًا مع أديس أبابا، خصوصًا وأنها تصارع بمفردها، بعدما دخلت الخرطوم في نفق لا أحد يعرف متى ستخرج منه، وهو نفق “الصراع العسكري الداخلي”، بالإضافة إلى أن مصر تواجه أزمة َ جفاف وعطش غير مسبوقة.

فما نهاية الأزمة؟، هل ستحل في المحاكم الدولية؟، وهل العمل العسكري مطروحًا كآخر الحلول؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

مخاوف وقلق

وحول هذا الموضوع، قال خبير الموارد المائية، عبد الكافي الطيب، في مداخلة هاتفية مع برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “هناك مخاوف من انهيار سد النهضة، وقد طرحنا هذه النقطة قبل 5 سنوات”، مشيرًا إلى أن: “تداعيات هذا السد ستطال أرواح الكثيرين بكل تأكيد”.

مفاوضات مستعصية.. هل يُمكن استخدام القوة العسكرية مع إثيوبيا بسبب سد النهضة؟

وأضاف الطيب في معرض حديثه: “سدود درنة كانت جيدة جدًا وبسبب الصراعات وعدم الصيانة انهارت مع الفيضانات، وكذلك إثيوبيا تُعاني من صراعات تكاد تكون أكثر مقارنة بالوضع في ليبيا”.

ولفت: “حتى لو لم ينهار سد النهضة، فالسودان سيعطش عامًا كاملًا وربما يغرق بعدها”.

أمر واقع

ومن ناحيته، قال خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية، اللواء محمد عبد الواحد، خلال استضافته عبر “زووم” في برنامج “ستديو أخبار الآن” إنه: “منذ عام 2011، وحتى الملء الثاني لسد النهضة، كانت هذه المدة فترة تفاوض، والتفاوض يعني أن طرفين متساويين وكل طرف يسعى للحصول على مميزات”.

وتابع: “مع دخول الملء الثالث، أيقنت إثيوبيا تمامًا إن منحنى التفاوض تغير، وأصبحت ترفض التفاوض، وتريد أن تضع شروطًا، فيما رسخت لأمر واقع، حتى بات من الصعب استخدام القوة العسكرية لضرب السد، الذي يُهدد حياة شعبي مصر والسودان”.

مفاوضات مستعصية.. هل يُمكن استخدام القوة العسكرية مع إثيوبيا بسبب سد النهضة؟

وأضاف: “يُنذر الملء الرابع والذي بلغ 42 مليار متر مكعب، بخطورة شديدة”، مشيرًا: “استمرار بناء هذا السد العملاق قد يؤدي لمخاطر وجودية لشعبي مصر والسودان، كما سيقود لتعطيش البلدين”.

ولفت: “إذا تم ضرب السد، وانهار، فهنا الموت سيكون غرقًا، من حجم المياه”، مستشهدًا بما جرى في درنة، قائلًا: “ما جرى في المدينة الليبية كان بسبب 28 مليون متر مكعب فقط، وأدى لكارثة، بينما الملء الرابع كما ذكرت يصل لـ 42 مليار متر مكعب”.

كما أوضح خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية: “إثيوبيا منذ اللحظة الأولى تصر على التفاوض من أجل التفاوض من دون إعطاء إجابات، وبعد 10 سنوات من عملية التفاوض تلك نجد أن المحصلة تساوي صفر”.

وأشار اللواء عبد الواحد: “في اتفاقية 2015 وهي إطارية عبارة عن إرشادات عامة لا تتضمن أي نوع من الإلزام، فتحتوي على 10 بنود إرشادية فقط، وكل طرف اعتبر أنها سندًا قانونيًا له، بينما إثيوبيا اعتبرتها ملاذًا لها، كي تمضي قدمًا في بناء السد”.

اجتماع ثلاثي دون تحقيق تقدم

وأمس الأحد أعلنت مصر، انتهاء الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة الذي عقد في العاصمة أديس أبابا بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا “دون تحقيق تقدم يُذكر”.

مفاوضات مستعصية.. هل يُمكن استخدام القوة العسكرية مع إثيوبيا بسبب سد النهضة؟

سد النهضة الإثيوبي. (أ ف ب)

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية محمد غانم في بيان صحافي، إن الجولة التفاوضية المنتهية والتي استمرت على مدار يومي السبت والأحد، “لم تسفر عن تحقيق تقدم يُذكر”، لافتاً إلى أنها “شهدت توجهاً إثيوبياً للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث في إطار العملية التفاوضية”.

وأشار إلى أن أديس أبابا “مستمرة في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة وكذا الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب”.