مراقبون يشككون بجدية طرفي النزاع في السودان بإنهاء الحرب

نسمع في السودان عن جعجعة وقف إطلاق النار والبدء بالحوار ولا نرى هذا الأمر ينعكس على أرضِ الواقع، فالمواجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع مستمرة على قدم وساق رغم تصريحات القائدين البرهان وحميدتي عن نيتهما الصادقة لإيقاف هذه الحرب.

فما الذي ينتظرانه؟، أن يقتل نصف الشعب من الجوع والمرض والنصف الآخر بالصراعات القبلية؟، أم كما يقال كل يغني على ليلاه؟. وليلى حميدتي هو أنه خرج بمقطع مصور لإيصال رسالته للأمم المتحدة ولغرمائه أنه ما زال على قيد الحياة ولم يمت كما روجوا في وسائل الإعلام.

أما هدف البرهان الذي جاب دولًا عديدة هو الحصول على الدعم الدولي وإضفاء شرعية أكبر لحكمه.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

من المسؤول عن اشتعال الوضع؟

وحول هذا الموضوع، قال رئيس منظمة شباب من أجل دارفور، أحمد عبدالله إسماعيل، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “من يتحمل ما يحدث في السودان هم قوات الدعم السريع، التي هاجمت السودان، بينما القوات المسلحة تقوم بدورها من أجل حماية الدولة والمدنيين ومحاربة وصد العدوان، ضد كل من تسول له نفسه بالعبث بمؤسسات الدولة”.

ما مستقبل السودان في ظل تواصل الاشتباكات بين طرفي الصراع؟

وتابع إسماعيل: “قوات الدعم السريع اليوم تتواجد في الطرقات والشوارع، وليس لها مقار أو منطقة جغرافية تُسيطر عليها، كما تقوم بنهب والعبث بالمواطن في الطرقان، وتتخذه دروعًا بشرية”.

كما لفت رئيس منظمة شباب من أجل دارفور في معرض حديثه إلى أن: “أيضًا، الحرية والتغيير التي تدعم الدعم السريع تتحمل المسؤولية عن ما جرى في السودان”.

وأكد: “السودان لن ينقسم والشعب واقف بقوة خلف القوات المسلحة”.

 

تعطيل الخدمات

ومن ناحيته، قال الصحافي والمحلل السياسي السوداني، محمود لعوتة، إن: “طرفا النزاع في السودان جلسا سويًا في مايو الماضي ولم يتوصلا إلى حل”.

وأضاف: “البرهان أشار إلى أنهم قاطعوا مفاوضات جدة، بسبب تعنت قوات الدعم السريع ورفضها الخروج من المستشفيات ومواقع الخدمات، وأعتقد هذا أهم شيء بالنسبة للمواطن السوداني”.

ما مستقبل السودان في ظل تواصل الاشتباكات بين طرفي الصراع؟

وتابع: “الجيش يتحدث عن المواطن السوداني”، مستنكرًا: “كيف للدعم السريع أن يحتل منازل المواطنين والمستشفيات ويعطل كافة مناحي الخدمات؟”، مشيرًا إلى أن: “الخرطوم تعاني من نقص المياه لم يشهدها العالم من قبل”.

ولفت: “لن تتقدم المفاوضات إلى الأمام مادامت قوات الدعم السريع متعنتة بهذا الشكل”.

تحذيرات من تحدد نطاق الحرب

والخميس،  حذّر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الخميس في الأمم المتحدة من تمدّد نطاق الحرب الدائرة في السودان بين جيشه وقوات الدعم السريع إلى خارج حدود بلاده.

واتّهم البرهان قوات الدعم السريع بالسعي لتلقي دعم “مجموعات إرهابية”، وقال في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الأمر أشبه بـ”شرارة لانتقال الحرب إلى دول أخرى في المنطقة حول السودان”.

وأشار قائد الجيش السوداني إلى أن “التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة هذه المجموعات أصبحت ظاهرة وواضحة، مما يعني أن هذه أول شرارة ستحرق الإقليم والمنطقة وستؤثر مباشرة على الأمن والسلم الدوليين”.

ما مستقبل السودان في ظل تواصل الاشتباكات بين طرفي الصراع؟

وقبل كلمة البرهان، وجه قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كلمة إلى الأمم المتحدة، مؤكدًا: “السودان يمر بأكبر حرب في تاريخه الحديث”.

كما لفت – بحسب ما ذكر -، إلى أن: “القوات المسلحة “المعادية” هي من بدأت الحرب وقوضت العملية السياسية”.

وأشار: “لم يكن أمامنا خيار سوى الدفاع عن النفس بعد إشعال حرب 15 أبريل”.

كما أكد حميدتي في معرض حديثه أن: “نظام الحكم في السودان، ينبغي أن يكون ديمقراطيًا مدنيًا”.

ما مستقبل السودان في ظل تواصل الاشتباكات بين طرفي الصراع؟